أنواع الصداقة
الصداقة أمر مهم في حياة الإنسان، فهو بطبعه كائن اجتماعي ينفر من الوحدة ويأنس بالآخرين. الصداقة علاقة اجتماعية بين الناس من خلالها يتعارفون وبها يقضون أجمل اللحظات وأسعدها. ومن هنا فإن للصديق في حياة أي شخص أهمية كبيرة. وإذا ما أحسن اختياره فإنه يكون مصدرا للراحة النفسية وللطاقة الإيجابية. يصنف علماء الاجتماع الصداقة إلى أصناف عدة فمنها الصداقة العقلانية، وفيها تكون الثقة المتبادلة هي السمة الأكثر وضوحا، إذ يعتمد فيها الأصدقاء على بعضهم بعضا ويتكاتفون في الرخاء والشدة. وهناك الصداقة الرسمية وتكون بين زملاء العمل والأقران أو من يلتقون بين الحين والآخر في اجتماعات رسمية، وقد تستمر فترة طويلة، لكنها عادة لا تكون عميقة بدرجة كافية.
وهناك صداقة المتعة والرفاهية وقد تكون بين الأقارب أو غيرهم ممن يأنس بعضهم ببعض ويشتركون في رحلات السفر الداخلية أو الخارجية، ومثل هذه الصداقة يكون بين أصحابها تجانس في الطباع والمزاج. وأسوأ أنواع الصداقات ما يعرف بالصداقات السامة، وهي التي يكون رابطها السوء وعادة ما تنتهي هذه الصداقة بعداوات شديدة. وقد حذر الشاعر العربي من هذا النوع من الصداقة:
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم
ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
وحين النظر إلى الصداقات، فإن العبرة ليست بكثرتها كما هو حاصل الآن في وسائل التواصل الاجتماعي وإنما العبرة بنوعيتها. فلا يمكن أن تكون الصداقة حقيقية ومتينة إلا إذا بنيت على أساس قوي وثابت عماده الاحترام المتبادل، والوفاء، والثقة، والمودة. فصداقة المنفعة أو المصلحة لا طائل البتة منها، إذ سرعان ما تتلاشى فور انتهاء الغرض منها. هناك بعض الأصدقاء الذين يجب أن تستمر العلاقة قوية معهم وأبرزهم الصديق الوفي الذي يكون مع صاحبه تحت أي ظرف من ظروفه، فهو معه في السراء والضراء. وكذا الصديق المرح الذي حين يحتاج الإنسان إلى طاقة إيجابية فإن أول ما يخطر في باله هذا الصديق الذي بشخصيته الجميلة قادر على إدخال السرور على قلب صاحبه. ومنهم الصديق الحكيم ذو العقل الرصين فهو مصدر ثقة فيما ينصح به أو يقترحه خاصة أوقات الأزمات والانكسارات النفسية.
اختر قرينك واصطفيه تفاخرا
إن القرين إلى المقارن ينسب
اختيار الصداقات فن لا يجيده إلا القلة من الناس لأن الصداقة كالجبل الشاهق لا يستطيع تسلقه إلا الأوفياء.