الشركات الأمريكية تعيد ترتيب أولوياتها وسط قلق من تدهور العلاقات مع الصين
تخشى الشركات الأمريكية في الصين بشكل متزايد من مزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين، وفقا لدراسة استقصائية أجرتها غرفة التجارة الأمريكية في الصين، نشرت أمس.
وأعرب 87 في المائة من المشاركين في الدراسة عن تشاؤمهم بشأن توقعات العلاقة بين أكبر الاقتصادات في العالم، مقارنة بـ73 في المائة في استطلاع ثقة الأعمال الأخير، وفقا لـ"الألمانية".
ويفكر ما يقرب من ربع هؤلاء الأشخاص، أو بدأوا بالفعل، في نقل سلاسل التوريد الخاصة بهم إلى دول أخرى. وأفاد 27 في المائة بأن شركاتهم "أعادت ترتيب الأولويات لمصلحة دول أخرى" بزيادة قدرها 22 نقطة مئوية عن استطلاع للرأي أجري في وقت سابق من هذا العام.
وأشار نحو الثلثين إلى التوترات الثنائية وعوامل الخطر الجيوسياسية الأخرى باعتبارها أهم القضايا بالنسبة للموظفين الأجانب عند التفكير في وظيفة محتملة في الصين. ومع ذلك، فإن 59 في المائة من الشركات الأمريكية لديها مراجعة إيجابية حول التعافي الاقتصادي للصين من جائحة كوفيد - 19.
وتمر الروابط بين بكين وواشنطن بأسوأ حالاتها منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في 1979. ومن بين مصادر الخلاف دعم الصين لحرب روسيا في أوكرانيا ومطالباتها في بحر الصين الجنوبي، والضوابط الأمريكية على صادرات التكنولوجيا الفائقة، والحرب التجارية المستمرة مع الرسوم الجمركية العقابية.
من جهة أخرى، سجل قطاع البريد في الصين توسعا قويا في كل من إيرادات الأعمال وحجم الطرود خلال الربع الأول من العام، حيث وضع أساسا قويا لنمو الصناعة على مدار العام، حسبما أفاد مكتب بريد الدولة أمس.
وفي الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى آذار (مارس) الماضي، حقق هذا القطاع 356.21 مليار يوان (51.45 مليار دولار)، بزيادة 9 في المائة على أساس سنوي، بينما ارتفع حجم أعماله بنسبة 8.5 في المائة ليصل إلى 34.17 مليار طرد، حسبما قال تسنج جيون شان، المتحدث باسم المكتب في مؤتمر صحافي.
وباعتبارها لاعبا رئيسا في قطاع البريد، تعاملت شركات البريد السريع مع 26.89 مليار طرد في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، بزيادة قدرها 11 في المائة، مقارنة بالعام السابق، فيما بلغت عائدات الأعمال المجمعة للشركات 258.96 مليار يوان خلال هذه الفترة، بزيادة سنوية قدرها 8.2 في المائة.
وأوضح تسنج أنه في آذار (مارس) فقط، تجاوز حجم أعمال شركات البريد السريع عشرة مليارات، وارتفع معدل النمو إلى أكثر من 20 في المائة.
وفي سياق متصل، بحث مسؤولون وممثلو أعمال من الصين واليونان سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالي الشحن والتجارة خلال حدث استثماري أقيم هنا في ميناء بيرايوس الثلاثاء.
وتم تنظيم هذا الحدث من قبل منطقة لينجانج الخاصة للتجارة الحرة التجريبية في شنغهاي في مقر هيئة ميناء بيرايوس، العضو في مجموعة كوسكو الصينية للشحن.
وقال تشن جين شان، عضو اللجنة الدائمة للجنة الحزب الشيوعي الصيني لبلدية شنغهاى، إن شنغهاى، باعتبارها المركز الاقتصادي للصين، طالما مثلت وجهة مثالية للاستثمار الأجنبي.
وأضاف "آمل أن يتمكن ممثلو القطاعين العام والخاص من تعميق حوارهم وتعزيز التعاون بينهم من أجل مصلحة الشعبين ومصالح الدولتين".
وأوضح تشاو ييهواي، نائب مدير منطقة لينجانج الخاصة، إن منطقة لينجانج الخاصة أصبحت محركا لاقتصاد شانغهاي، وإن إنشاءها يمثل خطوة مهمة لإظهار موقف الصين الواضح تجاه الانفتاح والعولمة الاقتصادية.
وأكد شياو جيون تشنج السفير الصيني لدى اليونان "نرغب في العمل مع الجانب اليوناني لجعل التعاون الثنائي في مجال الشحن والموانئ أكبر وأقوى".
وقال مانوليس كوتولاكيس، الأمين العام لوزارة الشؤون البحرية وسياسة الجزر في اليونان، إن اليونان والصين لديهما بالفعل تجربة مهمة هنا في بيرايوس، ولكلا الجانبين مصالح مشتركة في توسيع هذه العلاقات.
في الوقت نفسه، أفاد يانيس موراليس عمدة بيرايوس، بأن "استثمارات (كوسكو) في الأعوام الأخيرة في تطوير وتحديث ميناء بيرايوس عززت بلا شك مكانته على خريطة الملاحة والسياحة والتجارة في العالم.. دعونا نواصل التعاون الجيد لدينا في الأعوام المقبلة".