بوتين: تدمير سد كاخوفكا جريمة حرب تفاقم الصراع

بوتين: تدمير سد كاخوفكا جريمة حرب تفاقم الصراع

اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا أمس، بتدمير سد كاخوفكا بناء على اقتراح من الغرب، ووصف ذلك بأنه جريمة حرب "همجية" أدت إلى تصعيد الصراع مع موسكو.
وانهار سد كاخوفكا الضخم، الذي يعود إنشاؤه إلى الحقبة السوفيتية وتسيطر عليه روسيا حاليا، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، ما أدى إلى أن تغمر المياه مساحات شاسعة من ساحات القتال في جنوب أوكرانيا.
واتهمت أوكرانيا روسيا بتفجير السد. وقالت موسكو إن أوكرانيا خربت السد لتقليص إمدادات المياه لشبه جزيرة القرم وصرف الانتباه عن هجوم مضاد متعثر.
ونقل الكرملين عن بوتين قوله "إن سلطات كييف، بناء على اقتراح من الأوصياء الغربيين، ما زالت تراهن بشكل خطير على تصعيد الأعمال العدائية وارتكاب جرائم حرب واستخدام أساليب إرهابية علانية وتنظيم أعمال تخريبية على أراض روسية".
وأضاف "من الأمثلة الواضحة على ذلك العمل الهمجي لتدمير محطة كاخوفسكايا لتوليد الطاقة الكهرومائية في منطقة خيرسون ما أدى إلى كارثة بيئية وإنسانية على نطاف واسع".
وأوضح الكرملين أن بوتين أدلى بهذه التصريحات في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
بدوره، قال جيمس كليفرلي وزير الخارجية البريطاني، إن بلاده لن تردع بـ"التهديدات" الصادرة من روسيا حول تسليم أسلحة غربية إلى أوكرانيا، مع توقع مزيد من الخطابات "الحادة" من الكرملين.
وأضاف كليفرلي على هامش اجتماع لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي في باريس "اتخذنا قرارا واعيا بأنه لا يمكننا السماح بأن يردعنا خطاب التصعيد أو التهديدات من فلاديمير بوتين أو من الكرملين عن القيام بالأمر الصحيح".
وتابع "فيما يقترب الأوكرانيون من تحقيق النجاح ومن النصر، سيكون هناك مزيد من الخطابات الحادة من الكرملين".
ويتواصل إجلاء المدنيين من مناطق اجتاحتها المياه في جنوب أوكرانيا بعد تدمير سد كاخوفكا جزئيا وسط مخاوف من كارثة إنسانية وبيئة تتبادل كييف وموسكو الاتهامات بالتسبب بها.
إلى ذلك، اتهمت روسيا أوكرانيا بتفجير خط أنابيب يربط بين مدينتي تولياتي الروسية وأوديسا الأوكرانية، وهو خط رئيس لتصدير الأمونيا والأسمدة توقف نشاطه منذ شباط (فبراير) 2022 لكن موسكو تأمل في إعادة تشغيله.
في مدينة خيرسون التي استعادها الأوكرانيون في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وتقع على بعد 70 كيلومترا في اتجاه مجرى النهر من سد كاخوفكا، لا تزال عمليات الإجلاء جارية تحت ضغط المياه من النهر القريب.
وتقول ناتاليا كورج (68 عاما) وهي من سكان المدينة، إنها اضطرت للسباحة لتغادر منزلها. وتضيف "كل أغراضي تحت الماء. ثلاجتي تطفو.. كل شيء. تعودنا على القصف المدفعي، لكن الكارثة الطبيعية كابوس حقيقي. لم أتوقع ذلك".
وأظهرت صور أقمار اصطناعية نشرتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" بوضوح شديد نطاق الفيضان في المناطق القريبة من ضفاف نهر دنيبر.
ودان حلفاء أوكرانيا الغربيون العمل الذي يهدد حياة المدنيين في منطقة متضررة أصلا من القتال الدائر.
وعبرت الصين الشريك الرئيس لروسيا عن "قلقها العميق" بشأن "التأثير البشري والاقتصادي والبيئي".
في الأثناء، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اتصالين هاتفيين مع نظيريه الروسي والأوكراني إلى إنشاء لجنة تحقيق في الحادث "بمشاركة خبراء من طرفي النزاع والأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بما في ذلك تركيا"، وفق ما أوردت الرئاسة التركية.
وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن خشيته من حدوث "أضرار بيئية جسيمة" ولا سيما وأن "آلاف الحيوانات محاصرة في الفيضانات". وقالت كييف إن أكثر من 150 طنا من زيت المحركات تسربت في النهر وستسبب أضرارا في آلاف الهكتارات من الأراضي الصالحة للزراعة.
وقالت وزارة الزراعة الأوكرانية إنها سجلت نفوق أسماك في المنطقة، وتوقعت أيضا نقصا في المياه لري المحاصيل مع نضوب خزان كاخوفكا.
ونبهت منظمة "إيكاكشن" الأوكرانية غير الحكومية من أن الغطاء النباتي قرب السد "سيموت بسبب التفريغ، بينما ستغرق المناطق الواقعة أسفل مجرى النهر، بما في ذلك السهوب والغابات".
أثار تدمير هذا السد المبني في الخمسينيات مخاوف جديدة بشأن محطة زابوريجيا للطاقة النووية الخاضعة للسيطرة الروسية التي تقع على بعد 150 كيلومترا ويتم تبريدها بمياه من السد.
لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت إنه لا يوجد "خطر نووي مباشر".
أما الانفجار الذي دمر، بحسب موسكو، خط أنابيب الأمونيا قرب قرية ماسيوتوفكا الصغيرة التي تسيطر عليها القوات الروسية في منطقة خاركيف (شمال شرق)، فقد أصاب بنية تحتية "ضرورية لضمان الأمن الغذائي في العالم"، وفق ما قالت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا.
يربط خط الأنابيب مدينة تولياتي الروسية على ضفاف نهر الفولغا بمدينة أوديسا الأوكرانية على البحر الأسود، وكان يتيح لروسيا تصدير أكثر من 2.5 مليون طن من الأمونيا - وهي مكون رئيس للأسمدة المعدنية - في اتجاه الاتحاد الأوروبي خصوصا. وجرى تعليق نشاط الخط مع بدء الحرب وتطالب موسكو باستئنافه.

سمات

الأكثر قراءة