باخموت صامدة .. لكن السقوط لا مفر منه
استهدفت ضربات روسية قبيل فجر الخميس بنى تحتية للطاقة في أنحاء متفرقة من أوكرانيا ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة ولا سيما محطة زابوريجيا، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.
ومنذ أشهر تقصف روسيا بالصواريخ والطائرات المسيّرة منشآت وبنى تحتية حيوية في أوكرانيا، ممّا أدّى لحرمان ملايين الأوكرانيين من إمدادات المياه والكهرباء والتدفئة.
وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن 15 بالمئة من المنازل من دون كهرباء، و40 بالمئة من دون تدفئة في أعقاب انفجارات في منطقتين من العاصمة.
وقال "أصيب شخصان بجروح".
وأكدت الإدارة العسكرية أن 40 بالمئة من أهالي كييف من دون تدفئة بعد الضربات.
وأعلنت الشركة المشغلة للطاقة النووية في أوكرانيا إن الضربات أدت أيضا إلى انقطاع التيار الكهربائي عن محطة زابوريجيا، التي تسيطر عليها القوات الروسية.
وللمرة السادسة منذ احتلالها تعمل المحطة الآن على مولدات ديزل تكفي لعشرة أيام.
وقالت مؤسسة إنيرغاتوم "بدأ العد العكسي. إذا لم يكن من الممكن معاودة التغذية الكهربائية الخارجية للمحطة، قد يحصل حادث تكون له عواقب إشعاعية في العالم بأسره".
ووردت تقارير عن ضربات استهدفت منشآت للطاقة في مناطق أخرى من أوكرانيا من بينها خاركيف (شمال شرق) ومنطقة أوديسا (جنوب غرب).
وفي غرب أوكرانيا قتل أربعة مدنيين في ضربة روسية على لفيف على ما أعلن الحاكم ماكسيم كوزيتسكي على تلغرام.
وأضاف أن صاروخا روسيا سقط على منطقة سكنية في منطقة زولوتشيف ودمر ثلاثة منازل. واضاف انه "يتم ازالة الانقاض وقد يكون اشخاص اخرون تحتها".
وفي شرق البلاد، قال أوليغ سينيغوبوف حاكم منطقة خاركيف في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي إنّ "العدو شنّ نحو 15 ضربة على مدينة خاركيف ومنطقتها".
وقال سينيغوبوف إنه سيورد المزيد من المعلومات عن حصيلة القصف وحجم الأضرار فور توفّرها.
وفي مدينة خاركيف، عاصمة المنطقة، قال رئيس البلدية إيغور تيريخوف إنّ "البنية التحتية للطاقة" استُهدفت ما أدّى إلى "مشاكل" في الكهرباء في أجزاء من المدينة.
وفي جنوب البلاد، قال ماكسيم مارشينكو، حاكم منطقة أوديسا إنّ "صواريخ أصابت البنية التحتية للطاقة في المنطقة وألحقت أضراراً بمبان سكنية"، واصفاً ما تعرّضت له منطقته بـ"ضربة صاروخية ضخمة".
وأضاف "لحسن الحظ، لم يسقط ضحايا"، مشيراً إلى أنّ القصف أدّى إلى "تقنين إمدادات الكهرباء".
تأتي موجة الضربات في أعقاب إعلان روسيا تحقيق مكاسب في المعركة المستمرة منذ أشهر للسيطرة على مدينة باخموت.
وقالت مجموعة فاغنر الروسية المسلحة التي تتصدّر الهجوم على باخموت، الأربعاء إنها تسيطر على الأجزاء الشرقية من المدينة.
وصرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ في ستوكهولم على هامش اجتماع لوزراء الدفاع في دول الاتحاد الأوروبي الأربعاء "نرى أن روسيا تدفع بمزيد من القوات ومزيد من الجنود والذي تفتقر إليه روسيا من ناحية تحاول تعويضه بالكمية".
وأضاف ستولتنبرغ "ينبغي عدم استبعاد سقوط باخموت في نهاية المطاف في الأيام القادمة" مضيفا أن ذلك لا يعكس بالضرورة أي نقطة تحول في الحرب".
وحذر مسؤولون أوكرانيون من أن سقوط باخموت قد يؤدي إلى تحقيق القوات الروسية مزيدا من التقدم في شرق أوكرانيا.
وقالت نائبة وزير الدفاع هانا ماليار الأربعاء إن المقاومة في باخموت ينبغي اعتبارها "نصرا".
وأضافت "هذا نصر، أن يكون جنودنا يدمرون وحدات +فاغنر+ الأقوى والأكثر احترافا هناك منذ عدة أشهر متواصلة".
وتابعت "العدو لديه قوات متفوقة من حيث القوة البشرية والسلاح، لكن في هذه الظروف، يواجه مقاتلونا بشجاعة العدو على قدم المساواة تقريبا".
التقى الرئيس الأوكراني الأربعاء في كييف الأمين العام للأمم المتحدة في زيارته الثالثة إلى أوكرانيا منذ الغزو الروسي.
وشدد غوتيريش على ضرورة تمديد الاتفاق الذي أتاح لأوكرانيا تصدير الحبوب، مع اقتراب انقضاء مدته.
وقال غوتيريش ""أود تأكيد الأهمية البالغة لتمديد مبادرة حبوب البحر الأسود في 18 مارس".
وخلال اجتماعهم في ستوكهولم ناقش وزراء الدفاع الأوروبيون أيضا خطة لإمداد أوكرانيا بشكل عاجل بما تصل قيمته إلى مليار دولار من الذخيرة، فيما تتصاعد الضغوط على حلفاء كييف لتعزيز الإمدادات للمجهود الحربي.
ويحذر الداعمون الغربيون لأوكرانيا من أن كييف تواجه نقصا خطيرا في قذائف 155 ملم لمدافع هاويتزر، التي تطلق منها الآلاف يوميا في تصديها للهجوم الروسي الطاحن.
وقال ستولتنبرغ إن "معدل الاستهلاك الحالي للذخيرة مقارنة بالمعدل الحالي للإنتاج غير مستدام وبالتالي نحتاج إلى زيادة الإنتاج".