قراءات
السيرة الشعبية في النقد العربي المعاصر
منذ أواخر النصف الأول من القرن الـ20 انشغل النقد العربي بالسيرة الشعبية، عبر نصوصها المختلفة، نظرا إلى ما شكلته من أثر بالغ في عموم الحياة العربية، وحياة الأفراد على نحو خاص، في تعبيرها عن عموم تجاربها في رؤيتها لماضيها ووعيها لحاضرها وتطلعها لمستقبلها، لتكون دراسة للنقد نفسه في مراحلة المختلفة. إن مراجعة نقد السيرة كما تحققت في كتاب صفاء ذياب، مراجعة لفاعلية النقد العربي في مساره التاريخي، ورصد لقابليته على إدراك الخصائص النوعية الجمالية منها والنسقية، لنصوص السيرة الشعبية فضلا عن اهتمامه بفاعلية التلقي التي جعلت من المتلقي العربي عنصرا فاعلا أسهم في توجيه المرويات السيرية على نحو جديد. يسلط هذا الكتاب الضوء على التجربة النقدية العربية على مدى 72 عاما، باحثا في المفاهيم الأساسية لنقد السيرة بدءا من التعريفات المؤسسة مرورا بدراسة العلاقة بين الشفاهية والكتابة، كما تمثلت في النص السيري، ونظرا في إشكالية النوع السيري، فضلا عن علاقة السيرة الشعبية بمفهومين أساسيين هما التاريخ والتخييل.
الأفق الأعلى
كتبت "الأفق الأعلى" بسخرية سوداوية، الراوي يخاطب القارئ مباشرة ويخبره عن الأشخاص الذي يلتقي بهم وعن ردود أفعالهم عند اللحظة الحاسمة. ومن خلاله، نتعرف على سليمان، أرمل في الخمسينيات من عمره، كانت قد زوجته أمه بفتاة تكبره بـ11 عاما، وهو لا يزال مراهقا في الـ13 من عمره. وكان يعيش طوال عمره في ظل حماية نساء مختلفات، ولا يستطيع الاعتناء بنفسه أو القيام بأبسط الأشياء، وبذلك يمثل صورة معاكسة للصورة النمطية للرجل العربي القوي. يبقى سليمان وحيدا في شقته إلى أن يلمح من شرفتها طيف جارته، التي ستصبح شريكة له في مغامرة حب لم تكن في الحسبان. وكأن الرواية تقول إن التخطيط والتنبؤ بالمستقبل أمران مستحيلان، فقد تخدعك الحياة ويعبث بك الموت، ومهما فعلت، لا تستطيع الإفلات من الأقدار. الكاتبة فاطمة عبد الحميد كاتبة سعودية من مواليد جدة، السعودية (1982). حصلت على بكالوريوس في علم النفس وعملت في التعليم. تعمل حاليا معالجة نفسية. صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان "كطائرة ورقية" (2010)، وثلاث روايات، هي "حافة الفضة" (2013)، "النسوة" (2016)، و"الأفق الأعلى" (2022).
ثلج أبيض .. بضفيرة سوداء
لم تكن قصائد الشاعر العراقي المبدع صفاء ذياب في "ثلج أبيض .. بضفيرة سوداء" وسيلة لطرح أفكار ورؤى وحالة وجدانية لم يطرحها في أعماله السابقة، بل هي امتداد لقضايا إنسانية لا تزال تواجه إنسان عصرنا خاصة العراقي في بحثه عن وطن تمزق فغطى دخان قنابله حتى الثلج الأبيض ليصبح بضفيرة سوداء. عندما نقرأ "ثلج أبيض" نعرف بعمق إلى أي مدى تؤثر فينا الذكرى، الحرب، الرحيل، الفقدان وأكثر من ذلك طقوس الموت "... وهبتني الحرب أشياء كثيرة/ وعلمتني مهنا لا تعد/ علمتني كيف أصنع التوابيت/ وكيف أنوح على إخوتي/ وحين تعبت/ أنبأتني بأن الجلوس من عادة الحرب، فجلست..." من هنا كانت قصائد صفاء ذياب نموذجا إنسانيا حافلا بالوجع الشعري الذي لا يقدر على تلمس أبعاده وتجسيدها على الورق، إلا قلم ثائر عرف حامله كيف يعيد للشعر ثوريته لبناء العالم الأجمل من جديد... يضم الديوان قصائد متنوعة في الشعر العربي الحديث قسمها الشاعر إلى خمسة أقسام: أولا- جسد تعتقه الخسارات. ثانيا- ثلج يافع. ثالثا- طاعن في الغياب. رابعا- حيوات ترتعش. خامسا- أغنيات سرية.