جوامع الباحة التاريخية تصدح بالنداء بعد إعادة تطويرها
تمتاز منطقة الباحة- جنوب غربي المملكة، بوجود مساجد تاريخية كالأطاولة، والظفير، وقرية الملد، التي عرفت بطرازها المعماري المبني على طراز السراة، وهي ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لترميم وتأهيل المساجد التاريخية في المملكة.
ويقع مسجد الأطاولة في وسط بلدة الأطاولة التراثية في مدينة الأطاولة التابعة لمحافظة القرى في منطقة الباحة، جوار الطريق العام الرابط بين مدينتي الباحة والطائف، ويبعد نحو 30 كيلومترا شمال مدينة الباحة، ويعد من أقدم المساجد في المنطقة.
وكانت الأطاولة مركزا تجاريا وسياسيا في المنطقة، وتقام في البلدة سوق ربوع قريش التي يعود تاريخها إلى مئات الأعوام، كما تحتوي البلدة على عديد من المباني التراثية المهمة، مثل: حصن العثمان، وحصن دماس، وحصن المشيخة.
وبني مسجد الأطاولة من الأحجار غير المنتظمة، وسقفه من جذوع شجر العرعر، وتبلغ مساحته الكلية نحو 300 متر مربع ويتسع لنحو 130 مصليا، ويتكون من بيت للصلاة ويرتكز سقفه على أعمدة خشبية دائرية الشكل، وصحن مكشوف "صوح"، وخزان للمياه، ودرج خارجي لسطح بيت الصلاة يصعد به المؤذن إلى السطح ليؤذن للصلاة، وللمسجد مدخلان أحدهما في الواجهة الشرقية، والآخر في الواجهة الشمالية للمسجد.
وفيما يتعلق بمسجد الظفير التاريخي، فهو يقع جنوب شرقي مدينة الباحة في قرية الظفير التي تعد من أقدم قرى المنطقة، وينسب اسم المسجد إلى القرية التي سميت بهذا الاسم لوقوعها في ظهر ربوة ممتدة من شمال وادي قوب باتجاه الشمال الشرقي.
ويتميز المسجد ببناء حوائطه من الحجر والبلك، وأسقفه من الخرسانة، وتبلغ مساحته الكلية نحو 237 مترا مربعا ويتسع لنحو 88 مصليا، ويتكون من بيت للصلاة، ويرتكز سقفه على عمودين دائريين، وفناء خارجي مسقوف، ودورات مياه وأماكن للوضوء ومئذنة يبلغ ارتفاعها نحو 21.15 متر من سطح الأرض.
أما مسجد قرية الملد التاريخي، فيقع في قرية الملد التراثية جنوب منطقة الباحة، ويعود تاريخ إنشائه إلى 1364هـ، ويعد من أقدم المباني التراثية في المحافظة، وترجع الأهمية التاريخية لقرية الملد التراثية، إلى كونها من أقدم القرى في منطقة الباحة، وكانت تشكل قلعة من قلاع المنطقة، وبنيت على تلال مطلة على وادي الملد، وتتميز بوجود حصنين متجاورين يشكلان شكلا معماريا مميزا.
وكان المسجد الوحيد في القرية، مدونا على أحد أعمدته الخشبية عام 1364هـ، كونه مكانا للصلاة والعبادة ومنارة ثقافية وعلمية لأهالي القرية، حيث يعقد فيه عديد من الدروس والمحاضرات، وكان أهالي القرية يتعلمون فيه الكتابة والقرآن الكريم.
أما مسجد الملد في وسط قرية الملد التراثية في منطقة الباحة، جنوب مدينة الباحة بنحو ثلاثة كيلومترات على الطريق المؤدي إلى محافظة بلجرشي، فقد تم بناؤه على طراز السراة، من الأحجار غير المنتظمة، وسقفه من جذوع شجر العرعر وحزم الطباق والعرفج، وتبلغ مساحته الكلية نحو 90 مترا مربعا ويتسع لنحو 34 مصليا.