مفهوم الامتنان

هناك كثير من الظواهر والممارسات التي يغفل عنها الإنسان، ويكون لها انعكاس مباشر على صحته النفسية والجسدية، بل على محيطه ومجتمعه.. ومن تلك الظواهر يبرز الامتنان كأحد أهمها..

يعرف علماء النفس الامتنان بأنه تقدير لشيء ملموس أو غير ملموس، يدفع الناس إلى إدراك الخير في حياتهم، ويؤدي إلى تواصلهم مع ما هو أكبر من أنفسهم..

ويرى آخرون أنه عاطفة يشعر بها الفرد عند حصوله على فوائد قيمة متعمدة وغير متوقعة، لها دور أساسي في تنظيم العلاقات الاجتماعية والمحافظة عليها..

ويؤكد المختصون أن الامتنان ليس سلعة يتم تسليمها عند دفع قيمتها، إنما هو رد فعل أو شكل من أشكال الكرم عند تلقي هدية غير مستحقة..

ويصنف الامتنان على أنه "حالة" فقط عندما يكون عبارة عن مشاعر عميقة ناتجة عن تقدير الآخر للشخص، على حين يصنف بأنه "سمة" شخصية حين يكون جزءا من حياة الإنسان اليومية، ويعبر عن قوة الشخصية، ويتم تطويره عبر الوعي والممارسة..

وبالتالي فالامتنان هو حالة وسمة في الوقت نفسه.. يلتبس على الكثير الفرق بين الشكر والامتنان، حيث يتصور البعض أنهما شيء واحد، وهذا غير صحيح، فالشكر لا يكون إلا بالكلمات التي تقال تجاه الشخص المشكور الذي أسدى معروفا أو خدمة معينة، بحيث إنه قد يكون مجاملة اجتماعية..

أما الامتنان فهو سلوك وفعل أعمق، وأخص من الشكر، وتقدير يتجاوز الكلمات ويلحقه مباشرة الشعور بالسعادة، وهو حالة خاصة لا تقال لأي شخص، إنما تقال لأشخاص مقربين جدا من قلب الشخص الآخر، يكون لهم تقدير من نوع خاص..

كما أن تأثير كلمة الشكر وقتي ولحظي لا يدوم طويلا، على خلاف الامتنان الذي يبقى أثره لمدة طويلة، ويقدم لمن كان له دور بارز في صنع الفارق في حياة الإنسان..

وتؤكد أبحاث علم النفس الإيجابي حول ظاهرة الامتنان أن من يقدم الامتنان للآخرين تنخفض عنده مستويات التوتر بشكل كبير، وتتحسن صحته النفسية والعقلية والجسدية، وأنه يزيد من التفاؤل ويمنح الإنسان الشعور بالرضا، ما يؤدي إلى أن يعيش الإنسان حياته بسعادة بالغة..

عندما تختلي بنفسك تذكر نعمة الله عليك، وأفضال ذي المن والكرم الذي منحك الإيمان والصحة والمال والأمن والأمان، وغيرها كثير، وسترى لهذا الامتنان - حين تمارسه باستمرار - أثرا بالغا في حياتك الشخصية والاجتماعية.

 

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي