المتداولون قلقون من ارتفاع البيتكوين

المتداولون قلقون من ارتفاع البيتكوين

تضاءل نشاط تداول العملات المشفرة حتى مع تمتع البيتكوين بأطول سلسلة مكاسب منذ أكثر من عامين، في إشارة إلى أن عديدا من المستثمرين يترددون بشكل متزايد في الشراء، في ظل الانتعاش بعد سلسلة من الانهيارات والفضائح في عام 2022.
ارتفع سعر البيتكوين، وهي الرمز الأكثر شيوعا، بنسبة 70 في المائة هذا العام، ما ساعد السوق على استعادة بعض الزخم بعد فشل شركات كبورصة إف تي إكس.
تجاهل المستثمرون دعاوى قضائية مرفوعة من الجهات التنظيمية الأمريكية ضد شركات مثل باينانس، أكبر بورصة في الصناعة، وانهيار شركة تيرافورم لابس لتشغيل العملات المستقرة، حيث سعت السلطات إلى تضييق الخناق على الأنشطة التي تعدها غير قانونية.
مع ذلك، ظل سعر البيتكوين منذ ذلك الحين عالقا في حفرة لأكثر من شهر، حيث يتم تداولها في نطاق ضيق حول مستوى 28 ألف دولار. ترافق هذا التوقف المؤقت مع انخفاض أحجام التداول، حيث تزايدت قدرة الصفقات الصغيرة على تحريك أسعار السوق.
قال تشارلز ستوري، من شركة فيوتشر لتزويد مؤشرات التشفير "أداء البيتكوين الأخير رائع في ظاهره، لكن كثيرين في مجال العملات الرقمية يطلقون على هذا العام عام الارتفاع غير المحبوب".
وأضاف "لم تتغير المعنويات، والتدقيق التنظيمي يعمل على تهميش كثير من الأموال الجديدة التي قد تدخل المجال لولا ذلك. تحركات الأسعار لا تعني الكثير إذا لم تحقق الصناعة تقدما ملموسا في استعادة الثقة وجذب مستثمرين جدد".
عام 2022 السيئ ترك المستثمرين يعالجون الخسائر، أو الأموال العالقة في عالم النسيان، حيث تعمل شركات إقراض العملات المشفرة والبورصات المنهارة على إنجاز إجراءات الإفلاس في المحاكم.
جادل المتحمسون للعملات المشفرة أيضا بأن الثقة تجددت بسبب الضعف في القطاع المصرفي العالمي، والتدفق الخارج الواسع للودائع من البنوك مثل بنك وادي السيليكون وبنك سيلفرجيت الأمريكيين، وكريدي سويس في سويسرا.
قال إدموند جوه، رئيس التداول في شركة بي2سي2 الوسيطة في التشفير "يبدو أن هذا الارتفاع الذي شهدناه بعد الأزمة المصرفية في وقت سابق من هذا العام مرتبط بشكل مباشر بالهروب إلى الملاذات الآمنة والحفظ الذاتي للأموال بعيدا عن الدولار".
لكن هذه المعنويات تقوضت بسبب مجموعة من الإشارات القادمة من أسواق العملات المشفرة. يشير محللون إلى أن الارتفاع في أسعار العملات المشفرة تم بناؤه في سوق ضعيفة التداول أصلا.
انخفضت درجة قدرة السوق على استيعاب الطلبات الكبيرة دون تغييرات كبيرة في سعر البيتكوين منذ بداية العام، وفقا لشركة سي سي داتا لتزويد البيانات.
وفقا لشركة سي سي داتا، في كانون الثاني (يناير) تطلب الأمر شراء أكثر من 1400 بيتكوين، ما يعادل 23 مليون دولار تقريبا، لتحريك سعر الرمز المميز أكثر من 1 في المائة من قيمته السوقية السائدة.
وقرب نهاية الشهر الماضي، تطلب الأمر 462 بيتكوينا فقط، قيمتها نحو 13 مليون دولار، لتحريك أسعار السوق 1 في المائة، وهي أدنى نقطة لتداول البيتكوين-تيثر منذ أيار (مايو) 2022، عندما غرقت الصناعة في الأزمة.
قال مايكل سافاي، الشريك الإداري في شركة دكستيريتي كابيتال لتداول العملات الرقمية "الأسعار تتعافى، لكن السيولة لم تعد بعد". لا توجد بورصة أو شركة وسيطة تملأ الفراغ الذي كانت تشغله بورصة إف تي إكس وذراعها التداولية، ألاميدا، في وقت من الأوقات.
المستثمرون الذين اشتروا عملة البيتكوين في الأشهر الأخيرة يتشبثون الآن باستثماراتهم. قالت شركة جلاس نود لتزويد بينات العملات المشفرة "كان هناك إنفاق قليل بشكل ملحوظ" من قبل المستثمرين الذين اشتروا البيتكوين عندما وصلت إلى أدنى مستوى في عامين بعد إفلاس "إف تي إكس" في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
قال أحد مديري صناديق العملات المشفرة في دبي، في إشارة إلى الخوف من إضاعة الفرص "من الواضح أن الخوف الذي دفع كثيرا من مستثمري المرة الأولى من المؤسسات والأفراد العام الماضي لا يوجد الآن، رغم حقيقة أن أسواق العملات الرقمية ارتفعت بشكل كبير هذا العام".
علاوة على ذلك، كانت هناك تدفقات خارجة بلغت 72 مليون دولار على مدار الأسبوعين الماضيين في استثمارات الأصول الرقمية، منهية ستة أسابيع من التدفقات الداخلة، وفقا لمجموعة كوين شيرز الاستثمارية التي عزت هذا الاتجاه إلى احتمال قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بزيادات أخرى في أسعار الفائدة.
كذلك يشعر التجار بالقلق من أن السحب الكثيفة التي خيمت على الصناعة خلال الـ12 شهرا الماضية لم تختف تماما، من المرجح أن يتم جر "باينانس"، وهي أكبر بورصة عملات رقمية في العالم، إلى دعوى قضائية مطولة مع لجنة الأوراق المالية والبورصات.
هناك سحابة أخرى تخيم على "جينيسيس"، إحدى شركات الإقراض في سوق العملات المشفرة، التي قدمت طلباً للإفلاس في كانون الثاني (يناير) بسبب مديونيتها التي تزيد على ثلاثة مليارات دولار.
تتطلع شركة ديجيتال كرينسي جروب المالكة لـ"جينسيس"، وهي واحدة من أكبر الشركات المالكة لعملة البيتكوين في العالم عبر ذراع إدارة الأصول التابعة لها، إلى جمع أموال لتسديد المبالغ المستحقة لدائني "جينيسيس". قالت الشركة الأسبوع الماضي "إن بعض دائني جينيسيس انسحبوا من اتفاقية لإعادة الهيكلة تم الاتفاق عليها في وقت سابق".
قال رام أهلواليا، الرئيس التنفيذي لشركة استشارات الاستثمار، لوميدا ويلث مانجمنت، "إن السوق تبدو في وضع معلق، انتظارا لتسوية مدفوعات ديون ديجتال كرينسي جروب".

سمات

الأكثر قراءة