الحيوية التي أشاعتها الرؤية

من الأمور التي تدعو إلى الفخر أن رؤية السعودية 2030 بما تحمله من طاقات خلاقة لم تكن مجرد خطابا مكتوبا بطريقة إنشائية للاستفادة منه عاطفيا لفترة مؤقتة.
عندما بدأت الرؤية أخذت مبادراتها الناضجة والجادة في الانطلاق واحدة تلو الأخرى. قدمت الرؤية نموذجا لافتا للتخطيط الاستراتيجي الذي يتسم بالإتقان والمرونة. كانت رؤية إصلاحية شاملة - بكل ما تحويه مفردة الشمول من معان - إذ اهتمت بالإنسان والمكان وتعاملت مع سبل محفزات الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل والارتقاء بالتعليم وتوليد الوظائف وتمكين المرأة وإعطاء جودة الحياة ورفاهية الإنسان المكانة التي تستحقها.
منشآت القطاع الحكومي التي كان بعضها في فترات سابقة يعاني الروتين والبطء تحول إلى منافس للقطاع الخاص في إيقاع الحركة وسرعة التأثير وتحقيق المؤشرات المنشودة وفي مرات كثيرة تجاوز تلك الأرقام المحددة في الرؤية إلى مستهدفات أعلى. وسبق أن تناول ولي العهد هذه النقاط بمنتهى الشفافية. الطاقات الإبداعية التي أطلقتها رؤية السعودية 2030 في مختلف المجالات أضافت الكثير. إذ باشرت قبل انطلاقها في استحضار مناطق الخلل ثم العمل على إيجاد الحلول لها من خلال تطوير الأنظمة واستحداث تنظيمات جديدة، بما في ذلك تطوير الأنظمة القضائية وإيجاد بيئة محفزة لجذب الاستثمارات في مجالات عدة مثل السياحة والصناعة والرياضة والترفيه... إلى آخره.
لنأخذ على سبيل المثال لا الحصر الكوادر البشرية في القطاعين الحكومي والخاص.
لقد فتحت الرؤية ومبادراتها مجالات أوسع لاستيعاب شرائح جديدة من الخريجات والخريجين. الكوادر الشابة من الجنسين حظيت بفرص كان من الصعب الوصول إليها في فترات سابقة. اليوم نحن نرى فتيات وفتيانا في القطاعين الحكومي والخاص يشغلون مناصب قيادية رفيعة. لم يعد السن عاملا حاسما في شغل هذا المنصب أو ذاك، بل أصبحت الكفاءة والجدارة تحظى بالأولوية. هذه المشاهد المبهجة تضع على عاتق الشباب من الجنسين الاستفادة من الفرص المتاحة في مختلف القطاعات لتطوير وإثراء مهاراتهم وعدم الاكتفاء بالمؤهل العلمي، لأن هذا المؤهل سيوفر لك وظيفة لكن الترقي والتميز يتطلب مزيدا من الجهد والقدرة على المنافسة وخوض التحدي لتحقيق المستهدفات المنشودة على الصعيدين الفردي والمجتمعي.
كثيرون من حولنا يستحضرون الرؤية ومخرجاتها باعتبارها نموذجا لافتا لإدارة التغيير الشامل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي