الهنود ازدادوا مليار نسمة منذ 1950 .. ضغوط اقتصادية أمام أكبر دولة من حيث السكان

الهنود ازدادوا مليار نسمة منذ 1950 .. ضغوط اقتصادية أمام أكبر دولة من حيث السكان
الهنود ازدادوا مليار نسمة منذ 1950 .. ضغوط اقتصادية أمام أكبر دولة من حيث السكان
الهنود ازدادوا مليار نسمة منذ 1950 .. ضغوط اقتصادية أمام أكبر دولة من حيث السكان

تتوقع الأمم المتحدة أن تصبح الهند البلد الأكبر في العالم من حيث عدد السكان بحلول منتصف عام 2023 متخطية الصين بنحو 2.9 مليون نسمة، وفق أرقام نشرت أمس.
ويسعى الاقتصاد الهندي إلى توفير وظائف لملايين الشباب الذين يصلون كل عام إلى سوق العمل. ونصف سكان العملاق الآسيوي دون الـ30 من العمر، بحسب "الفرنسية".
كما يعاني البلد صعوبات كبرى في إنتاج الكهرباء وتوفير الغذاء والمساكن بكميات كافية لسكان في تزايد، وتجد المدن الكبرى صعوبات في التعامل مع الوضع.
وأفاد تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان حول حالة سكان العالم بأن الشعب الهندي سيضم 1.4286 مليار نسمة مقابل 1.4257 مليار نسمة للصين.
وتزايد عدد السكان سيؤدي إلى زيادة الضغط على الحكومة، من أجل توفير فرص عمل لملايين الأشخاص الذين يدخلون سوق العمل بينما تبتعد الدولة عن الوظائف الزراعية.
وبحسب بيانات رسمية نشرت في مطلع العام، تراجع عدد سكان الصين العام الماضي لأول مرة منذ 1960 - 1961حين عانى البلد مجاعة بدأت في 1959 وتسببت في وفاة عشرات الملايين من الأشخاص إثر أخطاء في النهج الاقتصادي المتبع ضمن سياسة "الوثبة الكبرى".
ومن المفارقة أن تراجع عدد سكان الصين يسجل رغم تليين سياسة الحد من الولادات في الأعوام الأخيرة.
وبعدما لم يكن يسمح للصينيين سوى بإنجاب طفل واحد، بات بإمكانهم إنجاب ثلاثة أطفال منذ 2021.
وينسب هذا التراجع الديموغرافي عموما إلى تكلفة المعيشة التي ازدادت بشكل كبير في الصين، فضلا عن تكلفة تربية طفل. كما أن مستوى التحصيل الدراسي للنساء ارتفع، ما يؤدي كذلك إلى إرجاء الحمل.
وقال وانج ونبين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "إن الفائدة الديموغرافية لبلد ما لا تقاس بعدد السكان فحسب، بل تعتمد أيضا على النوعية. لا يعتمد الأمر على عدد الناس لكن أيضا على مواهبهم". وأضاف أن "الصين تنفذ استراتيجية وطنية للاستجابة بفاعلية لشيخوخة السكان، وتعزيز سياسة ثلاثة أطفال وتدابير الدعم، بينما تستجيب بفاعلية للتغيرات في النمو السكاني".
لا تملك الهند أي بيانات رسمية حول عدد سكانها، إذ لم تجر أي تعداد سكاني منذ 2011.
تنظم الهند تعدادا سكانيا مرة كل عقد، وكان من المفترض أن يتم في 2021 لكنه أرجئ بسبب تفشي جائحة كوفيد - 19.
وتحول عقبات لوجستية وتحفظات سياسية دون إجرائه حاليا، ومن غير المرجح أن تتم مثل هذه العملية واسعة النطاق في مستقبل قريب.
وحكومة نارندرا مودي رئيس الوزراء متهمة من معارضيها بتعمد إرجاء التعداد السكاني لتفادي نشر بيانات حول مسائل حساسة مثل البطالة قبل الانتخابات الوطنية العام المقبل.
وبحسب معهد بيو للأبحاث الأمريكي، فإن سكان الهند ازدادوا بأكثر من مليار نسمة منذ 1950، العام الذي بدأت فيه الأمم المتحدة وضع بيانات ديموغرافية.
ما التداعيات؟
تتنافس نيودلهي وبكين على النفوذ الجيوسياسي، ومن شأن التحول في لقب "الأكثر سكانا" أن يعزز وضع الهند كقوة صاعدة يتقرب منها الغرب على حساب بكين. كما أنه سيدعم مطلب نيودلهي نيل مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي. إضافة إلى تجاوز سكانها عدد سكان الصين، فإن عدد سكان الهند يعد أكبر من إجمالي سكان الدول الأربع الأخرى التي تتمتع بحق النقض.
تشكل تلبية احتياجات هذا العدد الكبير من السكان تحديات كبرى بيئية واقتصادية.
