التحقيقات بدأت .. مخاوف بشأن حماية «شات جي بي تي» لبيانات المستخدمين

التحقيقات بدأت .. مخاوف بشأن حماية «شات جي بي تي» لبيانات المستخدمين
القلق متزايد لعدم وجود حواجز على استخدام الأطفال للبرنامج.

من شأن منصة محادثة الذكاء الاصطناعي ذات الشعبية الواسعة، "شات جي بي تي"، أن تقوم بأداء الفروض المدرسية عن مستخدمها، وكتابة رسائل البريد الإلكتروني الخاصة به، وتقديم المشورة له بشأن علاقاته وحياته المهنية وأسلوب حياته.
والسؤال الآن هو: ماذا تفعل تلك المنصة بكل هذه المعلومات التي تتم مشاركتها معها أثناء المحادثات؟ ترى هيئة حماية البيانات في إيطاليا مخاوف جدية بشأن "الخصوصية" فيما يتعلق بهذا الأمر بالتحديد، وأمرت في الوقت الحالي بحجب استخدام المنصة التي تطورها شركة "أوبن أيه.آي"، ويتعين الآن على الشركة الناشئة، الرد في غضون أقل من ثلاثة أسابيع.
ولكن، ما الذي يتسبب في قلق المسؤولين الإيطاليين؟ أعلنت هيئة حماية البيانات الإيطالية أخيرا، أنه سيتم منع شركة "أوبن أيه.آي" الأمريكية على الفور، من معالجة بيانات المستخدمين، وقالت إن التحقيقات قد بدأت.
ويتهم مسؤولو حماية البيانات في روما الشركة الناشئة بعدم الشفافية الكافية تجاه مستخدميها بشأن المعلومات التي تحفظها، واتهموها أيضا بعدم وجود أساس قانوني لديها لتخزين بيانات المستخدمين وجمعها.
كان من بين أسباب القلق أيضا عدم وجود فلاتر وحواجز على استخدام الأطفال دون سن الـ13 عاما للبرنامج، والذين ليس من المفترض أن يستخدمونه على أي حال وفقا للشروط والأحكام، وفقا لـ"الألمانية".
كما أشارت هيئة حماية البيانات إلى حدوث اختراق للبيانات أخيرا. وتمكن بعض مستخدمي "شات جي بي تي" من الاطلاع على معلومات من ملفات تعريف شخصي خاصة بأفراد آخرين. ومن جانبها، أفادت شركة "أوبن أيه.آي" بأن المشكلة كانت ناتجة عن خطأ في البرنامج الذي يتم استخدامه في منصة "شات جي بي تي".
يشار إلى أن الأعمال التي تقدمها خدمة "شات جي بي تي" نفسها صارت ممكنة فقط من خلال الكم الهائل من المعلومات التي تمت معالجتها، التي تسمح لها بصياغة جمل يتم تمريرها ردا على تلك التي كتبها شخص عادي.
وترددت أصداء التقنية القائمة على الذكاء الاصطناعي "شات جي بي تي" بقوة خلال الأشهر الأخيرة، بسبب مستوى المنصة المتقدم من تقليد طريقة الحديث الخاصة بالبشر. وفي الوقت نفسه، هناك مخاوف من سوء استخدام المنصة لنشر معلومات كاذبة، على سبيل المثال.
ولكن، ما الذي يجب على المرء مراعاته عند استخدام "شات جي بي تي"؟ بينما يلجأ عدد متزايد من المستخدمين إلى "شات جي بي تي" من أجل مساعدتهم في حل مشكلاتهم اليومية، وأمور يحتمل أن تكون حميمة، حذر خبراء أمن الشبكات المستخدمين من التفكير جيدا قبل مشاركة المعلومات التي يجب ألا يشاركوها مع الغرباء.
من ناحية أخرى، يحذر معهد "هاسو بلاتنر إنستيتيوت" (إتش.بي.آي) الألماني المتخصص في تكنولوجيا المعلومات، من "الكشف عن البيانات الحساسة"، حيث أن كثيرا من المعلومات التي يشاركها المرء مع منصة الذكاء الاصطناعي، تستخدم للمساعدة في تدريب الأنظمة التي تقوم بتشغيلها، وبالتالي تجعلها أكثر ذكاء.
ويقول المعهد إن أي مستخدم يشارك معلومات سرية مع تقنية من تقنيات الذكاء الاصطناعي، هو عرضة لخطر التنازل عن خصوصيته، مشيرا إلى أن ذلك واضح من خلال الإطلاع على سياسة "شات جي بي تي".
فيما توضح شركة "أوبن أيه.آي" المطورة لمنصة "شات جي بي تي"، أنه "في إطار التزامنا بـ(استخدام إحدى تقنيات) الذكاء الاصطناعي الآمن والمسؤول، فإننا نقوم بمراجعة المحادثات لتحسين أنظمتنا ولضمان توافق المحتوى مع سياساتنا ومتطلبات السلامة"، مؤكدة أن الموظفين يمكنهم رؤية ما يقوم المستخدم بكتابته. ومع ذلك، فإن الشركة لديها خاصية "حذف البيانات".

سمات

الأكثر قراءة