الحركة الفنية للأسواق العالمية والمحلية
تنتظر الأسواق ما سيقرره "الفيدرالي الأمريكي" من إبقاء الفائدة أو رفعها بربع نقطة، خلال اجتماعه هذا الأسبوع. وتشير أداة متابعة الفائدة الفيدرالية FedWatch، إلى أن النسبة الأكبر من المستثمرين تتوقع أن يقرر "الفيدرالي" الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير، حيث وصلت نسبة التوقعات عبر الأداة إلى 97 في المائة لمصلحة الإبقاء، مقابل 3 في المائة لمصلحة الرفع. ويدعم التوقعات بالإبقاء، البيانات الصادرة الثلاثاء الماضي، عن الولايات المتحدة، حيث تباطأ مؤشر أسعار المستهلك خلال أيار (مايو) الماضي، بما يفوق توقعات الأسواق، ليسجل 4 في المائة، في الوقت الذي كانت فيه التوقعات تشير إلى تسجيله 4.1 في المائة، بعدما بلغت القراءة السابقة لنيسان (أبريل) 4.9 في المائة، خاصة بعد أن أكدت بيانات التضخم تراجعها أيضا متوافقة مع توقعات الأسواق، حيث تراجع التضخم في مايو الماضي إلى 5.3 في المائة انخفاضا عن الشهر الذي قبله. ويلاحظ رغم تراجعات التضخم الأخيرة إلا أنها تعاني بطئا في الحركة، ما يعني أن "الفيدرالي" ربما يلجأ مستقبلا إلى رفع الفائدة أو الإبقاء عليها مرتفعة لفترة طويلة من الوقت حتى يعود التضخم إلى النسبة التي يستهدفها عند 2 في المائة، وإن كانت شبه مستحيلة دون الدخول في حالة من الركود العنيف، الذي لا يزال الحديث عنه مسيطرا على المستثمرين، خاصة بعد الآثار التي تسبب فيها رفع "الفيدرالي" للفائدة، الذي استمر 15 شهرا بزيادة أكثر من 20 ضعفا عما كانت عليه مطلع العام الماضي.
ومن تلك الآثار انهيار ثلاثة بنوك أمريكية، علاوة على ارتفاع طلبات الإفلاس من بعض الشركات 120 في المائة عن العام الماضي، وتراجع الأسواق بشكل كبير منذ بدء رفع الفائدة.
لكن رغم ما ذكر إلا أن النظرة إلى حركة مؤشر S&P500 من الناحية الفنية، تعطينا أن المؤشر استطاع اختراق اتجاهه الهابط الذي حققه في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي عندما وصل إلى 3491 نقطة، كما أنه استطاع اختراق آخر قمة هابطة على خط الترند عند 4320 نقطة، ويتداول حاليا عند 4370 مرتفعا بأكثر من 25 في المائة من أدنى مستوى له منذ العام الماضي، وبقاؤه فوق مستويات الدعم 4200 ومتوسط 50 يوما البسيط، يمنح زخما للسوق نحو مستويات 4450 نقطة، بينما يحاول مؤشر داو جونز تجاوز منطقة المقاومة عند 34300 نقطة، يفصله عنها فارق 70 نقطة فقط، والتي بتجاوزها يستهدف قمته التاريخية عند 36900، وقد ارتفع داو نحو 20 في المائة وبأكثر من 5600 نقطة منذ أدنى قاع حققه العام الماضي.
بالتالي، يقدم هذا الارتفاع الذي تشهده مؤشرات السوق الأمريكية دعما لبقية الأسواق، فعلى سبيل المثال، ارتفع مؤشر السوق اليابانية إلى أعلى مستوياته التي حققها منذ 30 عاما.
من جهة أخرى، ارتفعت السوق السعودية 15 في المائة، وبمقدار تجاوز 1500 نقطة منذ أدنى نقطة وصلت إليها في آذار (مارس) الماضي عند 9930، وصحبت هذا الارتفاع عودة السيولة إلى أعلى من مستويات خمسة مليارات ريال، وشمل الارتفاع معظم القطاعات في السوق. وسبق أن اخترقت السوق اتجاهها الهابط ومتوسطاتها للـ50 والـ200 يوم على التوالي. والبقاء فوق منطقة الدعم الحالية 11350 تكون مستهدفاتها القريبة عند 11700 نقطة، وقد تجاوزت 10 في المائة من شركات السوق قممها التاريخية محققة غايات جديدة، ما يرشح تزايد النسبة مستقبلا، والله أعلم بالصواب.