موسكو: صد هجمات أوكرانية على 3 جبهات .. وقصف على كييف
قالت وزارة الدفاع الروسية، إن القوات الأوكرانية حاولت دون جدوى شن هجمات على ثلاث جبهات في دونيتسك وزابوريجيا أمس.
وأوضحت الوزارة في بيان أن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة في الجنود والعتاد، مشيرة إلى استهدافها مخازن أسلحة أوكرانية وقوات احتياط ومرتزقة أجانب في الضربات الليلية.
واستهدفت ضربات صاروخية روسية جنوب وشرق أوكرانيا ما أسفر عن سقوط عديد من القتلى بينما ردت الدفاعات الجوية الأوكرانية على الهجمات الكثيفة.
وأطلقت روسيا أربعة صواريخ من طراز "كاليبر" من سفينة في البحر الأسود على مدينة أوديسا الساحلية (جنوب)، وفق ما أعلن سلاح الجو بينما أسقطت الدفاعات الجوية ثلاثة منها.
وأصاب أحد الصواريخ مستودعا للأغذية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة موظفين وإصابة سبعة بجروح، وفق ما أعلن قائد الإدارة العسكرية في المنطقة أوليج كيبر على تيليجرام.
وجرح ستة أشخاص آخرين بعدما تضرر مركز تجاري ومتاجر وسط المدينة "نتيجة قتال جوي والموجة التي أحدثها الانفجار".
وفي مدينتي كراماتورسك وكوستيانتينيفكا شرقا، أدت ضربات صاروخية روسية نفذت ليلا إلى مقتل ثلاثة أشخاص وتدمير عشرات المنازل، وفق ما أفاد رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة دونيتسك.
وكثفت موسكو هجماتها الليلية على كبرى المدن الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة بينما أطلقت كييف هجوما مضادا طال انتظاره لاستعادة مناطق احتلتها القوات الروسية.
وأعلنت أوكرانيا أن كييف استعادت في الأيام الثلاثة الماضية أراضي تناهز مساحتها ثلاثة كيلومترات مربعة وتقدمت في بعض المناطق على عمق يصل إلى 1،4 كلم، بينما يتواصل القتال قرب القرى التي تمت استعادتها.
وتأتي الضربات الأخيرة مع ارتفاع حصيلة قتلى الهجوم الذي استهدف الثلاثاء بلدة كريفي ريغ التي يتحدر منها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى 12 شخصا.
كما أعلنت سلطات منطقة دنيبروبيتروفسك حيث تقع كريفي ريغ عن هجوم روسي جديد بالمسيرات وقع خلال الليل.
وقال حاكم المنطقة سيرهي ليساك على "تيليجرام" "تم إسقاط جميع مسيرات شاهد في الجو فوق المنطقة"، وبينما تؤكد أوكرانيا أنها تحقق مكاسب بعدما أطلقت هجومها المضاد، أعلن بوتين أن قواته تلحق خسائر "كارثية" بقوات العدو.
في هذه الأثناء، أعلنت منظمة الصليب الأحمر أنها زارت 1500 أسير حرب لدى طرفي النزاع في أوكرانيا.
وشددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أهمية الوصول إلى أسرى الحرب الروس والأوكرانيين.
وقالت اريان بوير المديرة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر في أوروبا وآسيا الوسطى للصحافيين "بالنسبة لأسرى الحرب وعائلاتهم الذين تمكنوا من معرفة أخبارهم، فإن التأثير... لا يقاس".
وأقر بوتين خلال اجتماع في الكرملين بأن القوات الروسية تعاني نقصا في مخزوناتها من بعض المعدات العسكرية، مشيرا خصوصا إلى المسيرات الهجومية والصواريخ.
وسارعت كييف للرد لتشدد على أن تحرك أوكرانيا المدعوم بأسلحة وتدريب من الغرب، أفضى إلى تحقيق "مكاسب معينة وتطبيق خططنا وتقدمنا".
يفيد محللون عسكريون بأن أوكرانيا لم تعتمد بعد على الجزء الأكبر من قواتها لتنفيذ الهجوم المضاد. وما زالت حاليا تختبر الجبهة عبر تنفيذ هجمات تمكنها من تحديد نقاط الضعف.
وفي الأيام الأخيرة، أعلنت كييف استعادة سلسلة قرى في منطقة دونيتسك (شرق).
في واشنطن، أفاد معهد دراسة الحرب في آخر تحليل صادر عنه "واصلت القوات الأوكرانية عمليات ضمن هجوم مضاد في ثلاثة محاور على الأقل وحققت مكاسب ميدانية محدودة في 13 حزيران (يونيو)".
في الأثناء، كان من المتوقع أن يزور مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل جروسي محطة زابوريجيا النووية أمس، لكن وكالات إخبارية روسية أعلنت أن الزيارة تأجلت.
وذكرت وكالة "تاس" الروسية نقلا عن مسؤول متخصص بالشأن النووي أنه "تم تأجيل المهمة لمدة يوم"، من دون توضيح السبب. لكن كييف والوكالة الأممية لم تؤكدا الأمر.
شكلت سلامة أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا والواقعة في منطقة زابوريجيا (جنوب شرق أوكرانيا) مصدر قلق منذ استولت عليها القوات الروسية قبل عام.
وفاقم هذه المخاوف تدمير سد كاخوفكا الذي يشكل خزانا يوفر مياه التبريد للمحطة.
وأكد جروسي في كييف عدم وجود مشكلة "حالية" رغم أن مستويات المياه في بركة التبريد تشكل مصدر قلق.
وأفاد بعد لقائه زيلينسكي في كييف "أرغب في تقديم تقييمي الخاص. أود التوجه إلى هناك ومناقشة الإجراءات المتخذة مع الإدارة ومن ثم التوصل إلى تقييم أمتن لنوع الخطر الذي نواجهه".
وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن كارثة السد التي أسفرت عن سقوط 17 قتيلا على الأقل وخلفت عشرات المفقودين تعقد "وضعا خطيرا في الأساس فيما يتعلق بالسلامة النووية والأمن" في المحطة. وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بتفجير السد الواقع على نهر دنيبر.