كفاكم شكوى من الجيل زد .. ربما يعلموننا شيئا
إذا كانت هناك عبارة واحدة كفيلة بإثارة سخط أي شخص في المكتب، فهي "التوتر بين الأجيال". تخفي هذه الكلمات الضغائن المتقدة والمخاوف والتحيز القديم الواضح. إنها قصة خالدة، طالما أن البشر يخشون العمر وعدم الأهمية، فسنهاب الشباب أيضا.
غالبا ما يتم إخفاء صدوع التوتر المهنية هذه خلف جدار من الكياسة البسيطة، ومصطلحات الموارد البشرية الفظيعة "الاحتواء والانتماء"، وكلمات سامية عن إحضار ذواتنا كاملة إلى العمل. لكن أخبار الأسبوع الماضي التي تفيد بأن شركتين من الشركات الاستشارية الأربع الكبرى، برايس ووترهاوس كوبرز وديلويت، تريان أن الموظفين حديثي التخرج لديهم مهارات عمل جماعي ومهارات اتصال أضعف من الفئات السابقة قد فتحت النقاش مرة أخرى في العلن. تطلب "برايس ووترهاوس كوبرز" من الموظفين ذوي الخبرة في مقابلة العملاء ليصبحوا مدربين للخريجين. في "ديلويت"، سيحضر المنضمون الجدد جلسات تبدو مرهقة عن "المرونة العقلية والتغلب على الشدائد وأهمية الفكر".
هذا كان آخر المستجدات في سلسلة طويلة من معارك مكان العمل بين الأجيال. في العقد الأول من القرن الـ21، كان موظفو جيل الطفرة والجيل إكس، الذين كانت "رؤيتهم وليس سماعهم" أمرا متوقعا عندما كانوا موظفين صغارا، يتذمرون من "جيل الألفية ذي الاستحقاق العالي" الذي يطالب بوقاحة بأجور أعلى وترقية. "أعترف: أنا تذمرت". في الواقع، قدم لنا جيل الألفية معروفا عظيما، تعلمنا جميعا كيف نصبح أقل إذعانا في العمل.
بعد عقود، يتذمر كثير من جيل الألفية الذي يتقدم في السن بسرعة "أكبرهم ولد في 1981" من خريجي الجيل زد وعادتهم التي قد تخيف العملاء في المبالغة في المشاركة في مسائل الصحة البدنية والعقلية. هؤلاء الموظفون الجدد، الذين ولدوا في 1997 وما بعدها، نشأوا إلى حد كبير في عصر الاتصال الفوري والوصول العالمي عبر الانترنت. لا عجب في أنهم قد يبدون مألوفين جدا، فهم يتعاملون مع العالم بطريقة مختلفة تماما.
بعد انخراطه في العمل أثناء الجائحة، ربما يشعر الجيل زد بالظلم بسبب الافتراض القائل إن على الوافدين الجدد الالتزام بقواعد موضوعة في عصر مهني سابق. علينا عكس هذه القصة. قواعد العمل تتغير حتما لتتناسب مع الشباب، وليس العكس. التركيبة السكانية مستمرة: بحلول 2025، سيشكل الجيل زد 27 في المائة من القوى العاملة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهو في ازدياد. الجهود المبذولة لإبقاء الموظفين في الوظيفة سبب آخر. سيغادر الموظفون من الجيل زد إذا لم يشعروا بالتقدير.
"إيدلمان"، شركة استشارية بحثت في سلوك الشباب ومعتقداتهم، أبدت حذرها من افتراضات "ديلويت" و"برايس ووترهاوس كوبرز" عن مهارات الجيل زد في العمل. يقول سيدني روتش، الرئيس العالمي لتجربة الموظفين "لعل قواعد العمل الرقمية مختلفة اختلافا جوهريا عن قواعد العمل وجها لوجه. أصبح من الطبيعي عدم تقديم مساهمة في بيئة رقمية، نظرا لوجود كثيرين في الاجتماعات الرقمية. مرة أخرى، يؤدي هذا إلى مشكلة مستقبلية حيث لا يتحدث أعضاء الفريق الصغار".
لإشراك الجيل زد، يجب أن يكون بقيتنا أكثر تفهما. هل سبق لك أن رأيت شخصا من الجيل زد يتحدث بإرادته على الهاتف في العمل؟ بالطبع لا. في الغالب هم يعيشون في تيار من وعي الرسائل. سيغير التقدم التكنولوجي الطريقة التي نتواصل بها في العمل، وما دمنا لا نستطيع التنبؤ بكيفية حدوثه، يمكننا التيقن من أن الثورة سيقودها أولئك الذين ولدوا في صميم عصر الإنترنت فعليا. ليس على الموظفين الأكبر سنا إلا تقبلها "ثم التذمر على تطبيق واتساب لزملائنا المقاربين لأعمارنا".
يواجه القادة الذين يرتكبون أخطاء فادحة الآن تهديدا إضافيا يتمثل في السمعة السيئة على الإنترنت. انتشر مقطع فيديو لأندي أوين، الرئيسة التنفيذية لعلامة ميلر نول التجارية للأثاث، بعد أن طلبت من الموظفين أن يخرجوا أنفسهم من جو يشفق فيه الجميع مع حالهم، عندما اشتكوا من عدم تلقي المكافآت. سيستمر هذا في الحدوث لأن الجيل زد يرفض التزام الصمت عندما يتعرضون للظلم في مكان العمل.
تماما كما أحدث جيل الألفية ثورة ضد التسلسلات الهرمية التي عفا عليها الزمن، فإن الجيل زد سيجعل العمل في النهاية أفضل للجميع. لكن تأهبوا واربطوا الحزام، فقد يستغرق الأمر بعض الوقت لتعتادوا عليه.