تقلبات متلاحقة لأسعار النفط بفعل مخاوف الاقتصاد العالمي

تقلبات متلاحقة لأسعار النفط بفعل مخاوف الاقتصاد العالمي
الصين ستظل كلمة السر في انتعاش الطلب العالمي للنفط

استمرت تقلبات أسعار النفط الخام المتلاحقة، حيث ارتفعت الإثنين بينما تراجعت أمس، بفعل المخاوف الاقتصادية العالمية.
وعزز الاتجاه الهبوطي لأسعار النفط الخام بيانات التصنيع الأمريكية والصينية التي جاءت مخيبة للآمال حتى الآن هذا العام، على الرغم من أن موسم القيادة لديه القدرة على تعزيز توقعات الطلب على النفط.
وقال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون إن القلق يسود السوق النفطية بسبب حالة الاقتصاد العالمي ومخاوف الركود، موضحين أن تطور الأسعار على المدى الطويل سيتوقف على معنويات الاقتصاد الكلي والتمديد المحتمل لخفض الإنتاج الطوعي في "أوبك +".
وأكد سيفين شيميل مدير شركة "في جي أندستري" الألمانية، أن العوامل الإيجابية الداعمة لأسعار النفط الخام ما زالت قوية في السوق، خاصة أن الاقتصاد الأمريكي على وشك أن يظهر موسم سفر صيفيا قويا للغاية، ما يعني أن الطلب على البنزين ووقود الطائرات سيكون راسخا ومبشرا، إضافة إلى تأثير قرار "أوبك +" بخفض الإنتاج.
وذكر أن أبرز العوامل الكابحة لمكاسب النفط تتمثل في مخاوف التباطؤ الاقتصادي، لافتا إلى أنه وفقا لبيانات قطاع التصنيع الأمريكي كانت الصناعة تتقلص لمدة سبعة أشهر متتالية وهو ما يعكس حدوث الركود وقد أدى ذلك بدوره إلى تقليل الطلب على الوقود وعزز الشعور الهبوطي بين تجار النفط.
من ناحيته، قال روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات، إن الصين ستظل كلمة السر في انتعاش الطلب العالمي، مبينا أنه على الرغم من البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال من الصين التي أدت إلى انخفاض معنويات سوق النفط في الأسابيع الأخيرة لم يقم أحد بإجراء أي تنقيحات جوهرية بالهبوط لتوقعاتهم بشأن نمو طلب الصين على النفط.
ورجح أنه في ضوء التعافي الصيني المخيب للآمال يمكن للدولة الصينية أن تختار حوافز مالية إضافية وتيسير السياسة لإعادة النمو الاقتصادي إلى المسار المستهدف، حيث من المتوقع أن تمثل الصين أكثر من مليون برميل يوميا من نمو الطلب العالمي على النفط البالغ 1.9 مليون برميل يوميا هذا العام.
من جانبه، أوضح ماركوس كروج كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، أن مجموعة "أوبك +" تواصل مفاجأة المضاربين في مسعى لتعزيز التوازن والاستقرار في السوق النفطية ولذا تعتزم السعودية تنفيذ خفض طوعي آخر للإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا في تموز (يوليو)، مبينا أن المملكة تمكنت من قيادة مجموعة المنتجين بكفاءة والحفاظ على وحدة العمل الجماعي، حيث احتوت عدم رضا البعض عن تمديد التخفيضات الحالية حتى 2024.
وذكر أنه مما لا شك فيه أنه ستكون هناك زيادة في الطلب في 2023 حتى لو كانت الزيادة المتوقعة في الطلب بمقدار 800 ألف برميل يوميا من الصين أقل من التوقعات المسبقة في السوق النفطية.
بدورها، قالت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة "أجركرافت" الدولية، إن "أوبك +" تدرك حجم التحديات الواسعة التي تواجه السوق ولذا لجأت إلى قرارات حذرة، حيث قررت عدم تنفيذ تخفيضات إنتاج رسمية إضافية هذا العام واختارت بدلا من ذلك تحديد إنتاج مستهدف أقل لـ2024 وذلك عقب مناقشات مطولة بين الدول الأعضاء.
وأشارت إلى أهمية الموقف السعودي لضبط المعروض النفطي وتحقيق التوافق بين المنتجين، حيث أعلنت السعودية عن خفض طوعي إضافي في يوليو يمكن تمديده وذلك للمساعدة في دعم أسعار النفط بعد انخفاض النفط الخام بنسبة 16 في المائة في الأسابيع السبعة الماضية إلى أدنى مستوى له في 18 شهرا.
وفيما يخص الأسعار، تراجع النفط أمس لتتخلى عن معظم المكاسب التي حققتها الجلسة الماضية.
وبحسب "رويترز"، تراجعت العقود الآجلة لمزيج برنت 23 سنتا أو 0.3 في المائة إلى 76.48 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس. وخسر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 25 سنتا أو 0.4 في المائة ليسجل 71.90 دولار للبرميل.
وكان برنت قد ارتفع 2.6 دولار الإثنين بينما زاد الخام الأمريكي 3.3 دولار.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 77.09 دولار للبرميل الإثنين مقابل 73.33 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق ثاني ارتفاع على التوالي وأن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 75.19 دولار للبرميل.

سمات

الأكثر قراءة