لكن امتلاك قوة عاملة كبيرة وشابة يعود أيضا بفوائد اقتصادية، إذ إن الهند تعد القوة الاقتصادية الكبرى الأسرع نموا في العالم وحلت العام الماضي مكان القوة الاستعمارية السابقة بريطانيا في المرتبة الخامسة في تصنيفات إجمالي الناتج الداخلي العالمي.
وأظهرت البيانات أن الولايات المتحدة تأتي في المرتبة الثالثة بفارق كبير، إذ يقدر عدد سكانها بنحو 340 مليون نسمة. وأوضح التقرير أن التقديرات تعتمد على المعلومات المتاحة حتى شباط (فبراير) 2023.
وتوقع خبراء السكان بناء على بيانات سابقة من الأمم المتحدة أن تتخطى الهند الصين هذا الشهر. إلا أن التقرير الأحدث لم يحدد موعدا لذلك.
وقال مسؤولو السكان في الأمم المتحدة "إنه يستحيل تحديد موعد لذلك بسبب عدم اليقين بشأن البيانات الواردة من الهند والصين، خاصة أن آخر إحصاء سكاني في الهند كان في عام 2011 بعدما تأجل التعداد التالي الذي كان مقررا في 2021 بسبب الجائحة".
ورغم أن الهند والصين ستشكلان أكثر من ثلث عدد سكان العالم المقدر بنحو 8.045 مليار نسمة، فإن النمو السكاني للعملاقين الآسيويين يتباطأ، وبوتيرة أسرع بكثير في الصين منها في الهند.
وتراجع عدد سكان الصين العام الماضي لأول مرة في ستة عقود، وهو تحول تاريخي من المتوقع أن يمثل بداية فترة طويلة من الانخفاض في أعداد المواطنين، الأمر الذي ستكون له تداعيات كبيرة على اقتصادها والعالم.
وبلغ متوسط النمو السكاني السنوي في الهند 1.2 في المائة منذ عام 2011، مقابل 1.7 في المائة في الأعوام العشرة التي سبقتها، وفقا لبيانات حكومية.
وكشف مسح عام أجراه صندوق الأمم المتحدة للسكان من أجل تقرير 2023 أن الرأي الأكثر شيوعا في الهند، وكذلك في البرازيل ومصر ونيجيريا، هو أن عدد السكان في كل من تلك الدول "أكبر من اللازم وأن معدلات الخصوبة أعلى من اللازم"، وذلك بحسب التقرير.
وقالت أندريا ووجنار ممثلة الصندوق في الهند في بيان "تشير نتائج المسح في الهند إلى أن المخاوف من عدد السكان تسربت إلى قطاعات عريضة من عامة الشعب". وأضافت "ومع ذلك، لا ينبغي أن تثير أعداد السكان القلق أو الذعر. بل يجب أن ينظر إليها على أنها رمز للتقدم والتنمية والتطلعات، إذا ما تمت حماية حقوق الأفراد واختياراتهم".
وأشارت بونام موتريجا المسؤول في مؤسسة السكان الهندية التطوعية إلى أن الهند اتخذت عديدا من الإجراءات الصحيحة للتعامل مع الزيادة السكانية.
وقالت في بيان "في الوقت نفسه، يجب أن نتأكد من عدم دفع الفتيات والنساء إلى الزواج والحمل المبكرين، وهو ما يحد من تطلعاتهن".
ويتوقع تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان أن يبلغ عدد سكان العالم 8.045 مليار نسمة خلال الفترة ذاتها.
في المقابل، من المتوقع تسجيل انهيار ديموغرافي في بعض الدول وبصورة أساسية في أوروبا وآسيا خلال العقود المقبلة، بحسب بيانات أصدرتها الأمم المتحدة في تموز (يوليو) حول تطور سكان العالم بحلول 2100.
وفي إفريقيا، تشير التوقعات إلى تزايد عدد السكان من 1.4 مليار إلى 3.9 مليار نسمة بحلول 2100، ما سيمثل 38 في المائة من سكان العالم مقابل نحو 18 في المائة حاليا.
وتراجع عدد السكان خلال العقد الماضي في ثماني دول يزيد تعدادها على عشرة ملايين نسمة، معظمها في أوروبا وبينها اليونان وإيطاليا وبولندا والبرتغال ورومانيا، بحسب بيانات يوليو.
ووفق هذه البيانات، تسجل اليابان أيضا تراجعا ديموغرافيا ناتجا عن شيخوخة السكان، مع تراجع يزيد على ثلاثة ملايين نسمة بين 2011 و2021.
أما عدد سكان العالم، فمن المتوقع ألا يتراجع إلا بدءا من تسعينيات القرن الحالي، بعد بلوغه الذروة إلى 10.4 مليار نسمة بحسب الأمم المتحدة.

سمات

الأكثر قراءة