تراجع أرباح عملاق المصارف السويسرية «يو.بي.إس» 52 % .. الاستحواذ على «كريدي سويس» نهاية يونيو
أكد عملاق المصارف السويسرية بنك يو بي إس، أمس، أنه يأمل استكمال إجراءات الاستحواذ على منافسه "كريدي سويس" في نهاية حزيران (يونيو)، مؤكدا أن عملية الدمج هذه تمثل "فرصة فريدة لإيجاد قيمة".
وأشار أكبر البنوك في سويسرا إلى أنه حقق أرباحا صافية بنحو مليار دولار، أي أقل بكثير من التوقعات بـ1.7 مليار، لكنه أعلن "تدفق رؤوس أموال كبيرة" خلال الفترة نفسها، ما يدل على ثقة العملاء، بحسب بيان النتائج الفصلية.
وذكر سيرجو إرموتي المدير العام الجديد للبنك، الذي عاد إلى المنصب الذي كان قد شغله سابقا لقيادة الاستحواذ على "كريدي سويس"، أنه "مقتنع بأن هذه الصفقة ستسهم في تعزيز المكانة الرائدة للمركز المالي السويسري وسيفيد الاقتصاد كله" كما جاء في بيان.
وكان بنك يو بي إس قد وافق في 19 آذار (مارس) على شراء منافسه "كريدي سويس"، تحت ضغط السلطات، في صفقة بلغت ثلاثة مليارات فرنك سويسري (3.02 مليار يورو)، وبضمانات مالية من الحكومة الاتحادية والبنك المركزي.
وبحسب "الفرنسية"، أنقذت هذه الصفقة ثاني أكبر مصرف في سويسرا من الإفلاس، مما كان سيؤدي إلى "أضرار اقتصادية لا يمكن إصلاحها". وقالت كارين كيلر- سوتر وزيرة المالية السويسرية "لذا على سويسرا أن تضطلع بمسؤولياتها بما يتخطى حدودها".
يرزح القطاع المصرفي تحت وطأة ضغوط كبرى منذ أن رفعت البنوك المركزية الرئيسة أسعار الفائدة في محاولة للسيطرة على التضخم. وأخفقت مؤسسات عدة في الاستعداد للمخاطر الراهنة بعدما بقيت أعواما تستفيد من تمويل بفائدة ضئيلة.
فاقم إفلاس بنك "سيليكون فالي" في الولايات المتحدة وبنوك أمريكية إقليمية أخرى مخاوف المستثمرين ودفعهم إلى بيع سندات المصارف التي تعد الحلقات الضعيفة.
مر "كريدي سويس" بعامين شهدا عددا من الفضائح كشفت "نقاط ضعف جوهرية.. في الرقابة الداخلية"، بناء على اعتراف الإدارة نفسها.
وعلى الرغم من جهود إدارته للترويج لخطة إعادة هيكلة مدتها ثلاثة أعوام، لم ينجح الأمر.
وتراجعت أرباح بنك يو.بي.إس جروب بصورة كبيرة خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقال البنك إن أرباحه الصافية القابلة للتوزيع تراجعت خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 52 في المائة إلى 1.03 مليار دولار مقابل 2.14 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الماضي.
وبلغت أرباح السهم الواحد من أسهم البنك خلال الربع الأول 0.32 دولار مقابل 0.61 دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي. كما تراجعت الأرباح قبل حساب الضرائب بنسبة 45 في المائة سنويا إلى 1.50 مليار دولار. وتشمل هذه النتائج 665 مليون دولار كمخصصات لتغطية النفقات المرتبطة بالأوراق المالية المضمونة بقروض عقارية سكنية.
في الوقت نفسه زادت نفقات التشغيل في "يو.بي.إس" خلال الربع الأول بنسبة 9 في المائة نتيجة هذه المخصصات.
في المقابل، تراجعت الإيرادات بنسبة 7 في المائة سنويا إلى 8.74 مليار دولار خلال الربع الأول مقابل 9.38 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي أعلن بنك يو.بي.إس، اعتزامه تسريح ما يصل إلى 36 ألف موظف من قوته العاملة على مستوى العالم، فيما تعد أكبر عملية تسريح موظفين بين الشركات على مستوى العالم خلال الشهور الستة الماضية.
وجاء الإعلان عن خطة شطب الوظائف بعد أيام من إعلان البنك استحواذه على منافسه السويسري "كريدي سويس جروب" الذي كان يواجه شبح الإفلاس على خلفية أزمة السيولة القوية التي تعرض لها.
جاءت هذه الخطوة بعد مطالبة وزارة المالية الاتحادية السويسرية والبنك المركزي وهيئة الرقابة على سوق المال السويسرية للبنكين بسرعة إتمام الصفقة لاستعادة الثقة الضرورية في استقرار الاقتصاد والنظام المصرفي السويسريين.