مخاوف نقص الإمدادات تحفز صعود النفط مع تراجع المخزونات الأمريكية

مخاوف نقص الإمدادات تحفز صعود النفط مع تراجع المخزونات الأمريكية
تخفيضات أوبك + ستقضي في النهاية على الفائض الذي تراكم في أسواق النفط العالمية في بداية العام.

استمرت المخاوف من نقص الإمدادات النفطية في تحفيز صعود أسعار النفط، خاصة مع تراجع مخزونات الأمريكية، إذ حققت التعاملات منذ بداية الأسبوع وتيرة متتالية من المكاسب رغم القوة الواسعة للدولار.
ويقول لـ «الاقتصادية» محللون نفطيون، إن استمرار تأثر السوق بتداعيات حرائق الغابات الأخيرة التي اجتاحت كندا خلال الأسبوع الماضي التي تعد أسوأ بداية لموسم حرائق على الإطلاق، يدعم المخاوف المتعلقة بالإنتاج والعرض من كندا على المدى القصير، ما يوفر مزيدا من الدعم لأسعار خامي غرب تكساس الوسيط وبرنت.
وفي هذا الاطار، يرى مارتن جراف مدير شركة إنرجي شتايرمارك النمساوية للطاقة، أن فكرة إضافة خفض جديد لإنتاج النفط الخام من جانب تحالف "أوبك+" قد تكون مرجحة بشكل كبير في المرحلة الراهنة في ضوء استمرار عدد من العوامل الكابحة لمكاسب النفط، وفي مقدمتها فشل المفاوضات الجارية بشأن سقف الديون الأمريكية حتى الآن في التوصل إلى أي شكل من أشكال الاتفاق مع اقتراب الموعد النهائي في أول يونيو المقبل.
وأضاف أنه حتى الآن ومنذ بداية الأسبوع نجد أن مكاسب النفط الخام مستمرة، ويعود ذلك إلى تقديرات لسحب كبير للمخزونات الأمريكية، ما قد يرسل مخزونات البنزين الأمريكية إلى أدنى مستوى منذ 2014، لافتا إلى أن الدولار الأمريكي هو المستفيد الأكبر حتى الآن، وكلما طال أمد هذا الأمر هناك احتمالية نمو أقوى للدولار، ما قد يعوق ارتفاع أسعار النفط.
ويقول سلطان كورالي المحلل الألباني ومختص شؤون الطاقة والمصارف، إن عدم اليقين يسيطر على السوق النفطية، حيث لا تزال الولايات المتحدة عالقة بشأن المفاوضات بخصوص رفع سقف الديون، وهو الأمر الذي أثر سلبا، وعلى نحو كبير، في معنويات السوق في الأسابيع الأخيرة.
وأشار إلى أهمية وتأثير التحذيرات الموجهة للتجار من بيع عقود النفط الآجلة على المكشوف وذلك قبل أقل من أسبوعين من اجتماع لجنة "أوبك+" الوزارية المشتركة لمراجعة سياسة الإنتاج في الرابع من يونيو المقبل التي يتابعها السوق بشدة ويترقب إجراء تعديلات جديدة في مستويات الإنتاج تضيف إلى الخفض القياسي المطبق حاليا بمشاركة 23 منتجا في "أوبك" وخارجها.
من ناحيته، قال جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتياـ إن "أوبك+" كما عودتنا ستدرس وضع السوق في الاجتماع الوزاري المقبل وستبحث أفضل القرارات المناسبة كسياسة إنتاجية في ظل الظروف الراهنة المليئة بمخاوف الركود والتباطؤ وفي ظل تقديرات متضاربة لوضع الطلب العالمي على النفط الخام، خاصة في الصين. وأوضح أن بنك "ستاندرد تشارترد" يرى أن هناك احتمالا كبيرا بأن تعلن "أوبك+" جولة جديدة من تخفيضات الإنتاج عندما تجتمع في الرابع من يونيو المقبل، كما يقدر البنك أن تخفيضات "أوبك+" ستقضي في النهاية على الفائض الذي تراكم في أسواق النفط العالمية في بداية العام.
بدورها، تقول ليندا تسيلينا مدير المركز المالي العالمي المستدام، إن جهودا حثيثة تبذل من "أوبك+" لضبط سوق النفط الخام، مشيرة إلى أن السعودية جددت تصميمها على عدم إعطاء المضاربين مطلق الحرية وهو ما قد يعني للمعنيين بالسوق النفطية، أن هناك احتمالا كبيرا أن تعلن "أوبك+" جولة جديدة من تخفيضات الإنتاج في الاجتماع الوزاري مطلع الشهر المقبل.
ونوهت إلى أنه لا تزال أسواق النفط الفعلية في حالة جيدة نسبيا حيث أدى الطلب القوي على الوقود إلى زيادة الأسعار مع توافر نظرة إيجابية للطلب عموما، حيث إن أكبر التنقيحات الصعودية جاءت من الهيئات التي رجحت الهبوط وتبنت رؤى سلبية في السابق مثل إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، بينما الهيئات الأكثر تفاؤلا بما في ذلك وكالة الطاقة الدولية و"أوبك" لم تغير تقديراتها بشكل كبير.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط الخام بأكثر من 1 في المائة، خلال تعاملات أمس، لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثالثة على التوالي بعد أن أظهرت بيانات تراجع مخزونات النفط والوقود الأمريكية. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 88 سنتا أو 1.2 في المائة إلى 77.72 دولار للبرميل بحلول الساعة 08:37 بتوقيت جرينتش، فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 98 سنتا أو 1.3 في المائة إلى 73.89 دولار للبرميل.
ونقلت مصادر من السوق عن معهد البترول الأمريكي أن مخزونات الخام تراجعت بنحو 6.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 19 مايو، وهبطت مخزونات البنزين بنحو 6.4 مليون برميل.
وإذا تأكد هذا في بيانات تصدرها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس، فإن ذلك سيعني أن مخزونات البنزين في الولايات المتحدة انخفضت للأسبوع الثالث على التوالي إلى أدنى مستوياتها في هذه الفترة من العام منذ 2014. من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 75.96 دولار للبرميل، الثلاثاء، مقابل 75.24 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما إنتاج الدول الأعضاء حقق أول ارتفاع عقب انخفاضات سابقة وإن السلة كسبت أقل من دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 75.22 دولار للبرميل.

سمات

الأكثر قراءة