مرتكزات السعادة الزوجية
العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة أزلية منذ خلق الله آدم وحواء، وجاء الزواج لينظم هذه العلاقة ويكون ركيزة أساسية في إيجاد جيل يشكل المجتمعات البشرية السوية. "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون". فالعلاقة بين الزوجين تعد من أسمى العلاقات الإنسانية، والآية الكريمة لخصت أسرار السعادة الزوجية بصورة موجزة ودقيقة، حيث إنها تشمل أعلى الصفات الوجدانية وهي السكن والمودة والرحمة.
ولنجاح هذه العلاقة واستمراريتها هناك مجموعة من الأسس والمقومات التي تحقق السكينة والمودة والحياة الهانئة بين الزوجين وتكون سدا منيعا أمام أي اهتزاز قد تتعرض له هذه العلاقة. فمن ذلك الاحترام أي أن يكون هناك احترام متبادل بين الزوجين لأنه سيقود إلى المحبة والألفة والمودة. ومن الاحترام تقبل كل واحد من الزوجين وجهة نظر الآخر والبعد عن الأنانية وحب الذات. من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف في وجهات النظر وتباين في بعض المواقف وهنا تأتي أهمية نكران الذات والبعد عن التمسك بالرأي الذي قد يكون الشرارة التي توقد نار الفتنة.
ومن المهم أيضا حسن استماع كل منهما للآخر والصبر على بعض التصرفات الطبيعية الخاطئة التي قد تطرأ فيما بينهما والتغافل عنها ما أمكن ذلك. ومما يحقق متانة العلاقة الزوجية مراعاة كل من الطرفين للآخر والفطنة في التعامل تجاه بعض الجزئيات والتصرفات، فالرجل يعاني ضغوط العمل وظروف الحياة والمرأة هي الأخرى قد تعاني ضغط العمل والمتطلبات الأسرية وهنا تأتي أهمية تبادل المشاعر بصدق وبث كل منهما همومه للآخر في جو تسوده المحبة والرغبة الصادقة في تحقيق الألفة.
الرجل يرغب في الثناء على شخصيته وكرمه والمرأة تحب الثناء على عطائها وعلى مظهرها، فمن الحكمة أن يعطي كل منهما لصاحبه ما يريد! من الطبيعي أن يكون لكل من الزوجين هواية مختلفة وهنا يجب على كل منهما احترام هواية الآخر ومشاركته فيها ما أمكن ذلك. الحياة الزوجية ليست لحظات عابرة يقضيها الإنسان كيفما اتفق، لكنها شراكة مستمرة تحتاج إلى كل من الطرفين لإنجاحها وسيجدان حلاوة ذلك ونتائجه، خاصة عند تقدمهما في السن وحينها سيحصدان معا ما زرعاه لتحقيق مبدأ السكن والمودة والرحمة.