إعلام يليق بالاستثمار الضخم

مع دخول صندوق الاستثمارات العامة في القطاع الرياضي وسيطرته على ملكية الأندية الأربعة الكبار في كرة القدم، يفترض أن لديه استراتيجية إعلامية داخلية وأخرى خارجية، والإعلام هو رأس حربة القوة الناعمة كما هو معروف، والملاحظ أن أغلب "الأخبار" سواء عن صفقات الأندية مع اللاعبين الأجانب أو المدربين تصدر من حسابات وسائل إعلام خارجية، ومن المؤكد أن أغلبها شائعات، لكن عدم وجود متحدث رسمي أو أخبار رسمية موثوقة أخلى الساحة لتصدر هذه الحسابات والوسائل الإعلامية الأجنبية، وتحولها إلى مركز قوة إعلامية مؤثرة حتى محليا عن طريق النقل، وأصبح "الحراج" على اللاعبين الأجانب هو الطلب "المزعوم" في سوق الرياضة السعودية، وصار بإمكان أي وكيل أو وسيط أن يجند حسابات لرفع أسهم وأرقام مالية للاعبين يعنيهم أمرهم أو لهم مصلحة في التعاقد معهم عن طريق تكثيف الشائعات، لوضع الاسم على الشاشة أو الرادار كما يقولون.
الإمساك مبكرا بهذا المفصل مهم ولا أتوقع أن يكون بعيدا عن اهتمام المعنيين بإدارة استثمار الرياضة في صندوق الاستثمارات العامة، لكن المبادرة في ترتيب هذا المشهد الإعلامي الرياضي في غاية الأهمية.
دخول الصندوق أيضا يجعلنا نتفاءل بترتيبات للأجزاء الأخرى من المشهد الرياضي المحلي، من تطوير النقل التلفزيوني للمباريات بكل تفاصيله الفنية من تعليق وإخراج وتحليل إلى استثمار هذه القنوات في برامج تتابع التطورات الكبيرة التي تحدث بشكل احترافي، على سبيل المثال إخباريا قنوات الرياضة المحلية ضعيفة في المتابعة ومتقطعة في الحضور ولا ترتقي إلى مستويات الحدث، يضاف إلى ما سبق ضرورة العمل على جعل حضور المباريات جاذبا للجمهور.
خارج الملاعب بتحسين الطرق ومواقف السيارات وتوفير نقل ترددي يسهل الوصول والخروج للجماهير وداخل الملاعب بترقية إدارات الملاعب ومكافحة التشوه الصوتي، فالصخب ورفع أصوات الموسيقى ومكبرات الصوت أصبح مع الأسف سمة للمباريات المهمة وما هكذا يكون الجذب.
بقي شأن أخير ومهم للغاية، خاصة مع حضور كوادر إدارية من صندوق الاستثمارات والتي ستكون في اختبار قدرات، وهو أن يصبح التعاقد مع لاعبين أجانب مصابين أو لا تستحق مستوياتهم الفنية ما يدفع لهم من أموال من حكايات الماضي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي