كتالونيا تواجه أسوأ موجة جفاف منذ عقود .. امتلاء 26 % من خزانات المياه فقط
منذ أشهر، تخزن ماريا جونزاليس المياه لمواجهة إجراءات التقنين في قريتها الصغيرة في كتالونيا، إذ يشهد الإقليم الواقع في شمال شرق إسبانيا أسوأ موجة جفاف تطوله منذ عقود.
في كل ليلة، بين العاشرة مساء والسابعة صباحا، تنقطع المياه في ليسبلوجا دي فرانكولي، وهي بلدة يسكنها 3600 نسمة وتقع على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الغرب من برشلونة، ما يرغم السكان على التزود بالمياه من الصهاريج.
وفيما تعاني البلدة منذ أعوام مشكلات هيكلية في الإمداد بسبب حالة منسوب المياه الجوفية، فقد أدى الجفاف الحالي إلى تفاقمها.
لذلك يضطر السكان إلى التكيف مع الوضع. وتقول ماريا جونزاليس، وهي شابة في سن الـ24 تعمل في مجال تقديم الرعاية "نخزن المياه في زجاجات لغسل وجوهنا وأسناننا في الصباح".
وتضيف "في المساء، نستحم في العمل أو في النادي الرياضي قبل العودة، أو نسخن المياه في الأواني كما في الماضي".
في أماكن أخرى من المنطقة التي تعد 7.7 مليون نسمة، لم تتأثر مياه الصنبور حتى الآن بعمليات التقنين للأفراد.
لكن يحظر على الناس في المناطق الأكثر اكتظاظا ري حدائقهم، بينما يتعين على الجهات العاملة في قطاعي الزراعة والصناعة الحد من استخدامها المياه.
وشدد بيري أراجونيس رئيس الإقليم، وهو انفصالي معتدل، الأسبوع الماضي على أن كتالونيا تشهد "إحدى أسوأ موجات الجفاف في الـ50 عاما الماضية".
بسبب نقص هطول الأمطار، فإن الخزانات التي تخزن مياه الأمطار لاستخدامها في الأشهر الأكثر جفافا، لم تبلغ سوى 26 في المائة من طاقتها في المنطقة، وفق السلطات المحلية.
ومقاطعة مدينة برشلونة هي أكثر المناطق تضررا من حالة الجفاف هذه المستمرة منذ 32 شهرا.
وفي دلالة على هذا النقص في المياه، فإن خزان ساو "على بعد نحو 90 كيلومترا من برشلونة"، لم يبلغ سوى 6.6 في المائة من قدرته القصوى.
وفيما تصيب أزمة الجفاف الحالية خصوصا منطقتي كتالونيا والأندلس جنوبا، "فإننا في مرحلة صعبة على المستوى الهيدرولوجي في إسبانيا بأكملها"، على ما أكد الثلاثاء لويس بلاناس وزير الزراعة الذي دعا إلى جلسة مناقشة حول الجفاف.
ويقول نارسيس برات أستاذ علم البيئة في جامعة برشلونة "إن موجات الجفاف الناجمة عن تغير المناخ تتفاقم في إسبانيا، حيث يتسبب ارتفاع درجات الحرارة في تبخر مزيد من المياه".