الأحد, 4 مايو 2025 | 6 ذو القَعْدةِ 1446


السعودية: تحديات عالمية تحتم علينا تعزيز العمل العربي

انطلقت أمس أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية الـ32، التي تعقد في جدة غدا برئاسة المملكة.
وقال الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية، بعد تسلمه رئاسة القمة العربية من نظيره الجزائري أحمد عطاف "يمر عالمنا اليوم بتحديات وصعوبات عديدة تجعلنا أمام مفترق طرق، تحتم علينا الوقوف صفا واحدا، وبذل مزيد من الجهد لتعزيز العمل العربي المشترك من أجل مواجهتها، وإيجاد الحلول المناسبة لها، لتصبح منطقتنا آمنة مستقرة، تنعم بالخير والرفاهية".
وأشار إلى أن المنطقة العربية تزخر بطاقات بشرية وثروات طبيعية تفرض علينا التنسيق المستمر، وتسخير كل الأدوات الممكنة لها، وتفعيل وابتكار آليات عمل جديدة، تنبذ الخلافات البينية، وترفض التدخلات الخارجية.
وجدد الأمير فيصل بن فرحان، تطلع المملكة للعمل مع الأشقاء العرب لتعزيز واستقرار أمن الدول العربية، وحشد الجهود والإمكانات للمضي قدما في مسار التنمية والازدهار لبناء مستقبل تنعم به الأجيال القادمة، داعيا العلي القدير بأن تحقق قمة جدة التطلعات المرجوة منها.
وشارك وزير الخارجية، في عدد من اللجان العربية، وذلك على هامش الاجتماع الوزاري التحضيري تضمنت اجتماع هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات على المستوى الوزاري، وبندا حول تركيا برئاسة مصر، واللجنة الوزارية لمساندة فلسطين برئاسة الجزائر، واللجنة الوزارية المكلفة بدراسة مقترحات الرئيس عبدالمجيد تبون رئيس الجزائر لتحديث وتطوير وتعزيز الجامعة العربية.
وجرى خلالها مناقشة، أبرز مستجدات الدول العربية من تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن العربي بمفهومه الشامل، وتعزيز ومساندة الأمن المائي والغذائي لجميع الدول العربية، ومتابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي.
كما التقى الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية، في جدة اليوم، الدكتور فيصل مقداد، وزير الخارجية والمغتربين في سورية، على هامش الاجتماع الوزاري التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.
وبحث الجانبان مستجدات الأوضاع على الساحة السورية والمنطقة، وتبادل وجهات النظر حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر حيال الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الاجتماع الوزاري التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته الـ32.
ومن جانب آخر، أكد جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن أهمية القمة العربية الـ32 التي تحتضنها المملكة غدا، تكمن في الزخم الدبلوماسي للمملكة بتوجيهات ومرئيات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لبلورة أفق عربية تتميز بفاعلية وقدرة أكبر على التعامل مع التحديات الراهنة في المنطقة والعالم.
وأوضح أن التوقيت الزماني والمكاني للقمة العربية يشكل عاملا حاسما في المخرجات المرتقبة للقمة بالنظر إلى ثقل المملكة في العمل الدبلوماسي العربي، فضلا عن طبيعة الملفات المطروحة، التي تتطلب تنسيقا عربيا على مستوى عال، تبذل لأجله المملكة جهودا مشهودة على أكثر من صعيد.
وشدد البديوي، على أن النشاط الدبلوماسي المكثف الذي تشهده المملكة، يعد دلالة واضحة على المكانة المرموقة التي تحظى بها المملكة إقليميا ودوليا، وشاهدا على المصداقية التي تحظى بها في المحافل العالمية، باعتبار أن المملكة شريك استراتيجي مهم لكل الدول، وعنصر أساسي في أية معادلة إقليمية أو دولية تهدف إلى استتباب الأمن وإرساء دعائم الاستقرار.
وأعرب الأمين العام عن تطلعاته الواثقة بأن تمثل قمة جدة انطلاقة جديدة في شكل ومضمون وكثافة وسرعة العمل العربي المشترك، بما يحقق آمال الشعوب للبدء بعهد جديد يرتكز على مقومات التنسيق المشترك، للتعامل مع تحديات الأمن والاستقرار، إضافة إلى العمل العربي الجماعي، لتحقيق عناوين المرحلة التنموية التي تنشدها الشعوب العربية في كنف السلام والاستقرار بما يضمن فرص التكامل العربي، ويعزز من القدرة على كسب رهانات الأمن الغذائي ومكافحة الإرهاب والتنمية الشاملة والمستدامة المستندة إلى ما يزخر به الوطن العربي من إمكانات مادية وبشرية.

سمات

الأكثر قراءة