بعد عام من الحرب .. دعم الغرب لأوكرانيا بالسلاح الثقيل يتواصل
تظهر الإمدادات الغربية الأخيرة للقوات الأوكرانية من الدبابات الثقيلة والصواريخ بعيدة المدى والرامية إلى مساعدتها على الخروج من حرب الاستنزاف، تكيف الغرب مع حاجات كييف ومع تطورات ساحة المعركة منذ بدء الحرب.
وفي 24 شباط (فبراير) 2022، بدأت الحرب، وتقدمت القوات الروسية يومها بسرعة، وسيطرت على خيرسون في 3 آذار (مارس) وحاولت تطويق كييف.
على الفور، أرسل الغربيون أولى شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا. بين شباط (فبراير) وآذار (مارس)، تلقى الأوكرانيون أكثر من 40 ألف قطعة سلاح خفيف و17 ألف منظومة دفاع جوي محمولة، إضافة إلى أعتدة (25 ألف خوذة و30 ألف سترة واقية من الرصاص)، وفق بيانات معهد كيل الألماني الذي يحصي منذ بداية الحرب الأسلحة التي تم التعهد بإرسالها وتلك التي جرى تسليمها بالفعل لأوكرانيا.
وأرسلت اليونان خصوصا 20 ألف بندقية كلاشنيكوف "أيه كاي-47"، والولايات المتحدة ستة آلاف منظومة دفاع جوي محمولة وخمسة آلاف بندقية من طراز "كولت إم4" وألفي صاروخ "جافلين" محمول مضاد للدبابات، والسويد عشرة آلاف منظومة دفاع جوي محمولة وتشيكيا خمسة آلاف بندقية هجومية من طراز في زد 58 و3200 مدفع رشاش من طراز في زد 59.
وهذه الأسلحة والمعدات الخفيفة، يسهل شحنها إلى أوكرانيا ونقلها في ساحة المعركة. وفي مواجهة مقاومة شرسة في كييف وخاركيف، انسحب الجيش الروسي في نهاية آذار (مارس) لتركيز جهوده على منطقة دونباس والجنوب.
وفي نيسان (أبريل)، بدأت عمليات تسليم المدفعية (مدافع هاوتزر وقاذفات صواريخ...) القادرة على ضرب الخطوط الخلفية للعدو وصولا إلى مخزوناته من الذخيرة وعرقلة سلاسل التوريد الروسية.
وحتى الخريف، كانت كييف قد تسلمت 321 مدفع هاوتزر، من بينها 18 مدفع سيزار فرنسي الصنع و120 ناقلة جند و49 راجمة صواريخ و24 هليكوبتر قتالية وأكثر من ألف مسيرة أمريكية إضافة إلى 280 دبابة سوفييتية الصنع أرسلتها بشكل أساس بولندا واعتاد الجيش الأوكراني على استخدامها.
ورغم انسحابها إلى شرق أوكرانيا وجنوبها، شنت القوات الروسية سلسلة ضربات جوية بصواريخ ومسيرات مفخخة على البنى التحتية للطاقة والمراكز الحضرية الواقعة في مناطق بعيدة عن الجبهة.
ولمواجهة تلك الهجمات، طالب الأوكرانيون بمنظومات دفاع مضادة للصواريخ. قدمت الولايات المتحدة ثماني وحدات والمملكة المتحدة ستا وإسبانيا أربعا وألمانيا منظومة واحدة.
ووافقت واشنطن أخيرا على تسليم أوكرانيا منظومة صواريخ أرض-جو متوسطة المدى من طراز باتريوت الذي يعد من أفضل أجهزة الدفاع المضادة للطائرات التي تملكها الجيوش الغربية.
وخلال الأشهر الأخيرة، اندلعت حرب خنادق في الشرق فيما خشيت أوكرانيا هجوما روسيا كبيرا مع وصول جنود تعبئة. في ضوء ذلك، حصلت كييف على دبابات غربية ثقيلة وحديثة كانت تطالب بها منذ فترة طويلة للخروج من حرب الاستنزاف.
