الصين تعزز نفوذها في آسيا الوسطى بتعاون في 5 قطاعات .. دعم ومساعدات مجانية

الصين تعزز نفوذها في آسيا الوسطى بتعاون في 5 قطاعات .. دعم ومساعدات مجانية

اتفقت الصين وخمس دول بآسيا الوسطى على توسيع تعاونها في ختام القمة، التي استمرت يومين بين الصين ودول آسيا الوسطى، في مدينة "شيان" بشرق الصين أمس.
واتفقت السلطات في بكين وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمنستان وأوزبكستان، على تعزيز التعاون الكامل في خمسة قطاعات مهمة شملت التجارة والاستثمار والصناعة، إضافة إلى الزراعة والطاقة.
واستقبل الرئيس الصيني وزعيم الحزب الشيوعي، شي جين بينج رؤساء دول آسيا الوسطى الخمسة، بمراسم رسمية وأقام مأدبة عشاء عمل مشترك البارحة الأولى.
وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، أن الزعماء اتفقوا على عقد اجتماعات مماثلة بشكل منتظم، في المستقبل، ومن المقرر عقد القمة المقبلة بين الصين وآسيا الوسطى في 2025 في كازاخستان.
كان الرئيس الصيني، قد ذكر في وقت سابق أن بلاده مستعدة لمساعدة دول آسيا الوسطى على تعزيز قدراتها الأمنية والدفاعية، أثناء اختتام قمة لزعماء دول المنطقة، ما يؤكد جهود بكين لتعزيز نفوذها هناك، فيما تثير روسيا الساعية للتوسع، قضايا أمنية جديدة.
وقال شي، خلال خطاب مهم، في افتتاح القمة بين الصين وآسيا الوسطى أن بلاده يمكن أن تساعد المنطقة في تحسين "إنفاذها للقانون" والأمن وبناء قدرات دفاعية.
ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن شي قوله إن الصين ستقدم 26 مليار يوان (3.7 مليار دولار) في صورة دعم مالي و"مساعدة مجانية" للدول.
وجمعت القمة زعماء كازاخستان وقيرغزستان وطاجيكستان وتركمنستان وأوزبكستان، لمدة يومين في مدينة "شيان" الصينية، حيث ناقشوا السبل الرامية إلى تعزيز العلاقات، في كل المجالات من الدفاع إلى التمويل والتجارة والطاقة.
وجاءت القمة فيما انضم الرئيس الأمريكي، جو بايدن إلى زعماء مجموعة السبع الآخرين، في اليابان، هذا الأسبوع لبحث إجراءات لمواجهة التهديدات الصينية على الأمن الاقتصادي العالمي، من بين أمور أخرى.
وترمز الاجتماعات المتزامنة إلى عالم متعدد الأقطاب، بشكل متزايد، فيما تحاول الصين تحدي النظام الذي تقوده أمريكا.
وفي سياق متصل، يبدو أن صراع النفوذ بين واشنطن وبكين في جزر الهادئ يجعلها تطفو على بحر الإفادة، من تنافس أكبر اقتصادين في العالم.
وعندما يزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بابوا غينيا الجديدة في المحيط الهادئ في إطار سعي واشنطن لمواجهة تنامي نفوذ بكين الاقتصادي والسياسي، سيعبر موكبه طريقا سريعا شقته الصين، وأمام محكمة شيدت مبناها، ومتاجر تبيع بضائعها ومحطات للحافلات كتبت إشاراتها بلغة الماندراين.
ويزور بلينكن بعد غد الإثنين الجزيرة لحضور قمة مع قادة دول الهادئ بدلا من جو بايدن الذي كان سيصبح أول رئيس أمريكي يزور جزيرة، دولة في هذه المنطقة، ضمن اهتمام متزايد لواشنطن في ظل تنامي الحضور الإقليمي للصين، إلا أن جولة الرئيس الأمريكي ستقتصر على اليابان وأستراليا، قبل أن يعود إلى واشنطن لمتابعة المباحثات مع الجمهوريين بشأن رفع سقف الدين.
وسيتاح لبلينكن أيضا رؤية ملصقات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في شوارع العاصمة بور موريسبي احتفاء بزيارة يقوم بها في الوقت ذاته.
