الإجراءات اللازمة لمواجهة أزمة الديون «2 من 2»
وسع البنك الدولي نطاق المساندة المالية للدول عالية المخاطر والمثقلة بالديون، بينما توقف عديد من الدائنين الآخرين عن تقديم التمويل الذي تشتد الحاجة إليه. وتواصل المؤسسة الدولية للتنمية إجراء تحويلات إيجابية ضخمة للغاية، وتقدم تخفيفا ضمنيا لأعباء الديون من خلال شروطها الميسرة، وتزيد من درجة التيسير، بما في ذلك تقديم منح بنسبة 100 في المائة.
وقبل اجتماع المائدة المستديرة، وضع خبراء البنك وصندوق النقد الدوليين مقترحات ملموسة لمعالجة بعض هذه العقبات التي يمكن لأعضاء الاجتماع مناقشتها والاتفاق عليها. ويجب إطلاع جميع الدائنين المشاركين في مناقشات إعادة الهيكلة في الوقت نفسه على التحليل المشترك بين البنك والصندوق لاستمرارية القدرة على تحمل أعباء الديون. وستساعد الشفافية وتبادل المعلومات هنا على حساب مقدار تخفيف أعباء الديون. وبالمثل، يمكن تسريع وتيرة عملية إعادة الهيكلة وقابلة للاعتماد عليها بدرجة أكبر، وذلك من خلال وضع جداول زمنية واضحة للمعالم الرئيسة، بما في ذلك تشكيل لجنة الدائنين، وتوفير ضمانات التمويل، والأهم من ذلك توقيع اتفاقية إعادة هيكلة الديون نفسها.
ومن أجل تسريع وتيرة هذه العملية ومعالجة المخاوف المتعلقة بالمعاملة غير المتكافئة بين الدائنين، نحتاج على وجه السرعة إلى اتفاق بشأن كيفية تقييم وتنفيذ تقاسم الأعباء. وأود أيضا أن أرى نقاشا جديا حول "تأجيل" الديون، وهو ما يعني تعليق خدمة الدين رسميا بناء على طلب البلد المدين في بداية عملية إعادة هيكلة الديون ومعالجة المتأخرات المتراكمة أثناء التأجيل. ومن شأن هذه التدابير أن توفر حوافز للوصول إلى إعادة الهيكلة، وتساعد على إتاحة إمكانية التنبؤ بهذه العملية، وتجنب تآكل قدرة المدينين على السداد.
وستتيح اجتماعات الربيع فرصة لتحقيق تقدم في قضايا كل بلد على حدة. وفيما يتعلق بزامبيا، يشجعني أن أرى أن خبراء الصندوق قد توصلوا إلى اتفاق بشأن الاستعراض الأول للبرنامج، وأتمنى التوصل إلى نتيجة جيدة من اجتماع لجنة الدائنين الرسمية. وإذا استطعنا التوصل إلى اتفاق بشأن إعادة هيكلة ديون زامبيا تماشيا مع التحليل المشترك بين البنك والصندوق لاستمرارية القدرة على تحمل أعباء الديون الأسبوع المقبل، فإن ذلك سيوفر حوافز كبيرة لتخفيف أعباء الديون وتحقيق النمو لشعب زامبيا، وسيعطي إشارة واضحة للتقدم المحرز بشأن الإطار المشترك لمجموعة العشرين.
وبالنسبة إلى غانا، أشعر بالتفاؤل لعقد الاجتماعات الفنية. ومع انتظارنا جميعا إنشاء اللجنة الرسمية للدائنين، من الجيد أن نرى العمل الفني في تقدم. وبالنسبة إلى إثيوبيا، من المهم إحراز تقدم أسرع في إعادة هيكلة الديون، وهو أمر مطلوب مع معالجة السلطات لمشكلات هيكلية عميقة من بينها توحيد سعر الصرف. ومع تزايد أزمة الديون، يجب علينا أن نصل خلال هذه الاجتماعات ونحن نتحلى بالعزم والإصرار وقد حان الوقت كي تحول جميع الأطراف الأقوال إلى أفعال.