أستراليا تسعى لكسب الهند تجاريا في مواجهة النفوذ الصيني
رحبت أستراليا أمس، بحماس وحرارة بناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي الذي يجري زيارة تركز كانبيرا فيها على التجارة.
وبحسب "الفرنسية" خاطب مودي في تجمع أشبه بالتجمعات الانتخابية حشدا من 12 ألف مناصر له في ملعب في سيدني بحضور أنتوني ألبانيزي رئيس الوزراء الأسترالي.
وتسعى الحكومة الأسترالية لكسب الهند تجاريا وشريكا قويا قادرا على مواجهة النفوذ الصيني العسكري والدبلوماسي والاقتصادي المتزايد في منطقة الهادئ.
على وقع هتاف "مودي! مودي! مودي!"، قدم ألبانيزي مودي على أنه "صديق عزيز" أمام حشد من الهنود الأستراليين، فيما أشاد مودي به لجعل أستراليا "أقوى وأكثر شمولا".
وقال ألبانيزي: "آخر مرة رأيت فيها شخصا على هذه المنصة كان (المغني) بروس سبرينجستين هنا، ولم يلق الترحيب الذي لقيه رئيس الوزراء مودي" أمس.
وأضاف، مع ابتسامة عريضة على وجهه: "رئيس الوزراء مودي هو الزعيم!"، متفاخرا بأن الرجلين التقيا ست مرات خلال العام الماضي.
يعد حضور ألبانيزي تعبيرا شخصيا غير مألوف عن الدعم لمودي، وهو زعيم قومي يسعى لإعادة انتخابه العام المقبل.
رد مودي على إشادة ألبانيزي به، وأشار إلى قائمة طويلة من الاهتمامات التي تجمع الدولتين، مثل الكريكيت والكاري واليوغا وبرنامج "ماسترشيف" التلفزيوني للطبخ. وقال: "أهم أساس لعلاقاتنا هو الثقة المتبادلة والاحترام المتبادل".
بدأ مودي الإثنين أول زيارة له إلى أستراليا منذ عام 2014، عندما وصل إلى السلطة.
وخلال العقد الأخير، كان أداء الهند الاقتصادي مختلطا، إذ ارتكبت البلاد أخطاء أثرت سلبا على النمو رغم أن مئات ملايين السكان انتشلوا من الفقر.
واليوم، باتت ثاني اقتصادات مجموعة العشرين من جهة سرعة النمو، وسوقا يقدر بتريليونات الدولارات.
بالنسبة لكل من مودي وألبانيزي، تقدم الجالية الهندية، التي تضم 673 ألف شخص في أستراليا، حيث يعيش 26 مليون شخص، أعدادا كبيرة من الأصوات ومجموعة منوعة من التبرعات للحملات الانتخابية، وفق أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جريفيث في مدينة بريسبان إيان هول.
وقال هول: "ما رأيناه في هذا الظهور المشترك في سيدني هو مزج للسياسات الداخلية والخارجية لأستراليا والهند".
وأضاف: "يبحث كلاهما عن التمويل والدعم، مع التركيز على الشتات الهندي، ويستخدمان الشراكة الثنائية كوسيلة ضغط تقريبا".
ويدرس نحو 90 ألف طالب هندي في جامعات أسترالية.