تحول المحيط الهادئ، خصوصا جنوبه، إلى أحد أبرز ميادين صراع النفوذ بين الولايات المتحدة والصين، لكن هذا التنافس صب لمصلحة الجزر، خصوصا تلك الغنية بالموارد وذات الموقع الاستراتيجي مثل بابوا غينيا الجديدة.
وقال مصدر دبلوماسي غربي في بور موريسبي "مودي وبايدن (في الأسبوع ذاته)... لم يكن تخيل ذلك ممكنا، حتى قبل عام فقط، الجزر باتت حاليا صديقة للجميع".
انعكس الاهتمام المتزايد بحكومات المحيط الهادئ تدفقا في المساعدات والقروض ومشاريع البناء، وضخ عشرات ملايين الدولارات في خزائنها.
وعوضا عن الاصطفاف إلى جانب واشنطن أو بكين، لجأت أغلبية هذه الجزر إلى الترحيب بكل ضيف مع ما يحمله من فوائد اقتصادية ودبلوماسية.
ويقول رونالد ماي إن سياسيي الأستاذ في الجامعة الوطنية في أستراليا تلك البلاد سيقبلون بلا شك "دفق الفوائد عليهم من الصين، وعلى وجه الخصوص من القوى الغربية، في محاولة (من الطرفين الخصمين) لضمان النفوذ".
وخلال العام الماضي، أعلنت واشنطن تدشين سفارات جديدة في تونجا وكيريباتي وإعادة فتح بعثتها الدبلوماسية في جزر سليمان، واستضافت قمة غير مسبوقة لدول المحيط الهادئ.
كما أبرمت اتفاقات جديدة مع ميكرونيزيا وبالاو وبابوا غينيا الجديدة، علما بأن التفاهم مع الأخيرة يتيح للقوات الأمريكية حق استخدام موانئ جوية وبحرية في الجزيرة.
من جهتها، لم تبق الصين مكتوفة اليدين فقد أبرمت صفقة مع جزر سليمان بقيت تفاصيلها قيد الكتمان، وتنفذ فيها مشاريع بناء تشمل الملعب الذي سيستضيف دورة ألعاب المحيط الهادئ في العاصمة هونيارا، إضافة إلى مركز طبي ومهاجع للطلاب.
وسعت الصين العام الماضي إلى إبرام اتفاق تجاري أمني واسع النطاق مع دول المحيط الهادئ، لكن الأخيرة رفضته، فيما بدا إشارة منها إلى عدم رغبتها في الذهاب بعيدا في التعاون مع بكين.
إلا أن ذلك لم يثن حكومة الرئيس الصيني شي جينبينج عن تحقيق مبتغاها، إذ لجأت عوضا عن ذلك إلى توقيع اتفاقات ثنائية مع كيريباتي وتونجا. وتشدد بكين على أنها شريك في التنمية فقط، إلا أن هذه الاتفاقات تعزز وضعها كقوة عظمى قادرة على مساعدة المنطقة.
وحذرت واشنطن جزر الهادئ من أن الإفراط في الإفادة من قروض صينية قد يجعلها مدينة لبكين ماليا ومعنويا. ويعكس بعض سكان بور موريسبي هذا القلق، ومنهم جاموجا ستون (63 عاما).
ويقول المتقاعد من العمل في القطاع العام إن "الاستثمارات جذابة بشكل لا يمكن تجاهلها لكنها تثير شكوكنا أيضا، إذا بتنا غير قادرين على السداد، قد يأتون لمصادرة أملاكنا".
وترى الحكومات أن الفوائد الاقتصادية، التي تجنيها من صراع النفوذ على المدى القريب لن تضطرها إلى اختيار الوقوف بجانب طرف على حساب الآخر.
وعد رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوجافاري أن القلق الأسترالي من الاتفاق بين بلاده والصين مهين. ويحذر خبراء الدول الكبرى من أن سعيها إلى اكتساب نفوذ في المنطقة يتطلب منها العمل بحنكة ودراية.
وقال ماي إن الأستاذ الجامعي "الرأي الأمريكي المضمر بأن بابوا غينيا الجديدة هي دولة فاشلة، والمقاربة الدبلوماسية الصينية، التي غالبا ما تكون صارمة، والمساعدات ذات الجودة المتدنية، قد تؤتي نتائج عكسية". وتابع "العلاقة التاريخية الجيدة إجمالا والمساعدات السخية لا تضمن على الدوام كسب القلوب والعقول".

سمات

الأكثر قراءة