«السبع» .. نهج موحد مع الصين لتنويع سلاسل التوريد وتقليل الاعتماد على دولة واحدة
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى اتفقت على نهج موحد لاتباعه مع الصين يدعو إلى تنويع سلاسل التوريد لتقليل الاعتماد على دولة واحدة وألمح إلى أنه يمكن أن يتحدث مع الرئيس الصيني قريبا.
وبحسب "رويترز"، قال بايدن في مؤتمر صحافي: "لا نسعى إلى الانفصال عن الصين. نسعى إلى تحييد المخاطر وتنويع علاقتنا مع الصين"، مضيفا أن دول مجموعة السبع صارت متحدة أكثر من أي وقت مضى في "مقاومة الضغوط الاقتصادية معا والتصدي للممارسات الضارة".
لكن الرئيس الأمريكي ذكر في تعليقات عقب اختتام قمة استمرت ثلاثة أيام لزعماء مجموعة السبع إنه يتوقع تحسنا في العلاقات الفاترة مع الصين "قريبا جدا" بعد توتر في وقت سابق من هذا العام، بسبب إسقاط الولايات المتحدة منطادا صينيا حلق فوق مواقع عسكرية حساسة.
وقال بايدن: "يجب أن يكون لدينا خط ساخن مفتوح". وأضاف أنه اتفق مع الرئيس الصيني شي جين بينج خلال قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا العام الماضي على إبقاء قنوات اتصالات مفتوحة، لكن كل شيء تغير بعد "هذا المنطاد السخيف الذي كان يحمل ما يعادل سيارتي شحن من معدات التجسس".
وأشار بايدن إلى احتمال حدوث تحول في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين قريبا، في تكرار لمضمون ما قاله للصحافيين قبل مغادرته لبلاده.
وقال بايدن: "فيما يتعلق بالتحدث معهم (الصينيين)، أعتقد أنكم ستشهدون هذا التحسن في القريب العاجل".
وفيما يتعلق بالتوتر بين الصين وتايوان، قال بايدن: إن هناك تفاهما واضحا بين معظم الحلفاء على أنه إذا اتخذت الصين خطوة أحادية الجانب ضد تايوان فسيكون هناك رد.
وقال: "لن نخبر الصين بما قد يمكنها فعله .. لكن في تلك الأثناء سنضع تايوان في موقف يمكنها فيه الدفاع عن نفسها".
وأعاد بايدن التأكيد على أن الولايات المتحدة وحلفاءها في مجموعة السبع لن تنفذ صفقات تجارية في مواد تمكن الصين من صنع أسلحة دمار شامل، لكنه أشار إلى أن ذلك "ليس تصرفا معاديا".
وقال إنه لن يبحث تخفيف القيود المفروضة على الصين فيما يتعلق بتلك المواد، لكن هناك مفاوضات بشأن تخفيف عقوبات مفروضة على الجنرال لي شانج فو، وزير الدفاع الصيني الجديد الذي تولى المنصب في آذار (مارس).
وأثار قرار واشنطن في شباط (فبراير) إسقاط منطاد اشتبهت في أنه لأغراض تجسس حلق فوق الولايات المتحدة، خلافا دبلوماسيا بين أكبر اقتصادين في العالم.
وألغيت زيارة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن لبكين التي عدت أنها فرصة لتحسين العلاقات، بسبب ما حصل.
وأثارت إدارة بايدن غضب الصين أيضا بعد استهدافها تجارة الرقائق الإلكترونية متذرعة بإمكان استخدامها لأغراض عسكرية.
ودافع بايدن عن تلك الإجراءات أمس، وذلك في اليوم التالي من تحذير مجموعة السبع للصين بشأن "نشاطاتها العسكرية" في المنطقة.
وقال بايدن: "إنها تبني جيشها، ولذلك أوضحت أنني لست مستعدا للتجارة بمواد معينة مع الصين".
من جهته، قال ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني أمس، بعد قمة مجموعة السبع: إن الصين تشكل أكبر التحديات التي تواجه الأمن والازدهار في العالم، لكن ينبغي للاقتصادات الرائدة الأخرى ألا تسعى إلى الانفصال الكامل عنها.
وقال سوناك للصحافيين عقب قمة مجموعة السبع التي عقدت في مدينة هيروشيما في اليابان: "الصين تشكل التحدي الأكبر في عصرنا للأمن والازدهار العالميين".
وأضاف أن بريطانيا ودول مجموعة السبع الأخرى ستتبع نهجا مشتركا للحد من التحديات التي تشكلها الصين.
وقال: "الأمر برمته يتعلق بالحد من المخاطر، وليس الانفصال. نتخذ مع مجموعة السبع خطوات لمنع الصين من استخدام الإكراه الاقتصادي للتدخل في الشؤون السيادية للآخرين".
وأضاف أن توجه الدول هو "الابتعاد عن خطورة تصعيد" الوضع بدلا من "الانفصال وقطع العلاقات مع الصين، في ظل سعيها لتعزيز سلاسل الإمداد والتغلب على الإجبار الاقتصادي".
من جانبها انتقدت وزارة الخارجية الروسية أمس، قمة مجموعة السبع ووصفتها بأنها حدث "مسيس" يصدر بيانات معادية لروسيا والصين واتهمتها بتقويض الاستقرار العالمي.
وجاء الانتقاد الروسي بعد أن قال زعماء أغنى الديمقراطيات في العالم إنهم لن يتراجعوا عن دعم أوكرانيا، في تحذير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد إعلان سيطرة بلاده على مدينة باخموت الشرقية، وهو ما نفته كييف.
وقالت الوزارة في بيان نشر على تيليجرام: إن مجموعة السبع "انحدرت لمستوى لا رجعة عنه"، وإن القمة أصبحت "حاضنة لمبادرات مدمرة تقوض الاستقرار العالمي تحت قيادة الأنجلو ساكسون".
واتهم البيان مجموعة السبع بإثارة حالة من "الهستيريا" المعادية لروسيا والصين.
واتهمت الخارجية الروسية في البيان مجموعة السبع بأنها "تغازل" الدول غير الغربية في محاولة لإحباط تطوير علاقاتها مع موسكو وبكين.
وقالت إنها مقتنعة رغم ذلك بأن القمة عجزت عن التعبير عن مصالح منطقة آسيا والمحيط الهادئ وجنوب آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.