تقلبات في سوق النفط بفعل مخاوف الركود الأمريكي .. نمو بطيء للاستثمارات
استمرت تقلبات أسعار النفط الخام بين الانخفاض والارتفاع في وقت تستعد السوق النفطية لتجدد مخاوف الركود في الولايات المتحدة كما تنامت التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يتصرف بشكل أكثر قوة لمواجهة التضخم من خلال تسريع وتيرة رفع الفائدة الأمريكية.وقال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون إن التجار يعتقدون أن خسارة الإمدادات الروسية قد تم تسعيرها بالفعل في سعر البرميل الحالي وسعر خام الأورال الذي تجرى عليه تخفيضات بيعية واسعة.
وذكر المحللون أن تجار الطاقة يرجحون احتمالية ضعف توقعات الطلب على النفط الخام خلال العام الجاري حيث إن تقرير التضخم المحوري قد يجبر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على تشديد السياسة المالية ورفع أسعار الفائدة بشكل أكثر قوة. وأكد روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن التقلبات السعرية مستمرة في السوق النفطية، موضحا أن التخفيضات الإنتاجية الروسية لا تغير تقييم السوق بالنظر إلى أنه كان متوقعا بالفعل أن روسيا ستضطر إلى خفض الإمدادات من النفط الخام نتيجة لحظر الاتحاد الأوروبي على الخام والمنتجات المكررة إضافة إلى بدء تطبيق السقف السعري. وأشار إلى هدوء حالة التوتر في السوق النفطية بعد إعلان شركة بريتيش بتروليوم "بي بي" النفطية العملاقة والقائم بعملية التشغيل أن شحنات الصادرات النفطية من خط أنابيب باكو - تبيليسي - جيهان القادم من تركيا استؤنفت من مرفأ جيهان في 12 شباط (فبراير) بعد أن أدت الزلازل العنيفة التي ضربت تركيا وسورية إلى تعطيل التدفقات منذ 6 فبراير. من جانبه، أوضح ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، أن شركات الطاقة الدولية ركزت منذ ارتفاع الأسعار على تعزيز مراكزها المالية حيث تبين أن التركيز على زيادة عوائد المستثمرين كان ناجحا لعديد من شركات النفط الخام الدولية. ولفت إلى قناعة منظومة الطاقة الدولية بالحاجة إلى كل موارد الطاقة لتلبية احتياجات المستهلكين سواء الموارد التقليدية أو الجديدة أو النظيفة وهو ما دفع شركات النفط الكبرى إلى التراجع عن مسارها الحاد السابق بالتركيز فقط على مسار التحول الانتقالي للطاقة .
من ناحيته، قال ماثيو جونسون المحلل في شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، إن تحالف "أوبك +" يواصل جهوده للوصول إلى توازن مستدام بين العرض والطلب، مبينا أن "أوبك" تحرص في عديد من المناسبات على حث الدول المنتجة على زيادة الاستثمار في مشاريع المنبع للنفط الخام لتلبية احتياجات العالم المستقبلية من الطاقة، معتبرا أن سياسات المناخ يجب أن تكون أكثر "توازنا وعدلا".
بدورها، ذكرت نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية، أن الأسواق النفطية متفائلة بحذر وتبقى قلقة نسبيا بشأن احتمال حدوث ركود الذي سيؤدي بالتأكيد إلى حدوث ضعف في أسعار النفط، مبينة أن احتمالية حدوث ركود تؤدي إلى زيادة مخزون المواد الخام والمنتجات من الوقود وتظل منخفضة ولكن يبقى الاتجاه الصعودي.
وذكرت أن الاستثمارات النفطية الجديدة تواجه صعوبات عديدة أهمها ضغوط المناخ وارتفاع تكاليف المشاريع الجديدة ومخاوف الركود العالمي مما يجعل نمو الاستثمارات بطيئا وذلك في الوقت الذي يحتاج فيه العالم إلى مزيد من الخام للمساعدة في خفض التضخم، موضحة أنه على المدى الطويل إذا أدى تشديد مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى ركود فسيؤدي ذلك إلى خفض الطلب وسعر النفط الخام.
وفيما يخص الأسعار، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 30 سنتا أو 0.4 في المائة إلى 86.69 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس. وزاد الخام الأمريكي 58 سنتا أو 0.7 في المائة إلى 80.30 دولار للبرميل.