"التاكسي الأخضر" فوضى مرورية .. و"النقل" لـ"الاقتصادية": إنشاء تطبيق إلكتروني لتنظيم عمله
في كل صباح، يجدد عبدالله الشهراني وهو في طريقه إلى مقر عمله شمالي الرياض، موعده اليومي مع المعاناة المرورية التي تتسبب فيها مركبات الأجرة الجديدة "التاكسي الأخضر".
وإضافة إلى الشهراني، يعاني كثير من مرتادي الطرق داخل المدن الرئيسة عدم التزام قائدي "التاكسي الأخضر" بأنظمة المرور والوقوف المفاجئ وتغيير المسار، ما يتسبب في ارتباك الحركة المرورية في الطرقات المزدحمة بالسيارات.
وأطلقت الهيئة العامة للنقل في كانون الثاني (يناير) 2020 منظومة مركبات الأجرة الجديدة "التاكسي الأخضر"، سعيا منها إلى تطوير وتنظيم قطاع مركبات الأجرة وعملها في السعودية، إلا أن هذا القطاع ما زال يفتقد مميزات "جودة الحياة" بسبب ضعف تنظيم عمل مركبات الأجرة التي تقدم خدماتها في الأماكن العامة بآلية ترفع من مستوى الزحام المروري، وتتسبب في حوادث المركبات.
ووفقا لرصد أجرته "الاقتصادية" على عدد من الأماكن العامة مثل المجمعات التجارية، المستشفيات، مواقع الفعاليات والترفيه، والشوارع ذات الكثافة المرورية العالية من المركبات والمحال التجارية وتجمعات الأشخاص، لا تزال مركبات الأجرة تعمل بطريقة عشوائية، وتسهم في زيادة الازدحام والحوادث بسبب عدم وجود آلية تنظيم عمل مركبات الأجرة.
وأظهر رصد الصحيفة، عدم وجود أماكن مخصصة لوقوف مركبات الأجرة في الأماكن العامة، وهو الأمر الذي تسبب في وقوف بعض مركبات الأجرة في مواقف غير مخصصة للوقوف وإغلاق بعض مسارات الشوارع وزيادة مستوى الازدحام والحوادث المرورية.
وبالنظر إلى تجارب عمل مركبات الأجرة في بعض الدول المجاورة، تعمل تلك المركبات وفق أنظمة وآلية عمل محددة، وذلك من خلال استخدام التقنية في عمل مركبات الأجرة لديها بنسبة كبيرة مثل تطبيقات التوصيل أو الطلب عن طريق الرسائل النصية أو الاتصال الهاتفي، إذ تسهم هذه الأمور في وصول مركبة الأجرة أسرع ما يمكن إلى المستفيد من خلال إرسال أقرب مركبة أجرة في المنطقة إلى مكان المستفيد، كما تسهم في تقليل الزحام والحوادث.
من جهتها، قالت لـ"الاقتصادية" الهيئة العامة للنقل، إنها تعكف على إنشاء تطبيق إلكتروني على غرار تطبيقات توجيه المركبات أوبر وكريم، يختص بمركبات الأجرة العامة "التاكسي"، وذلك بهدف تنظيم وتسهيل عمل هذه المركبات في السعودية وستبدأ العمل به خلال الفترة المقبلة.
وأضافت أنه عند بدء العمل بالتطبيق لن يسمح لمركبات الأجرة العامة بالتجول والبحث عن راكب في الطرقات، وإنما يسمح لهم بالعمل فقط عبر تطبيق توجيه المركبات، وذلك عبر تسجيل شركات الأجرة العامة لمركباتها في التطبيق الإلكتروني.
وأوضحت الهيئة أنها تهدف من خلال هذه الخدمة إلى سهولة تعامل المستفيد مع مركبات الأجرة، وذلك على غرار تعامل المستفيدين مع باقي تطبيقات توجيه المركبات مثل أوبر وكريم وغيرها، منوهة بأن هذه الخدمة مجهزة بجميع التجهيزات والاشتراطات الفنية وبجودة عالية.