سوق النفط تسعى إلى استعادة الزخم .. ترقب اجتماع «أوبك +» والحظر الأوروبي للخام الروسي

سوق النفط تسعى إلى استعادة الزخم .. ترقب اجتماع «أوبك +» والحظر الأوروبي للخام الروسي

استمرت تقلبات أسعار النفط الخام بعد أنباء غير دقيقة عن أن تحالف" أوبك +" سيناقش في الاجتماع المرتقب في 5 كانون الأول (ديسمبر) المقبل زيادة محتملة في إنتاج النفط، وحدت المخاوف بشأن الطلب في ظل سياسة التشديد النقدي التي يتبعها مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) وسياسات الصين الصارمة بشأن كوفيد من ارتفاع أسعار النفط.
وقال لـ"الاقتصادية" محللون: إن وزراء" أوبك +" سيجتمعون مطلع الشهر المقبل لوضع خطط إنتاج" أوبك +" في يناير 2023 وسيكون توقيت زيادة الإنتاج المستهدفة - إذا وافقت المجموعة على ذلك - قبل يوم واحد فقط من تاريخ نفاذ الحظر النفطي الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى على النفط الروسي مع فرض سقف لأسعار بيع النفط.
وأشار المحللون إلى أن آسيا تعد أكبر مركز طلب على الطاقة في العالم وسط تطلع المنتجين إلى مستويات أعلى لتعويض الخسائر الفادحة التي وقعت على مدار أكثر من عامين منذ اندلاع جائحة كورونا في العالم.
ويقول سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية: إن السوق في حالة ترقب قبل أيام من الاجتماع الوزاري لتحالف" أوبك +" وبدء تطبيق الحظر الأوروبي على النفط الروسي، مشيرا إلى أن دول الاستهلاك تواصل الدعوة إلى زيادة الإنتاج في تحالف "أوبك +" وذلك بعد قرار التحالف قبل شهرين بخفض أهداف إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا في نوفمبر وديسمبر.
وأوضح أن رد الفعل الصعودي لأسعار النفط بعد الأنباء التي تفيد بأن الصين قد خففت سياسة "صفر كوفيد" لم يدم طويلا مع عودة السياسات الصارمة للوصول إلى مستوى الصفر في الإصابات مشيرا إلى أن التباطؤ الاقتصادي المستمر في الصين يقلل من طلب البلاد الهائل على النفط والغاز وقد أدى الارتفاع الصاروخي في أسعار الطاقة إلى مزيج من التضخم المرتفع وأسعار الفائدة المرتفعة التي تهدد بالركود في عديد من الاقتصادات العالمية الرائدة.
من جانبه، يقول روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات: إن المخاوف على أمن إمدادات الطاقة ما زالت قوية خاصة في ضوء تقارير دولية تفيد بأن ربع إجمالي الأمريكيين قد يواجهون حالات طوارئ تتعلق بالطاقة هذا الشتاء، كما تتسع التداعيات السلبية على النمو الاقتصادي الصيني بعدما انخفض مؤشر مديري المشتريات الرئيسي لنشاط المصانع بشكل غير متوقع في أكتوبر الماضي.
من ناحيته، يقول ماركوس كروج كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز: إن السوق النفطية تقاوم المعنويات السلبية وتحاول استعادة كثير من زخمها السابق وتراقب التطورات الجديدة الخاصة بوتيرة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى استمرار أوروبا في اتخاذ الترتيبات لاستبدال الطاقة المستوردة من روسيا بموارد من مصادر أخرى.
وأشار إلى استمرار معاناة السوق الأمريكية من النقص المستمر في الديزل الذي يرجع إلى فقدان قدرة التكرير الأمريكية منذ بداية الجائحة، لافتا إلى أنه قبل الأزمة الأخيرة كانت سياسة الطاقة الأمريكية واضحة بشأن نية التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، ما أدى إلى إغلاق عديد من شركات التكرير بسبب الحاجة إلى استثمارات ضخمة من أجل الحفاظ على تشغيل مصافي التكرير بأمان ووفقا للقوانين.
بدورها، تقول جولميرا رازيفا كبير محللي المركز الاستراتيجي للطاقة في أذربيجان: إن بعض الدول الآسيوية تتجه إلى العمل من أجل زيادة الإنتاج لتلعب دورا في معالجة الوضع الضيق لإمدادات النفط الخام العالمية، حيث تشير تقارير دولية إلى أن فيتنام وماليزيا تسرعان الإنتاج والاكتشافات الجديدة.
ولفتت إلى سعى جميع أطراف الصناعة حاليا إلى ضمان أمن الإمدادات وسط التوترات الجيوسياسية المستمرة، والذي يترافق مع خطة خفض الإنتاج على نحو قياسي في تحالف" أوبك +"، موضحة أن عديد من العقوبات والحصار المالي تعوق التدفق الحر للخام، إضافة إلى توقعات الإنتاج العالمي غير المؤكدة. من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار النفط أمس، بعد تأكيد التزام مجموعة "أوبك +" بتخفيضات الإنتاج، فضلا عن إمكان اتخاذ المزيد من الخطوات لتحقيق توازن في السوق، وذلك رغم المخاوف من حدوث ركود عالمي والقلق من ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في الصين.
وصعد خام برنت إلى 89.59 دولار، فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.19 دولار تعادل 1.5 في المائة إلى 81.23 دولار.
ومن المقرر أن تعقد مجموعة "أوبك +"، التي تضم دول أوبك ومنتجين من خارجها من بينهم روسيا، اجتماعا في 4 كانون الأول (ديسمبر)، أي قبل يوم من بدء سريان إجراءات أوروبية وأخرى من جانب مجموعة السبع بشأن النفط الروسي.
ويدخل حظر يفرضه الاتحاد الأوروبي على واردات الخام الروسي في 5 ديسمبر، بالتزامن مع دخول خطة لمجموعة السبع تسمح لمقدمي خدمات الشحن بالمساعدة في تصدير النفط الروسي ولكن بأسعار منخفضة محددة.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 84.18 دولار للبرميل الإثنين مقابل 87.65 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثالث تراجع له على التوالي وأن السلة خسرت نحو عشرة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 94.42 دولار للبرميل.

الأكثر قراءة