عمري 22 عاما وأجني أكثر من والدي
تتحدر لورين من خلفية عادية، لكنها تحصل على راتب استثنائي.
تعيش هذه الفتاة بنت الـ22 ربيعا مع والديها في شقة تابعة لمجلس بلدية لندن، وتجني أكثر منهما بعد فوزها بوظيفة في مخطط الدراسات العليا في أحد بنوك الحي المالي في لندن، براتب يبلغ 49 ألف جنيه استرليني إضافة إلى المكافأة.
أخبرتني هذا الأسبوع في بودكاست موني كلينيك لـ"فاينانشيال تايمز"، "بسبب ذلك، أنا مدركة تماما قصتي المالية ومن أين أتحدر".
قد يكتفي غيرها ممن هم في هذا الوضع بالخروج وإنفاق المال، لكن ما يثير الإعجاب هو أن لورين ليست كذلك! فهي تريد اتخاذ أفضل القرارات الممكنة حول شيكات راتبها الشهري، لكنها تشعر "بغمرة الخيارات".
والداها لا يعرفان كثيرا عن المعاشات التقاعدية والاستثمار، لذلك فكرت في البحث عن مستشار مالي. كما شعرت أن زملاءها الذين أتوا من خلفيات أكثر ثراء يعرفون أكثر منها عن إدارة شؤونهم المالية الشخصية.
حيث قالت "الجميع يجنون كثيرا من المال، لكن المفارقة أننا لا نستطيع التحدث عن ذلك. لدي فضول دائما بشأن ما يفعله رؤساء مديري بأموالهم، أو ما الذي سيقولونه لنا لو كانوا خريجين برواتب مثلنا".
حسنا، قدمنا إلى لورين كثيرا من الارشادات على البودكاست بما في ذلك زيادة معاشها من الشركة إلى الحد الأقصى، حتى تعرف إذا كان صاحب العمل يقدم خطة توفير الأسهم "معظم الشركات المدرجة في المملكة المتحدة تفعل ذلك" والبحث في الاستثمار المعفى من الضرائب باستخدام الأسهم وحصص حسابات التوفير الفردية.
منذ بث هذه الحلقة الثلاثاء، تواصل معي قراء "فاينانشيال تايمز" على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين أرادوا مشاركة نصائحهم وتجاربهم الشخصية.
تنصح ساركا هالاس عبر إنستجرام "لا تفترضي أن رؤساء مديرك يعرفون ما يفعلونه بأموالهم. عديد من الأشخاص على سلم الدخل يعيشون بما يتجاوز مواردهم المادية ويعيشون من الراتب إلى الراتب".
فيما شجع كثير منكم لورين على "أن تدفع لنفسها أولا" من خلال أتمتة المدخرات والاستثمارات حتى تخرج من حسابها يوم تسلم الراتب، وحتى لا تستسلم لتضخم نمط الصرف حياتها.
هل ترغبون في نصيحة أخرى دارجة؟ لا تصرف مكافأتك، بل استثمرها "يوضح الاستطلاع حول المكافآت الذي أجرته إف تي موني أن ذلك هو ما يفعله أغلبية القراء".
أما الآخرون فقدموا مشورة مهنية. حيث يقول كارل إمبا، المخطط المالي، معلقا على موقع لينكد إن، "إن الراتب البالغ 49 ألف جنيه استرليني رائع، لكن من خلال التطوير الشخصي يمكنها تنميته، كما يسير نمو الدخل إلى جانب الاستثمار من أجل مستقبلك. لا بأس بأن تبدأ بقليل، لكن مع زيادة راتبك، قم بزيادة هذه الودائع وفقا لها".
هل تودون معرفة شيء آخر نصح به كثير من الناس على وسائل التواصل الاجتماعي، أنه لا ينبغي للورين أن تفعله براتبها أو مكافأتها؟ هو أن تفصح عنه.
تقول أوليفيا "إنها كانت في وضع لورين نفسه في أوائل العشرينات من عمرها عندما حصلت على وظيفتها في إدارة الصناديق". حيث نصحتها قائلة "ليس هناك جانب إيجابي من مشاركة التفاصيل. فالأشخاص الذين يكسبون أقل منك سيبدأون توقع أشياء منك".
قد تكون هناك أيضا توقعات بأنك ستصبحين المصرفي في العائلة". كانت كليم، إحدى متابعاتي على إنستجرام، في هذا الظرف بصفتها زميلة ذات بشرة سوداء محترفة وشابة.
حيث قالت "عندما كنت أعيش في المنزل، أسهمت في نفقاته، كما أنني اضطررت إلى الحصول على قرض لأمي. هذا الأمر شائع جدا. وسينتهي بك الأمر بالدفع مقابل الكثير، ونسميها ضريبة أصحاب البشرة السوداء. صديقتي حاليا تدفع إيجار والديها وفواتيرهما، لذلك لا يمكنها توفير المال".
