زراعة البرتقال في فلوريدا تكافح أسوأ موسم حصاد منذ ثلاثينيات القرن الماضي

زراعة البرتقال في فلوريدا تكافح أسوأ موسم حصاد منذ ثلاثينيات القرن الماضي

تتناقل عائلة فيرنون هولينجسوورث زراعة البرتقال عبر الأجيال منذ أكثر من 150 عاما، فيما تثير مزرعتها في شرق فلوريدا الفخر والقلق في آن واحد، منذ مرور الإعصار إيان الذي فتك بمحاصيلها في أيلول (سبتمبر) الماضي.
وفي صبيحة أحد الأيام من آذار (مارس)، يجتاز المزارع البالغ 62 عاما حقوله في شاحنته، مشيرا بيده إلى الأضرار المتفرقة التي تسببت فيها العاصفة، ويقول "لقد فقدت السواد الأعظم من محاصيلي، سيتعين علينا أن نعيد الزرع، لكننا بحاجة إلى مساعدة للقيام بذلك".
ووفقا لـ"الفرنسية"، الإعصار إيان هو أحدث الضربات التي تلقتها محاصيل هذه الثمرة الشهيرة في فلوريدا، حيث تشكل رمزا أساسيا يظهر حتى على لوحات تسجيل السيارات.
وتحتل الولاية الواقعة في جنوب شرق الولايات المتحدة المركز الثاني عالميا لأهم المناطق المصدرة لعصير البرتقال، بعد البرازيل، لكنها تكافح منذ 17 عاما آفة أخرى هي مرض اخضرار الحمضيات الآسيوي "إتش إل بي".
تنتقل هذه البكتيريا بواسطة حشرة من نوع الحماطيات، تتسبب في اخضرار الأشجار المصابة، بما يجعلها غير قابلة للاستهلاك، وتؤدي في أكثر الأحيان إلى موتها في غضون بضعة أعوام.
وقد ألحق المرض والأضرار الناجمة عن الإعصار إيان، أذى كبيرا أصاب القطاع برمته، إذ من المتوقع أن يبلغ الإنتاج هذا العام 16.1 مليون قفص "وزن كل منها 41 كيلوجراما"، أي بتراجع 60 في المائة مقارنة بمحاصيل العام الماضي.
وتسجل فلوريدا حاليا أحد أسوأ مواسم الحصاد منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وفق وزارة الزراعة الأمريكية.
وقدرت دراسة أجرتها جامعة فلوريدا، الخسائر التي لحقت بالقطاع الزراعي في الولاية جراء الإعصار إيان بـ1.03 مليار دولار، بينها 247.1 مليون دولار طالت قطاع الحمضيات وحده.
وما فاقم الوضع سوءا بالنسبة إلى هولينجسوورث هو أن الموسم كان يبدو واعدا قبل وصول الإعصار إيان.
وكان قد عالج أشجاره للتو بعلاج مضاد للبكتيريا أوصت به السلطات من أجل محاربة مرض اخضرار الحمضيات الآسيوي.
ويقول المزارع الأمريكي "مع العلاج الجديد، تبين لي أن أشجار البرتقال يمكن أن تزهر وأن الفاكهة تنمو بشكل طبيعي. كنا في هذا الوضع عندما ضرب الإعصار. وقد حصل ذلك في أسوأ مرحلة على الحمضيات في فلوريدا".
وباتت مزرعته التي يعمل فيها نحو 50 موظفا بدوام كامل، إضافة إلى عمال موسميين، أمام شهور معقدة مقبلة.
في العادة، يستخدم الدخل الناتج من محصول العام لتمويل الحصاد التالي، لكن هذا العام لم تدر محاصيله سوى قليل من المال، ولم يغط عقد التأمين الضرر بالكامل.
إلى ذلك، كل شجرة معاد غرسها ستستغرق أربعة أعوام لإنتاج أول ثمارها. ويؤكد فيرنون هوليججسوورث "هذا أمر صعب حقا، أحاول أن أبذل قصارى جهدي لكن سيكون من الرائع الحصول على مساعدة من ولاية فلوريدا أو الحكومة الفيدرالية، نحن بحاجة إليها حقا".
وتدرس وكالة فلوريدا للحمضيات، المسؤولة عن تنظيم القطاع، كيفية مساعدة المنتجين الذين يتعين عليهم إعادة الزراعة، على ما تقول ماريسا زانسلر، التي ترأس قسم الأبحاث الاقتصادية في الوكالة.
وهذه المبادرة أساسية لدعم قطاع تبلغ قيمته 6.9 مليار دولار في فلوريدا وحدها، ويعمل فيه 32 ألفا و500 شخص. وفي انتظار تنفيذ هذه المساعدة، ارتفع سعر عصير البرتقال في المتاجر الأمريكية، وتستغل البرازيل هذا الوضع.
فقد صدر البلد الأمريكي الجنوبي العملاق 240 ألف طن من البرتقال إلى الولايات المتحدة خلال الربع الأخير، بزيادة 82 في المائة خلال عام واحد، وفق البيانات الرسمية.
لكن في مزرعته، لم يفقد هولينجسوورث الأمل، حتى إنه مقتنع بأنه في حال نجح في الصمود في وجه الأزمة الراهنة، فإن المستقبل يبدو مشرقا، خصوصا مع العلاجات ضد بكتيريا اخضرار الحمضيات الآسيوي.

الأكثر قراءة