لماذا تشكل التقنية المالية تهديدا للبنوك؟ (1 من 2)

التقنية المالية أو "الفنتك" مهدد حقيقي للبنوك التقليدية من منظور الاقتصاديين وفي الوقت نفسه نتيجة إيجابية من نتائج تطبيقات الاقتصاد الرقمي، ومن المتوقع أن يستمر التأثير لأعوام مقبلة حتى تستوعب البنوك قوة المنافسين الجدد من خلال استغلالهم أدوات جديدة في البيانات وتحليلها، والوصول إلى شرائح جديدة عبر الهواتف المحمولة يمكن لها، أي الشركات في التقنية المالية، تحويل سلوك الناس إلى قرارات من خلال تحليل السلوك والمعاملات المالية التي يقوم بها العملاء، وأسهمت كمية نتائج التحليل في تطوير منتجات وخدمات جديدة وغير مسبوقة، فمثلا شركة "أبل" طرحت حسابا ادخاريا بعوائد 4.15 في المائة للعملاء المدخرين من خلال محفظة الشركة نفسها، لذا يمكن أن يكون لهذا تأثير كبير في البنوك من حيث المشاركة في الأرباح، وكذلك قدر نرى في القريب العاجل تغير في تصنيف الملاذات الآمنة بالانتقال من المصارف إلى الشركات الكبرى التي تجمع الأموال لتمويل أعمالها عبر الابتكار، والمعززة أصلا بفائض مالي تراكمي يضمن إعادة تلك الأموال في أي وقت، خصوصا أن إدارة الأموال من العملاء تتم أثناء التنقل وبواجهات تفاعلية سهلة وآمنة وبمعدلات استجابة أسرع من البنوك التقليدية، ولا سيما أن شركات التقنية المالية تدعي تجربة العميل ضمن نطاق الذكاء الاصطناعي وبطرق غير تقليدية.
التقنية المالية بطبيعتها الهيكلية تجذب استثمارات كبيرة تبحث عن أرباح مختلفة عن الاستثمارات التقليدية التي يتزاحم عليها الجميع كالعقارات والأسهم والأوراق المالية الأخرى، وهذا ما يجعلها تستمر في التوسع إلى أسواق جديدة وبمنتجات مبتكرة، وبشكل خاص أن التقنية المالية تمتاز بقدرتها على توفير خدمات مالية مبتكرة لشركات صغيرة ومتوسطة يصعب على البنوك التقليدية تقديمها، بمعنى آخر، التعزيز الشمولي المالي للأفراد في المناطق الفقيرة أو النائية على المستوى العالمي والكيانات الاقتصادية الصغيرة إضافة إلى تحقيق الأمان المالي في المناطق غير الآمنة بسبب الكوارث أو الحروب أو السرقات الانتهازية، كما في بعض الدول الفقيرة التي ينعدم فيها الآمن.
علاوة على ما سبق، التقنية المالية تخفض التكاليف على الجميع وتعمل بتكاليف أقل من البنوك لاعتمادها على مفاهيم التشغيل الرقمي المشترك دون فروع أو كوادر بشرية مرتبطة بالمكاتب مع تحسين الأمان الرقمي للشركات، والحد من الوصول غير المصرح به إلى بيانات الشركات التي تمثل أصول وممتلكات رقمية تؤثر في تنافسيتها إذا ما تم كشفها خارج القانون.
من المهددات التي تفرضها التقنية المالية على البنوك أنها تقدم خدمات بالجملة في الدفع والتحويل والتمويل والاستثمار والتأمين والتحليل المالي وإدارة الثروات والتداول والعملات الرقمية والإدارة المالية الشخصية، والتحوط من المخاطر والبنوك الرقمية وجميعها مهددات للبنوك التقليدية، لأنها تؤدي بها في نهاية المطاف إلى تراجع حقوق الملكية للمصرفيين وذهاب جزء من الأموال إلى ملاك جدد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي