شركات الطيران تحذر: تكلفة الوقود الحيوي يتحملها المسافرون
حذر رئيس شركة بوينج من أن أنواع الوقود الحيوي الجديدة الصديقة للمناخ لن تصل إلى مستوى سعر وقود الطائرات على الإطلاق، ما قلل الحماس فيما يتعلق بركيزة أساسية في استراتيجية قطاع الطيران لخفض الانبعاثات.
تقول شركات الطيران "إن الوقود المستدام ـ المصنوع من نفايات الطعام كزيت الطهي والنباتات - يمكن أن يؤدي إلى إزالة الكربون بسرعة عن طريق الحلول محل المحروقات من نوع الكاز، مثل جت إيه المستخدم في الطائرات اليوم. لكن الوقود المستدام يمثل حاليا أقل من 1 في المائة من استهلاك الطيران العالمي ويتم تداوله بما لا يقل عن ضعف سعر وقود الطائرات التقليدي".
قال ديف كالهون، الرئيس التنفيذي لشركة بوينج "سنلتزم بالنمو ونصبح اقتصاديين (لكن) لا أعتقد أننا سنصل إلى سعر جت إيه. لا أعتقد أن هذا سيحدث على الإطلاق".
التعليقات الواردة من كالهون تعكس مخاوف أثيرت بشكل خاص في القطاع حول الصعوبات -والنفقات- التي تنطوي عليها إزالة الكربون عن صناعة السفر الجوي.
قال روبرت كامبل، رئيس أبحاث تحول الطاقة في "إنرجي أسبكتس"، في إشارة إلى تعليقات كالهون "إنه يقول ما هو مخفي. لا توجد طرق رخيصة لعمل الوقود المستدام، لو كانت هناك طرق لكنا قد انتهجناها بالفعل".
الإعفاءات الضريبية لإنتاج الوقود المستدام للطيران في الولايات المتحدة كانت من بين الإعانات الهائلة للطاقة النظيفة الواردة في قانون خفض التضخم الشامل لإدارة بايدن، الذي تم إقراره العام الماضي.
على الجانب الآخر من الأطلسي، فرض الاتحاد الأوروبي على المطارات استخدام كميات متزايدة من الوقود المستدام لتزويد الطائرات في أوروبا بالوقود، بينما حدد الاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا"، وهو مجموعة تجارية تضم أكبر شركات الطيران في العالم، في عام 2021 هدفا يتمثل في تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. وسيشكل الوقود المستدام 65 في المائة من خفض الانبعاثات الكربونية، بحسب "أياتا".
ويلي وولش، الرئيس التنفيذي السابق لشركة الخطوط الجوية البريطانية الذي يدير "أياتا" حالا، أشار إلى أن هذه الخطوة ستكون مكلفة. قال في مؤتمر "فاينانشيال تايمز" الأسبوع الماضي "هذا الأمر قابل للتحقيق، لكن أي شخص يقول إن تكاليف الانتقال إلى انبعاثات صفرية ستكون منخفضة أو غير ملحوظة أخشى أنه يخدع نفسه".
وأضاف "سيتعين على الركاب دفع أجرة أعلى. ينبغي لنا أن نكون صريحين مع عملائنا. شركات الطيران ليست في وضع مالي يسمح لها بتحمل هذه التكلفة، لذا في نهاية المطاف سيتعين عليها نقلها إلى المستهلكين".
أغلق سعر وقود الطائرات المستدام في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عند 6.83 دولار للجالون، في حين إن سعر جالون وقود الطائرات يبلغ 2.34 دولار، وفقا لشركة أرجوس ميديا لتزويد بيانات الطاقة.
التكاليف المرتبطة بالتحول إلى استخدام الوقود المستدام للطيران بنسبة 100 في المائة، تتضمن تكييف البنية التحتية الموجودة للتزويد بالوقود -في المطارات والطائرات- للتعامل مع الوقود المستدام، الذي يفتقر إلى "المواد العطرية" الموجودة في الهيدروكربونات التي تساعد على سد الأنابيب ومنع التسرب منها.
تقول "بوينج" ومنافستها "إيرباص"، "إنهما ستجعلان طائراتهما قادرة على التعامل مع الوقود المستدام بنسبة 100 في المائة بحلول عام 2030، مقارنة بـ50 في المائة في الوقت الحالي". وتطرح شركة بوينج أداة نمذجة جديدة، هي كاسكيد، لمساعدة شركات الطيران وصانعي السياسات على تقييم طرق إزالة الكربون.
حذر منتقدو الوقود المستدام أيضا من أن زيادة الطلب على الوقود ستفضي إلى استنفاد مادة اللقيم من الدهون الغذائية بسرعة، ما يوجد طلبا جديدا على المحاصيل الزراعية، أو يهدد الغابات، أو يولد حافزا لزراعة مواد اللقيم على الأرض اللازمة لتوفير الغذاء.
تقول إدارة بايدن، التي وضعت أمام الصناعة تحديا كبيرا يتمثل في إنتاج ثلاثة مليارات جالون سنويا من الوقود المستدام للطيران بحلول عام 2030، ارتفاعا من أقل من 16 مليونا الآن، "إن اللقيم سيأتي من النفايات الزراعية المنتجة، إلى جانب الذرة وفول الصويا، والكتلة الحيوية الخشبية في الولايات الغربية".
لكن محللين يقولون "إلى أن يتم ضمان الطلب طويل الأجل على الوقود، سيحجم المستثمرون عن ضخ رأس المال في طاقة إنتاجية جديدة للوقود المستدام للطيران، ما يترك تكاليف المنتجات المتخصصة مرتفعة".
توم فيلساك، وزير الزراعة الأمريكي، قال "إن الإعفاءات الضريبية في قانون خفض التضخم ستساعد الصناعة في التغلب على عقبة الاستثمار، على الرغم من أن التكافؤ في الأسعار مع وقود الطائرات لن يتحقق قريبا".
أبلغ فيلساك "فاينانشيال تايمز" الأسبوع الماضي، بقوله "في البداية ستحصل الصناعة على دعم ومساعدة من الحكومة (...) لمعرفة أوجه الكفاءة التي يجب أن تدخل في خفض هذا السعر في النهاية".