الجمعة, 2 مايو 2025 | 4 ذو القَعْدةِ 1446


خلاف المجتمعات

أدرك أن القارئ شاهد وقرأ من المعلومات ما يكفي بخصوص هذه العشر وفضل العمل الصالح فيها. ولهذا لن أتطرق للجزئيات الشرعية والدينية سواء كانت خلافية أو مجمعا عليها.
ما أريد أن أبحثه هنا هو حجم الرسائل التي نتبادلها في مختلف المناسبات وعلاقتها بالحال المجتمعية السائدة. عندما نبحث في تعامل المجتمع مع وسائل التواصل نجد ما يتجاوز التوقع، بل إن هناك من التواصل ما أفرز ضده من النتائج، فبدل أن يتقارب الناس ولو سيبريا، أصبحت الحال مختلفة وبدأت تنشب في هذه الوسائل مناكفات ومشكلات لم تكن موجودة حتى على مستوى الأسرة الصغيرة.
التعرية التي اتضحت مع انتشار هذه الطريقة في التفاعل المجتمعي أدت في واقعها إلى إيجاد حالة من الخوف لدى كثير من المتعاملين، وبالتالي انتشرت حالات عدم الثقة التي قد تكون مفيدة في حالات، لكنها تؤدي لمزيد من التأزيم داخل المجتمعات. لعل التفكير في الخلفيات الاجتماعية والتغيير المستمر في قواعد التعامل في المجتمع أدى إلى ظهور حالات من التحدي للموروث، وترحيب فئات كثيرة بهذا التحدي جعله أكثر جاذبية لدى من يرون أنهم أقل من غيرهم في أحوال ومواطن مختلفة.
كما أن حالة عدم الثقة أدت إلى تعميق الهوة بين المراحل العمرية لتصبح العملية محاولة للسيطرة على المشهد من قبل كل فئة بعد أن كان المجتمع محكوما بفواصل مبنية على قرون طويلة من التهيئة التي تهاوت في غضون شهور، ليتحول الصراع إلى أكثر لا مجرد اختلاف في الرؤية والخبرة.
محاولة السير في هذه الحقول المليئة بالألغام التي نتج عنها كم غير قليل من الخلافات وسقط بسببها كثير من الأشخاص وحتى العائلات، يجعل الواحد في حال من القلق والتخوف من القادم وأين ستكون ميادين العراك المجتمعية؟ هناك أمثلة واضحة على أن الغرب أكثر تأثرا بهذه النظريات المفرقة بين الجماعات والأفراد، وقد يكون الوضع الاجتماعي في عالمنا الشرقي والتقارب الأسري هو الحامي الوحيد اليوم، ولا أغفل الالتزام الديني الذي يفتقده المجتمع الغربي وتنهش فيه بسببه تحولات خطيرة تتجاوز حتى المفاهيم الأساسية للإنسانية. هذا من قبيل التحذير للفئات الأحدث عمرا من الانجراف المستمر وراء الدعاية وعوامل الجذب الظاهرية التي تخفي وراءها كثيرا من المصائب، فالحذر الحذر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي