الأرجنتين تتأهب لرفع الفائدة 600 نقطة أساس مع خروج التضخم عن السيطرة
تستعد الأرجنتين لمجموعة من الإجراءات الطارئة، بما في ذلك رفع أسعار الفائدة الرئيسة بمقدار 600 نقطة أساس إلى 97 في المائة اليوم، حيث يخرج التضخم عن السيطرة في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية، وفقا لما نقلته وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن مسؤولين في وزارة الاقتصاد والبنك المركزي.
وقال المسؤولون: إن البنك المركزي سيرفع سعر الفائدة القياسي مع تعزيز التدخل في سوق الصرف الأجنبي في محاولة للحد من عمليات البيع الكبيرة للبيزو، الذي ضعف بنسبة 13 في المائة مقابل الدولار الشهر الماضي، حسبما قال المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم قبل إعلان الإجراءات رسميا من قبل سيرجيو ماسا وزير الاقتصاد.
وفي الوقت نفسه، تعتزم الحكومة الحصول على مزيد من الدعم الدولي لاحتياطياتها الأجنبية المتضائلة من خلال تسريع الصفقات مع صندوق النقد الدولي والصين والبرازيل من خلال مجموعة بريكس، التي تضم أيضا روسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، حسبما قال أحد المسؤولين.
وتأتي هذه الإجراءات بعد أن أظهرت بيانات التضخم في نيسان (أبريل) التي نشرت بعد ظهر الجمعة أن الأسعار ارتفعت بنسبة 108.8 في المائة عن العام الماضي، أعلى بكثير من توقعات السوق وأعلى مستوى منذ عام 1991. ورفعت السلطة النقدية أخيرا أسعار الفائدة بمقدار عشر نقاط مئوية إلى 91 في المائة.
وعلى أساس شهري، بلغ التضخم في أبريل 8.4 في المائة في ثالث أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية.
تسجل الأرجنتين واحدا من أعلى معدلات التضخم في العالم.
ففي عام 2022، وصل التضخم إلى 94.8 في المائة، وهو أعلى رقم سنوي في البلاد منذ عام 1991 عندما تجاوز 171 في المائة.
حددت الحكومة هدفا للتضخم لعام 2023 عند 60 في المائة، لكن تقريرا حديثا للبنك المركزي توقع أن يبلغ 126.4 في المائة.
علاوة على معركتها مع التضخم، تتعامل الأرجنتين أيضا مع انخفاض قوي في قيمة عملتها قبل أشهر فقط من الانتخابات العامة.
واستقر البيزو عند 238.5 للدولار بالسعر الرسمي الجمعة، لكن بلغ 474 في السوق السوداء الموازية.
وقد تفاقمت المشكلات الاقتصادية في البلاد بسبب تأثير الجفاف الشديد في قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية، وهما أكبر مصدر للنقد الأجنبي.
توقع صندوق النقد الدولي أن تسجل الأرجنتين نموا بنسبة 0.2 في المائة في عام 2023.
ويعاني الأرجنتينيون واحدة من أعلى نسب التضخم في العالم قابلة للزيادة، ويضطرون شيئا فشيئا إلى التقتير على أنفسهم والحد من النفقات، حيث تعجز الرواتب عن مواكبة الأسعار، ما يذكي الغضب ويزيد الإحباط من أداء حكومة يسار الوسط.
ويشير استطلاع أجرته رويترز لآراء المحللين إلى أن من المتوقع ارتفاع الأسعار في الأرجنتين، وهي واحدة من أهم مصدري الحبوب وصاحبة ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا الجنوبية، بنسبة 7.5 في المائة في أبريل وحده.
وترتب على هذا سقوط واحد من بين كل أربعة أشخاص في براثن الفقر في بلد كان خلال العقد الأول من القرن الـ20 واحدا من أغنى دول العالم، لكنه يعاني التضخم المرتفع منذ عقود، علاوة على الديون الدورية الناجمة عن الفجوة بين حجم الإنفاق والإيرادات وأزمات العملة.
وقال كارلوس أندرادا (60 عاما) الذي يعمل لحسابه الخاص "لقد حولونا إلى شعب من الشحاذين" بينما كان يبحث عن سلع بأسعار مخفضة في كشك للخضراوات بالعاصمة بوينس آيرس.
وأضاف لـ"رويترز": "نشعر باليأس لأننا بعد العمل طيلة حياتنا نضطر لأن نقاتل لمجرد أن نحصل على ثمرة طماطم أو فلفل".
وتفاقم الوضع الاقتصادي الهش في الأرجنتين بسبب جفاف تاريخي مستمر منذ العام الماضي أضر بصادرات الصويا والذرة والقمح، ما قلص احتياطيات النقد الأجنبي وعرقل قدرة الحكومة على التصدي لضعف العملة.