المستهلكون البريطانيون أكثر حماسا للإنفاق .. انتعاش مفاجئ
ارتفع مؤشر ثقة المستهلك في بريطانيا خلال نيسان (أبريل) الجاري إلى أعلى معدلاته منذ نشوب حرب أوكرانيا، وفقا لوكالة "بلومبيرج" للأنباء.
وارتفع مؤشر ثقة المستهلك الذي تصدره مؤسسة "جي.إف.كيه" للأبحاث التسويقية في نيسان (أبريل) الجاري ست نقاط ليصل إلى سالب 30 ليسجل بذلك ثالث زيادة شهرية له على التوالي، وأعلى ارتفاع له منذ 14 شهرا.
وتعكس هذه البيانات أن المستهلك البريطاني أصبح أكثر حماسا بشأن الآفاق الاقتصادية وأكثر استعدادا للإنفاق على مشتريات أكبر. وفاقت هذه القراءة توقعات الخبراء الذين استطلعت وكالة "بلومبيرج" آراءهم وبلغت سالب 35 نقطة.
ونقلت "بلومبيرج" عن جو ستاتن المسؤول في مؤسسة جي إف كيه قوله في بيان أمس: "هناك انتعاش مفاجئ في التفاؤل، مضيفا أن هذه القفزة في مؤشر الثقة بشأن الأوضاع المالية الشخصية تمثل تغييرا دراميا، وربما تشير إلى أن ماليات الأسر أقوى مما نعتقد".
وربما تبث هذه النتائج بعض التفاؤل لدى تجار التجزئة في بريطانيا بعد النتائج المخيبة التي تم تسجيلها في آذار (مارس)، حيث تراجعت مبيعات التجزئة بشكل فاق التوقعات في ظل هطول الأمطار بشكل متكرر.
وتراجع حجم السلع التي بيعت من خلال المتاجر ومنصات التسوق الإلكتروني في بريطانيا بنسبة 0.9 في المائة في آذار (مارس) مقارنة بالشهر السابق.
إلى ذلك، تراجعت مبيعات التجزئة في بريطانيا خلال آذار (مارس) الماضي، حيث حالت ظروف الطقس السيئ دون خروج المتسوقين إلى المتاجر.
وذكر مكتب الإحصاء البريطاني أن حجم مبيعات التجزئة تراجع بنسبة 0.9 في المائة في آذار (مارس)، حيث سجلت محال الملابس والمتاجر الكبرى ومراكز التسوق في الحدائق تراجعا في المبيعات.
كما تراجعت أيضا مبيعات المواد الغذائية في ظل استمرار ارتفاع أسعار الغذاء. وفاق تراجع مبيعات التجزئة التوقعات، حيث كان خبراء الاقتصاد يتوقعون أن تصل نسبة التراجع إلى 0.5 في المائة، وتأتي هذه النسبة بعد أن سجلت مبيعات التجزئة زيادة نسبتها 1.1 في المائة في شباط (فبراير).
ونقلت وكالة الأنباء البريطانية "بي.أيه.ميديا" عن دارين مورجان مدير الإحصاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاء البريطاني قوله: "تراجعت مبيعات التجزئة بصورة حادة في آذار (مارس)، بعد أن ألقى سوء الأحوال الجوية بظلاله على كل القطاعات تقريبا". غير أنه أضاف أن "الاتجاه الأكبر للمبيعات لم يتأثر كثيرا، حيث إن الأداء القوي لتجار التجزئة خلال شهري كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) يعني أن نتائج الأشهر الثلاثة تعكس نموا إيجابيا للمرة الأولى منذ آب (أغسطس) 2021".
وفي سياق الشأن البريطاني، أعلن دومينيك راب نائب رئيس الوزراء استقالته أمس، بعد أن خلص تقرير مستقل إلى أنه تنمر على موظفين حكوميين في نكسة لريشي سوناك رئيس الوزراء، الذي كان حليفا له. وكتب راب وزير العدل أيضا في هذه الرسالة الموجهة إلى سوناك: "أكتب إليكم للاستقالة من حكومتكم، طلبت هذا التحقيق وتعهدت بالاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمر أيا تكن"، مؤكدا: "أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي".
وبدأ هذا التحقيق في أعقاب ثماني شكاوى تتعلق بسلوكه عندما كان وزيرا للخارجية أو وزيرا لبريكست أو خلال توليه لفترة قصيرة وزارة العدل. ونفى دومينيك راب باستمرار هذه الاتهامات التي سممت الحكومة لأشهر وأثارت انتقادات عديدة من المعارضة. والتقرير الذي قدم الخميس لرئيس الوزراء ولم ينشر "رفض كل الشكاوى باستثناء اثنتين"، كما قال راب في رسالته مؤكدا أنهما "خاطئتان"، ورأى أن نتائج التحقيق "تشكل سابقة خطيرة لسلوك الحكومة".
وأكدت رئاسة الحكومة من جديد ثقتها الكاملة في نائب رئيس الوزراء، وقالت إنها تدرس بدقة نتائج التقرير". وراب هو ثالث وزير يستقيل من حكومة ريشي سوناك بعد اتهامات عدة.