"أوبك" ترفع توقعاتها للنمو الاقتصادي العالمي خلال 2023 إلى 2.6%
رفعت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في العام الجاري في أول تعديل صعودي لها منذ شهور، مشيرة إلى تخفيف الصين للقيود المتعلقة بكوفيد - 19 وتوقع نمو الاقتصاد العالمي بوتيرة أقوى قليلا.
وبحسب "رويترز"، قالت "أوبك" في تقرير شهري أمس، إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع هذا العام 2.32 مليون برميل يوميا أو 2.3 في المائة.
وزادت التوقعات 100 ألف برميل يوميا مقارنة بـتوقعات المنظمة الشهر الماضي.
وقد يؤدي ارتفاع الطلب إلى دعم أسعار النفط التي ظلت ثابتة نسبيا منذ نهاية العام الماضي ويجري تداولها حاليا دون 86 دولارا للبرميل.
وكانت "أوبك" قد أبقت توقعاتها لنمو الطلب في 2023 دون تغيير خلال الشهرين الماضيين بعد سلسلة من توقع انخفاضه.
وقالت "أوبك" في التقرير: "مفتاح نمو الطلب على النفط في 2023 سيكون تعافي الصين من قيود السفر المفروضة وتأثير ذلك في البلاد والمنطقة والعالم".
وأشارت إلى أن "القلق يتعلق بعمق ووتيرة التعافي الاقتصادي في الصين وما يترتب على ذلك من تأثير في الطلب على النفط".
وتتوقع "أوبك" نمو الطلب الصيني على النفط 590 ألف برميل يوميا في 2023، ارتفاعا من 510 آلاف برميل يوميا كانت متوقعة في الشهر الماضي.
وانخفض استهلاك الصين من النفط لأول مرة منذ أعوام في 2022، بسبب تدابير احتواء كوفيد - 19.
وبدت "أوبك" متفائلة إزاء آفاق الاقتصاد العالمي، إذ رفعت توقعاتها لنمو الطلب في 2023 إلى 2.6 في المائة بدلا من 2.5 في المائة. لكنها قالت أيضا إن التباطؤ النسبي لا يزال واضحا، في إشارة إلى ارتفاع التضخم وتوقعات مزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة.
وقالت "أوبك": إن العوامل الأخرى التي تعزز النفط تتمثل في احتمال إبطاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي الأمريكي" نمو الاقتصاد في الولايات المتحدة، إلى جانب الاستمرار في خفض أسعار السلع الأولية.
وعلى الجانب الآخر، أشار التقرير إلى عدد من العوامل التي يمكن أن تحد من النمو الاقتصادي والطلب على النفط.
وقالت "أوبك": "الاحتمالات السلبية قائمة، وقد تشمل مزيدا من التوترات الجيوسياسية في أوروبا الشرقية، والتحديات المحلية المستمرة في الصين وسط الجائحة والتدهور المحتمل لقطاع العقارات في الصين الذي لا يزال هشا".
وأظهر التقرير أيضا أن إنتاج "أوبك" من النفط الخام تراجع في كانون الثاني (يناير) بعد أن تعهد تحالف "أوبك +" الأوسع نطاقا بخفض الإنتاج لدعم السوق. وانخفض الإنتاج في السعودية والعراق وإيران، ما عوض الزيادات في دول أخرى.
وقالت "أوبك": إن إنتاجها من النفط الخام في يناير تراجع 49 ألف برميل يوميا إلى 28.88 مليون برميل يوميا.
وتعافى الطلب العالمي على النفط وتجاوز مستويات ما قبل الجائحة نهاية 2022، وفقا لتقرير "أوبك". وتجاوز الطلب العالمي على النفط في الربع الأخير من 2022 عتبة مائة مليون برميل يوميا ليصل إلى 101.17 مليون برميل يوميا، وفق التقديرات. وهذا الرقم أعلى من متوسط الطلب الذي قدرته "أوبك" لعام 2019 وبلغ 99.76 مليون برميل يوميا.
انهار الطلب على النفط خلال الجائحة إلى 90.98 مليون برميل في اليوم عام 2020، قبل أن يرتفع إلى 97.01 مليون برميل في اليوم عام 2021 ثم إلى 99.55 مليون برميل في اليوم عام 2022، مدعوما العام الماضي "بنشاط اقتصادي قوي في دول منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي وغيرها من البلدان غير الأعضاء في المنظمة، باستثناء الصين".
بالنسبة إلى العام الحالي، عدلت "أوبك" توقعاتها بشكل طفيف إلى ارتفاع، وتعتمد الآن على نمو على أساس سنوي بـ2.32 مليون برميل يوميا إلى 101.87 مليون برميل في اليوم.
وسيأتي معظم النمو من البلدان غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.