النفط تحت ضغط البيانات الأمريكية الضعيفة .. عدم تيقن بشأن اتجاهات الفائدة وتوقعات الطلب

أثرت البيانات الاقتصادية الأمريكية المخيبة للآمال وعدم اليقين بشأن زيادة أسعار الفائدة على توقعات الطلب على النفط في الأسواق العالمية.
وقال تقرير "رينج زون" النفطي الدولي إن أسعار الخام انخفضت للأسبوع الثاني على التوالي حتى مع الارتفاع المدفوع بالأرباح في وول ستريت.
وأشار التقرير الذي صدر أمس، إلى أن عديدا من المتداولين تجنبوا وضع صفقات كبيرة أثناء انتظارهم قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة.
وأوضح أن النفط الخام تأرجح بشكل حاد في نيسان (أبريل) وسط ضغوط فنية وتوقعات متدهورة للاقتصاد العالمي.
وذكر التقرير أن البيانات الاقتصادية الأخيرة تظهر أن التضخم في الولايات المتحدة مستمر في التسارع، ما يعزز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل رفع أسعار الفائدة ويزيد من فرص حدوث ركود يضعف الطلب وفي غضون ذلك ظل الإمداد من روسيا مرنا على الرغم من عقوبات مجموعة السبع وكان انتعاش الصين أبطأ مما توقعه البعض.
وأدى انخفاض هوامش الربح لشركات التكرير في آسيا إلى ضعف شديد بالفعل في أكبر منطقة مستوردة للنفط، لكن تعافي الصين بدأ يترسخ، وذلك ما أبرزه تأكيد شركة سينوبك الصينية وهي كبرى شركات التكرير الصينية أن انتعاش البلاد سيعزز نمو الطلب على منتجات النفط المكررة بأكثر من 10 في المائة هذا العام.
ورفعت أرباح النفط الخام في الربع الأول من العام مستوى التوقعات مع جني عملاقي الصناعة "إكسون موبيل" و "شيفرون" أرباحا لم نشهدها منذ أن تجاوز النفط 145 دولارا للبرميل في 2008 وهو ما يقرب من ضعف السعر الحالي الذي يحوم حوله بالقرب من 75 دولارا.
وذكر تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي، أن أسعار النفط الخام استقرت حول 78 دولارا للبرميل لخام برنت و74 دولارا للبرميل لخام غرب تكساس الوسيط بعد الضربة المزدوجة لبيانات الاقتصاد الكلي السيئة الأربعاء الماضي.
ونوه إلى أن الانخفاض في الإنفاق على السلع الرأسمالية الأمريكية عزز المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، في حين واصلت هوامش المصافي انخفاضها هذا الأسبوع، حيث يجد اللاعبون في مشاريع المصب صعوبة أكبر في الحفاظ على أرباحهم وعلى هذا النحو فإن النفط سجل الخسائر الشهرية السادسة على التوالي على الرغم من تخفيضات إنتاج "أوبك +".
وأشار التقرير إلى تباين تقييم السوق بين كل من "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية، خاصة بعدما طالب هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة أوبك وكالة الطاقة الدولية بتوخي الحذر الشديد بشأن تثبيط الاستثمار في النفط والغاز، معتبرا أن الدعوة إلى مثل هذه الإجراءات وتوجيه أصابع الاتهام لمنتجي النفط سيؤديان إلى زيادة التقلبات في المستقبل.
وذكر التقرير أن شركات تأمين السفن في حالة حذر من التعامل مع الأسطول الروسي، مع تحذير كبار المسؤولين التنفيذيين في صناعة الشحن، من أن سقف أسعار النفط جعل شركات التأمين أكثر حذرا من التعارض مع عقوبات الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي وهو ما يزيد من مخاطر سلامة الملاحة.
ومن المرجح أن ترتفع أسعار النفط إلى نحو 90 دولارا للبرميل بحلول نهاية هذا العام، حيث بلغ متوسط أسعار خام برنت نحو 82 دولارا لهذا العام، حيث يتوقع معظم المحللين أن تؤدي التخفيضات الإضافية المفاجئة لـ"أوبك +" التي تبلغ 1.16 مليون برميل يوميا وتطبق بين شهري أيار (مايو) وكانون الأول (ديسمبر) إلى تقليص الإمدادات بشكل كبير في النصف الثاني من هذا العام. كما أن متوسط أسعار خام برنت مرشح لتسجيل 87.12 دولار للبرميل هذا العام وهو متوسط أعلى من التوقعات في الاستطلاع السابق في آذار (مارس) الماضي.
