روبوتات الدردشة تشعل مخاوف خصوصية البيانات

روبوتات الدردشة تشعل مخاوف خصوصية البيانات

في الوقت الذي دخل قطاع التكنولوجيا في نزاع على تطوير مجموعات من روبوتات الدردشة الجديدة التي تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي، تسبب اعتمادها بنطاق واسع في إثارة الجدل، وإشعال مخاوف حول خصوصية البيانات بين بعض الشركات والهيئات.
سعت بعض الشركات، ومنها "جي بي مورجان تشايس"، إلى تضييق الخناق على استخدام موظفيها لروبوت الدردشة «تشات جي بي تي» -وهو الذي أطلق شرارة السباق بين أباطرة التكنولوجيا للتسلح بالذكاء الاصطناعي- بسبب مخاوف من إمكانية استخدام الموظفين لبرامج الطرف الثالث.
ازدادت المخاوف من "تشات جي بي تي"، بعدما كشفت شركة "أوبن إيه آي" الداعمة له عن إيقاف تشغيل الأداة مؤقتا في 20 مارس، لإصلاح خلل ما سمح لبعض المستخدمين برؤية بعض المحادثات القديمة لمستخدمين آخرين.
قالت "أوبن إيه آي" في منشور إن الخلل ذاته -الذي أصلح الآن- أتاح لبعض المستخدمين الاطلاع على الاسم الأول والأخير لمستخدم آخر نشط، إضافة إلى عنوان البريد الإلكتروني والأرقام الأربعة الأخيرة من رقم بطاقة الائتمان وتاريخ انتهاء صلاحية البطاقة.
خلال الأسبوع الماضي، فرضت إيطاليا حظرا مؤقتا على "تشات جي بي تي" بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية، بعدما كشفت "أوبن إيه آي" عن الانتهاك.
وصف مارك ماكريري الرئيس المشارك لممارسة الخصوصية وأمن البيانات في شركة المحاماة "فوكس روثتشايد"، في حديثه لشبكة "سي إن إن"، روبوت الدردشة "تشات جي بي تي" بالصندوق الأسود، وقال "لا يمكن المبالغة فيما يخص الخصوصية مع شيء مثله".
يمكن "تشات جي بي تي" -الذي أطلق في أواخر نوفمبر- من كتابة المقالات والقصص وكلمات الأغاني بكل بساطة.
ومنذ ذلك الحين، عكفت "جوجل" و"مايكروسوفت" على طرح أدوات الذكاء الاصطناعي أيضا، التي يمكنها العمل بالطريقة ذاتها، إذ تدعم بعض النماذج اللغوية وتدرب على مجموعة كبيرة من البيانات عبر الإنترنت.
قال ماكريري "إننا نجهل كيف يمكن استغلال معلومات المستخدمين بعد إدخالها"، وهذا يشكل خطورة كبيرة خاصة بالنسبة للشركات، فالمزيد من الموظفين يستخدمون هذه الأدوات بشكل عرضي، من أجل مساعدتهم على رسائل البريد الإلكتروني أو ملاحظات الاجتماع".
وأضاف "أعتقد أن فرص إفشاء الأسرار التجارية للشركات قد تزداد في حال وقوعها في يد مختلف أنواع الذكاء الاصطناعي".
من جهته، قال ستيف ميلز كبير مسؤولي أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في "بوسطن كونسولتين جروب"، إن أكبر مخاوف الخصوصية لدى معظم الشركات حول هذه الأدوات هي الكشف غير المقصود عن معلومات حساسة ومهمة.
قال ميلز "إن لديك كل هؤلاء الموظفين يتبنون تصرفات قد تبدو غير ضارة، فهناك من يقول يمكنني استخدام هذا لتلخيص الملاحظات من اجتماع؛ ولكن عند نقل الرسالة من المحتمل أن تكشف فجأة عن مجموعة كاملة من المعلومات الحساسة".
وأضاف ميلز أنه "يمكننا أن نفقد السيطرة على البيانات، وقد يمتلكها شخص آخر"، وذلك إذا استخدمت البيانات لتطوير المزيد من أدوات الذكاء الاصطناعي".
تقول شركة "أوبن إيه آي" في سياسة الخصوصية الخاصة بها إنها تجمع كل أنواع المعلومات الشخصية من الأشخاص الذين يستخدمون خدماتها، مؤكدة أنها قد تستخدم هذه المعلومات لتحسين أو تحليل خدماتها وإجراء البحوث والتواصل مع المستخدمين وتطوير برامج وخدمات جديدة.
ووفقا لسياسة الخصوصية، فإنه يجوز لها تقديم معلومات شخصية لأطراف ثالثة دون إشعار المستخدم، ما لم يقتض القانون ذلك.
إذا كانت سياسة الخصوصية المكونة من أكثر من ألفي كلمة تبدو غامضة بعض الشيء، فالسبب يعود إلى معيار الصناعة في عصر الإنترنت.
تملك "أوبن إيه آي" أيضا مستند شروط استخدام منفصلا، والذي يلقي معظم المسؤولية على المستخدم لاتخاذ الإجراءات المناسبة عند التعامل مع أدواته.

سمات

الأكثر قراءة