سوريا وتركيا تغرقان في الدموع .. الزلزال الأسوأ لهما هذا القرن يخلف 2200 قتيل
قتل أكثر من 2200 شخص وأصيب آلاف آخرون اليوم في الزلزال المدمر الذي ضرب وسط تركيا وشمال غرب سوريا، ووصف بأنه الأسوأ الذي تشهده البلدان هذا القرن.
وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية إن حصيلة الوفيات الناجمة عن الزلزال بلغت 1498. وقتل ما لا يقل عن 716 في سوريا وفقا لأرقام حكومة دمشق والأمم المتحدة، بحسب "رويترز".
ورصدت الوكالات العالمية ووسائل الإعلام المختلفة لقطات حزينة مليئة بالدموع لمحاولات الإنقاذ والبحث عن الناجين في المناطق المتضررة في تركيا وسوريا.
وأعاق ضعف شبكة الإنترنت وتضرر الطرق التي تربط بين بعض المدن الأكثر نكبة بالزلزال في جنوب تركيا الذي يقطنه الملايين، جهود تقييم حجم الخسائر.
ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في بعض المناطق إلى ما يقرب من درجة التجمد خلال الليل، مما يؤدي إلى تدهور ظروف المحاصرين تحت الأنقاض أو الذين تُركوا بلا مأوى. وكانت الأمطار تسقط اليوم الاثنين بعد أن اجتاحت العواصف الثلجية البلاد في مطلع الأسبوع.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن ما حدث كارثة تاريخية وأسوأ زلزال يضرب تركيا منذ عام 1939، لكنه قال إن السلطات تبذل كل ما في وسعها.
وأظهرت لقطات حية بثتها محطة تي.آر.تي التركية الرسمية مبنى وهو ينهار في إقليم أضنة جنوب البلاد بعد الزلزال الثاني ولم يتضح بعد إن كان قد تم إخلاؤه قبلها.
وفي سوريا، التي مزقتها حرب أهلية دائرة منذ ما يزيد على 11 عاما، ذكرت وزارة الصحة أن عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى نحو 430 قتيلا وأكثر من ألف مصاب.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن 255 شخصا قتلوا بسبب الزلزال في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة.
وشاهد صحفيون من رويترز العشرات من رجال الإنقاذ في ديار بكر وهم يفتشون في كومة كبيرة من الحطام والأنقاض هي كل ما تبقى من بناية ضخمة ويسحبون كتلا من الحطام بحثا عن ناجين ويرفعون أياديهم من حين لآخر طلبا للهدوء كي يتسنى لهم أن يسمعوا أصوات الاستغاثة.
وأفادت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في شمال غرب سوريا أنه من المتوقع زيادة عدد القتلى في المنطقة.
وقالت المتحدثة ماديفي سون سوون "تعاملنا مع ظواهر جوية وعواصف ثلجية لكن لا شيء بحجم زلزال بهذه القوة. ما هو إلا إضافة إلى كل أشكال المعاناة".
وفي مدينة حماة التي تسيطر عليها الحكومة السورية، رأى صحفي من رويترز طفلا يبدو أنه قد فارق الحياة يتم انتشاله من بين أنقاض أحد المباني.
وقال شهود إن سكان دمشق ومدينتي بيروت وطرابلس اللبنانيتين ركضوا إلى الشارع واستقلوا سياراتهم للابتعاد عن المباني خوفا من الانهيار.
وأذاعت إدارة الكوارث والطوارئ التركية لقطات تظهر أحد رجال الإنقاذ وهو يزحف داخل مبنى منهار في مدينة ملاطية في محاولة لرصد مكان أحد الناجين المحاصرين تحت الأنقاض.
وسُمع رجل الإنقاذ وهو يقول "ما هو اللون الذي ترتديه؟ هل ترتدي اللون الوردي؟ من فضلك اعتني بنفسك في الوقت الحالي، لا أستطيع رؤية أي شيء آخر".
وقال أردوغان إن 45 دولة عرضت المساعدة في جهود البحث والإنقاذ.
وكتب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان على تويتر "تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق جراء الزلزال المدمر... سنواصل مراقبة الوضع عن كثب. وعلى استعداد لتقديم أي وكل مساعدة لازمة".
وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن الزلزال وقع خلال الليل على عمق 17.9 كيلومتر. وأبلغت عن وقوع سلسلة من الهزات بلغت قوة أحدها 6.7 درجة.
وتمتد المنطقة على طول خطوط الصدع الزلازلية.
وقال محمد كاشاني أستاذ هندسة الإنشاءات والزلازل المساعد بجامعة ساوثهامبتون "الجمع بين قوة كبيرة وعمق ضحل جعل هذا الزلزال مدمرا للغاية".