وأشار التقرير إلى أنه بعد ساعات من إعلان "أوبك +" عن التخفيضات الجديدة رفع بنك جولدمان ساكس توقعاته لخام برنت إلى 95 دولارا من 90 دولارا في نهاية العام، كما رفع البنك توقعاته لخام برنت لعام 2024 ليراها الآن عند 100 دولار في نهاية العام من توقع سابق عند 97 دولارا.
ونوه إلى بيانات وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الأخير في منتصف أبريل التي أوضحت أنه على الرغم من المخاوف بشأن النمو الاقتصادي لا يزال الطلب العالمي على النفط متجها إلى مستوى قياسي مرتفع يبلغ 101.9 مليون برميل يوميا هذا العام مدفوعا باستهلاك الصين المتزايد.
ونقل عن وكالة الطاقة الدولية تأكيدها أن الطلب القوي من الصين رفع الطلب العالمي على النفط بمقدار 810 آلاف برميل يوميا على أساس سنوي في الربع الأول إلى 100.4 مليون برميل يوميا، مشيرا إلى تركيز الوكالة على أنه من المتوقع زيادة أكبر بكثير تبلغ 2.7 مليون برميل في اليوم خلال نهاية العام مدفوعة بالانتعاش المستمر في الصين والسفر الدولي".
من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار النفط في ختام الأسبوع الماضي بأكثر من 2 في المائة، بعد بيانات أمريكية تظهر تراجع ‏إنتاج النفط الخام وفي الوقت نفسه زيادة الطلب على الوقود.‏ وصعدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم حزيران (يونيو) 1.17 دولار أو 1.5 في المائة، إلى ‏‏79.54 دولار للبرميل عند التسوية. وينقضي أجل هذه العقود الجمعة، وارتفع ‏العقد الأكثر تداولا لتموز (يوليو) 2.7 في المائة، إلى 80.33 دولار عند التسوية. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.02 دولار أو 2.7 في المائة، إلى 76.78 ‏دولار عند التسوية.
‏ وعلى الرغم من أن الخامين سجلا مكاسب يومية فإنهما انخفضا للأسبوع الثاني على التوالي، ‏وسجل خام برنت انخفاضا للشهر الرابع وسط تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية ‏المخيبة للآمال وعدم اليقين بشأن أسعار الفائدة على توقعات الطلب.‏ ووفقا لإدارة معلومات الطاقة، فقد انخفض إنتاج الخام الأمريكي في شباط (فبراير) ‏إلى 12.5 مليون برميل يوميا وهو أدنى مستوى منذ ديسمبر. وارتفع ‏الطلب على الوقود إلى ما يقرب من 20 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى منذ ‏تشرين الثاني (نوفمبر).‏ وتراجعت أسعار الخام خلال الأسابيع والأشهر الماضية في ظل المخاوف من ‏احتمال أن تؤدي تحركات رفع الفائدة إلى خفض الطلب.
وانخفض خام برنت بنحو 3 في المائة، هذا الأسبوع بعد انخفاضه بنحو 5 في المائة، الأسبوع ‏الماضي، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنحو 1 في المائة، هذا الأسبوع بعد نزول ‏بنحو 6 في المائة، الأسبوع الماضي.‏ وبالنسبة لأبريل ككل، تراجع خام برنت بأقل من 1 في المائة، فيما صعد خام ‏غرب تكساس بنحو 1 في المائة، مسجلا أول زيادة شهرية في نصف عام.
من جانب آخر.. ذكر تقرير "بيكر هيوز" الأمريكية عن أنشطة الحفر الأسبوعية، أن العدد الإجمالي لأجهزة الحفر النشطة في الولايات المتحدة ارتفع بمقدار 2 هذا الأسبوع.
ولفت إلى ارتفاع إجمالي عدد الحفارات إلى 755 هذا الأسبوع – 57 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2022 – لا يزال 320 منصة أقل من عدد الحفارات في بداية عام 2019 قبل انتشار الوباء.
وأوضح أن منصات النفط في الولايات المتحدة بقت على حالها هذا الأسبوع عند 591، بينما ارتفعت منصات الغاز بمقدار 2 للأسبوع الثاني على التوالي إلى 161 كما بقيت الحفارات المتنوعة على حالها، مشيرا إلى ارتفاع عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار 3 بينما تراجع عدد منصات الحفر في إيجل فورد.
وأوضح أن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة انخفض بمقدار 100 ألف برميل يوميا للأسبوع المنتهي في 21 أبريل إلى 12.2 مليون برميل يوميا. ووفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية ارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة 300 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.