ربط المشاريع البيئية بمعايير التنمية «2 من 2»
يهدف الصندوق التمويلي الذي طرحه البنك الدولي إلى مساعدة الدول على إنشاء سجل من المشاريع عالية الجودة التي يمكن أن تؤدي إلى إطلاق العنان لرأس المال الخاص. وتتسم النهج المستندة إلى النتائج، مثل "صندوق توسيع نطاق العمل" والسندات المستندة إلى النواتج، بالشفافية وتتجنب ظاهرة الغسل الأخضر "لتضليل المستهلكين".
أما العنصر الثاني للعمل البيئي المؤثر فيتمثل في توسيع حجم أنشطته وعددها وقابليتها للتداول وتحقق نتائج يمكن التحقق منها على نطاق واسع مع عديد من المشاريع التي يتم تنفيذها. ويتطلب توسيع نطاق العمل توحيدا للمقاييس من أجل تحقيق القابلية للتكرار ورفع مستوى الكفاءة. وإذا أخذنا نموذج مشروع تنقية المياه في فيتنام كمثال، فإن الهدف هو أن يكون هناك 100 أو ألف مشروع مماثل لهذا المشروع. ويمكن لمبادئ الجودة والشفافية في مشاريع البنية التحتية التي تؤدي إلى إبرام عقود قياسية أن تسمح بتنويع المخاطر وإيجاد فئة قوية من أصول البنية التحتية القادرة على تحمل التغير وتعد محفظة التوسع في استخدام الطاقة الشمسية ومحافظ شبكات الطاقة الصغيرة مبادرتين ناجحتين في تحقيق الكفاءة والتأثير واسع النطاق وتوحيد المقاييس. وساعدت شراكة الاستثمار على جودة البنية التحتية مع اليابان في تعميم مبادئ شراكة الاستثمار في جودة البنية التحتية في مشاريع للبنك الدولي تقدر قيمتها بأكثر من 22 مليار دولار.
لقد استجابت مجموعة البنك الدولي للتكاليف المتزايدة للعمل بسرعة وبقوة. ومن خلال التركيز على تكامل العمل الإنمائي والحاجة إلى قياس أثرهما، وليس مجرد إطلاق تعهدات الإنفاق، فقد وضعت لعام 2021 الأساس الحيوي لعمل التغيير المطلوب لما يجري اليوم من نقاش حول الحد من التلوثات البيئية المستند إلى النتائج التي يمكن التحقق منها. ويتيح بروز المعايير وتوحيد المقاييس مسارا إلى إيجاد فئة أصول جديدة. ولم تقدم أي جهة أخرى تمويلا للعمل المناخي بالدول النامية أكثر من مجموعة البنك الدولي التي قدمت نحو 90 مليار دولار خلال الأعوام المالية الثلاثة الماضية. وقمنا بوضع التقارير القطرية عن المناخ والتنمية بوصفها دراسات تشخيصية قوية تدمج البيئة والتنمية. وقد نشرنا بالفعل تقارير عن قطاع البيئة والتنمية لعدد 25 بلدا، وهناك 20 بلدا آخر في الطريق. كما نقوم أيضا بمواءمة العمليات والتدفقات التمويلية مع اتفاق باريس، الأمر الذي يدمج اعتبارات المناخ في التمويل الذي تقدمه مجموعة البنك الدولي.
ولا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به، حيث إن اجتذاب مزيد من الموارد الميسرة من المجتمع الدولي من أجل المنافع العامة العالمية سيتطلب القيام بأنشطة على مستوى البلد الواحد وأيضا على مستوى عدة دول حيث يكون لها نتائج يمكن التحقق منها، وتبني الثقة، وتحفز توحيد المقاييس الذي يحقق أثرا قابلا للتكرار.