وفي نهاية كانون الثاني (يناير)، وعدت عديد من الدول الغربية بتسليم كييف دبابات مماثلة: واشنطن أعلنت أنها سترسل دبابات أبرامز ولندن دبابات تشالنجر 2 وبرلين دبابات ليوبارد 2 التي تعرف بأنها من الأفضل في العالم.
كما سمح الضوء الأخضر الذي أعطته ألمانيا لإرسال هذه الدبابات لدول أخرى بأن تعد بتسليم أوكرانيا ليوبارد 2 التي أرسلت بولندا 14 وحدة منها.
وحتى الآن، لم يكن لدى كييف سوى دبابات سوفييتية الصنع وقد خسرت عددا كبيرا منها خلال الحرب. والدبابات الغربية هي أكثر كفاءة من الناحية التكنولوجية.
والإثنين، تم تأكيد وصول أولى الدبابات المرسلة من لندن وواشنطن وبرلين.
كذلك، وصلت صواريخ GLSDB بعيدة المدى التي كانت الولايات المتحدة وعدت بإرسالها مطلع شباط (فبراير)، وفقا لتأكيدات روسية لم تنفها كييف. وتعد أوكرانيا أن هذه الصواريخ التي يصل مداها إلى 150 كيلومترا حيوية للهجوم المضاد الذي تستعد له منذ أشهر. وأقر يفجيني بريجوجن رئيس مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة أمس بأن المعركة من أجل السيطرة على مدينة باخموت الأوكرانية ألحقت ضررا بالغا بقواته وكذلك بالجانب الأوكراني.
وتشهد باخموت، وهي مدينة صغيرة في شرق أوكرانيا تستهدفها روسيا منذ شهور، قتالا ضاريا ودمارا كبيرا فيما أصبحت أطول معارك الحرب وأكثرها دموية. وقال بريجوجن في رسالة صوتية "المعركة من أجل باخموت اليوم دمرت بالفعل عمليا الجيش الأوكراني، وللأسف ألحقت أيضا ضررا بالغا بشركة فاجنر العسكرية الخاصة".
ويقول مسؤولون روس إن قواتهم لا تزال تكتسب أرضا في المعارك الدائرة في شوارع مدينة باخموت لكن القوات أخفقت حتى الآن في تطويق المدينة بالكامل وإجبار الأوكرانيين على الانسحاب كما بدا مرجحا قبل أسابيع.
وأكدت المخابرات العسكرية البريطانية أن الأوكرانيين تمكنوا من صد الروس عن إحدى طرق الإمدادات الرئيسة للمدينة.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العقوبات الدولية التي فرضت في أعقاب الحرب قد تكون لها تداعيات "سلبية"، وذلك بعد أشهر من تأكيده أن موسكو تتكيف مع الواقع الاقتصادي الجديد.
وقال خلال اجتماع مع الحكومة بث وقائعه التلفزيون إن "العقوبات المفروضة على الاقتصاد الروسي قد يكون لها في المدى المتوسط تداعيات سلبية عليه".
فرضت عواصم غربية عقوبات غير مسبوقة على موسكو بعدما أمر بوتين بشن العملية في أوكرانيا قبل أكثر من عام.
وكثيرا ما أعلن بوتين أن روسيا تتصدى لتداعيات العقوبات الاقتصادية التي تستهدف خصوصا صادرات النفط والغاز.
وقال الزعيم الروسي إن البطالة في البلاد "لا تزال في أدنى مستوياتها على الإطلاق"، فيما التضخم يتوقع أن "ينخفض دون أربعة في المائة" بنهاية آذار (مارس) بعد ارتفاعه الحاد في ربيع العام الماضي.
لكنه أضاف أن "العودة إلى مسار نمو لا يعني أن علينا أن نتراخى".
وقال "علينا أن ندعم ونقوي المسارات الإيجابية في اقتصادنا وزيادة فاعليتها وضمان سيادتنا في المجالات التكنولوجية والوظيفية والمالية".
ودعا بوتين الحكومة إلى "التصرف بسرعة وتفادي أي بيروقراطية وأي تأخير لا ضرورة لهما".