تيمي ميريمان جونسون، المعروف على الإنترنت باسم مستر موني جار، على دراية جيدة بهذا المصطلح.
فهو يقول "إن الإحساس بضرورة إعالة دائرة أسرتك الأوسع ماليا يشعر به الأشخاص الذين يتحدرون من خلفيات إفريقية وكاريبية والطبقة العاملة بشدة أكبر. إذا كنت أول فرد في عائلتك يذهب إلى الجامعة أو يحصل على وظيفة براتب عال، فستجد نفسك شخصا يطرق بابه للحصول على قروض وطلبا للمال. أو في بعض الأحيان يمكننا بكل بساطة أن نحمل نفسنا هذا الالتزام.
إنها قصة صعبة للغاية بالنسبة إلى كثير منا. نحن في بداية رحلة تكوين الثروة ونريد أن ندخر ونستثمر ونستمتع، ومع ذلك انخفض دخلنا المتاح. أنت تريد المساعدة في الوقت نفسه، بينما تكون آخر جيل من عائلتك يتعين عليه إرسال الأموال إلى من هم في أعلى سلسلة العائلة".
أما نصيحة ميريمان جونسون لمن هم في ظروف مشابهة فهي وضع الحدود. يقول "لا يمكنك أن تصب من كأس فارغة. قم بسداد الديون الكبيرة، وادخر في صندوقك الخاص للطوارئ، وزد من معاشك التقاعدي في مكان العمل، وربما عليك أن تبدأ في الادخار في حسابات التوفير الفردية مدى الحياة لشراء عقار. بعد ذلك، إذا اخترت أن تساعد غيرك، فتعامل مع ذلك على أنه استثمار عالي المخاطر، فقد لا ترى تلك الأموال مرة أخرى".
أما الذين ينتمون إلى خلفيات أكثر ثراء فقد يحصلون على الأموال التي تنتقل إليهم بالوراثة، لكن بناء المعرفة حول الاستثمار يعد أمرا ذا قيمة أيضا.
إن تثقيف نفسك من خلال قراءة الصحافة المالية والاستماع إلى البودكاست ومتابعة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المخصصة للتمويل الشخصي يمكن أن تقدم نفعا من أجل سد هذه الفجوة. ومع ذلك، أشار آخرون إلى الحاجة إلى فهم علاقتك العاطفية بالمال، وما هو تأثير عقلية ندرة الموارد في اتخاذ القرارات المالية.
تقول لوسي كوك، في تعليق نشرته على إنستجرام "بالنسبة إلي، لقد أثر قدومي من خلفية منخفضة الدخل في الكيفية التي أرى فيها المال، لكنه شيء أدركته في مرحلة البلوغ". إن تفضيل المدخرات النقدية على الاستثمار والشعور بعدم الارتياح تجاه المخاطرة أو وضع خطط مالية على المدى الطويل هي بعض الطرق التي يمكن أن يتجلى بها ذلك.
لكن غريزة لورين قادتها كي تتواصل مع مستشار مالي من أجل المساعدة. ومع ذلك، كانت استفساراتها حول أن تصبح عميلة محتملة في سن 22 قد قوبلت إلى حد كبير بدهشة لطيفة.
قد يبدو راتب 49 ألف جنيه استرليني كأنه مبلغ غير عادي لشخص في مثل سنها، لكن عديدا من المستشارين الماليين يهمهم فقط جذب العملاء الأكبر منها سنا ممن لديهم كثير من الأصول لإدارتها "والأتعاب التي يتلقونها منها".
من الأسئلة التي نناقشها في البودكاست هو إذا ما كان الأشخاص مثل لورين، الذين تعد شؤونهم المالية بسيطة نسبيا، بحاجة حقا إلى مستشار مالي؟ لكن من الواضح أن هناك ملايين الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة من الإرشادات الموثوق بها خلال سعيهم الدؤوب لتثقيف أنفسهم حول مختلف الخيارات واتخاذ أفضل القرارات الممكنة بشأن أموالهم.
إذن ما النصيحة التي يمكن أن تملأ الفجوة؟ بدأ كثير من أماكن العمل، وبعض البنوك كذلك، يقدم تدريبا ماليا للموظفين. بينما تحث منصات الاستثمار وشركات التكنولوجيا المالية المنظمين على مراجعة التعريفات الحالية للمشورة والتوجيه لتسهيل وصول العملاء الأصغر سنا والأقل ثراء إلى خدمات تناسب المستوى الشخصي أكثر، التي تشمل الديون والادخار والاستثمار.
هناك مخاطر مرتبطة بتوسيع هذه التعريفات، لكن من المؤكد أن الخطر الأكبر هو أن يترك أشخاص مثل لورين ممن يتوقون إلى تحسين وضعهم المالي يعتمدون على أنفسهم بالكامل.