معضلة صادرات روسيا الزراعية تعرقل تمديد اتفاق الحبوب عبر البحر الأسود
قال سيرجي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي، أمس: إن بلاده لا تزال غير راضية عن كيفية حل مشكلة صادراتها الزراعية في إطار اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وذلك بعد أحدث المناقشات مع مسؤول كبير في الأمم المتحدة.
وبحسب وكالة "تاس" الروسية للأنباء، أضاف فيرشينين: "لا نزال غير راضين عن التقدم المحرز. هذا مهم جدا لنا".
وكان فيرشينين، يتحدث بعد محادثات في موسكو مع ريبيكا جرينسبان رئيسة منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.
إلى ذلك أكد الكرملين، أن الرئيس فلاديمير بوتين لم يرد بعد على مقترحات من أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، حول كيفية تمديد وتحسين الاتفاق الذي يسمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
يشار إلى أن مصادر ذكرت أن بنك جيه بي مورجان تشيس آند كو الأمريكي قد يتولى 40 عملية أخرى من مدفوعات صادرات الحبوب الروسية مع سعي الأمم المتحدة لإنقاذ اتفاق يسمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود، وهددت موسكو بالانسحاب منه في 18 أيار (مايو).
وتعامل "جيه بي مورجان" مع أول دفعة من مدفوعات البنك الزراعي الروسي، الذي فصله الاتحاد الأوروبي عن نظام سويفت العالمي للمعاملات المالية في يونيو بسبب الحرب في أوكرانيا في 2022.
وتعد إعادة ربط البنك بنظام سويفت أحد المطالب الرئيسة لروسيا في المفاوضات على مستقبل اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في تموز (يوليو) الماضي. وأشارت روسيا إلى أنه ما لم تلب قائمة من مطالبها لإزالة العقبات أمام صادراتها من الحبوب والأسمدة، فإنها لن توافق على تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود إلى ما بعد 18 مايو. وتقول الأمم المتحدة إن الاتفاق يساعد على معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب حرب أوكرانيا.
وفشلت أوكرانيا وروسيا وتركيا والأمم المتحدة، يوم الجمعة، في السماح لسفن جديدة بنقل صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بموجب الاتفاق.
وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، للصحافيين: إن عمليات التفتيش اليومية مستمرة للسفن التي حصلت على تصريح في وقت سابق.
ويشكل مسؤولون من الأطراف الأربعة مركز التنسيق المشترك في إسطنبول المعني بتنفيذ اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود. وفي جزء من رسالة اطلعت عليها "رويترز"، أبلغت روسيا نظراءها في مركز التنسيق المشترك الشهر الماضي أنها لن توافق على أي سفن جديدة ما لم يضمن مشغلوها عبورها بحلول 18 مايو، وهو "التاريخ المتوقع .. لإغلاق (الاتفاق)".
وتقدم أوكرانيا يوميا قائمة بالسفن المطلوب حصولها على تصريح. وبمجرد الموافقة على هذه السفن، يفتشها مسؤولو مركز التنسيق المشترك بالقرب من تركيا قبل إبحارها إلى أحد موانئ أوكرانيا على البحر الأسود عبر ممر إنساني بحري لتحميل الشحنة ثم العودة إلى المياه التركية للخضوع إلى تفتيش نهائي. ووفقا لبيانات المركز، توجد حاليا سفينة واحدة مصرح لها تنتظر التفتيش قبل الإبحار في اتجاه أوكرانيا و25 سفينة أخرى تنتظر التفتيش النهائي وجميعها في المياه التركية.
كما توجد 13 سفينة في الموانئ الأوكرانية وخمس سفن في طريقها إلى أوكرانيا وسفينتان عائدتان إلى تركيا. وأشار الموقع الإلكتروني للموانئ البحرية الأوكرانية إلى وجود ثماني سفن تسعى للحصول على تصريح من مركز التنسيق المشترك.