بعد التمرد.. «فاغنر» تخضع وموسكو تسقط ملاحقتها الجنائية

بعد التمرد.. «فاغنر» تخضع وموسكو تسقط ملاحقتها الجنائية

فيما بدأ مقاتلو فاغنر البارحة الانسحاب من مقر القيادة العسكرية في مدينة روستوف في جنوب غرب روسيا بعدما سيطروا عليه صباح أمس، إثر إعلان قائدهم تمردا مسلحا، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة "فرانس برس"، حذرت موسكو أمس، الغرب، من أي محاولة لاستغلال التمرد، لتحقيق أهدافه المعادية لروسيا. وأعلن الكرملين أن رئيس مجموعة فاغنر سيغادر إلى بيلاروسيا التي توسط رئيسها لتهدئة الأوضاع، وأن الدعوى الجنائية المرفوعة ضد بريجوجين سيتم إسقاطها.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف خلال إفادة صحافية "سيتم إسقاط الدعوى الجنائية المرفوعة ضده. وسيتوجه هو نفسه إلى بيلاروسيا"، مضيفا أن مقاتلي فاغنر الذين شاركوا في التمرد لن تتم مقاضاتهم.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "نحذر الدول الغربية من أي محاولة لاستغلال الوضع الداخلي في روسيا لتحقيق أهدافها المعادية لروسيا، مثل هذه المحاولات ستفشل"، مشددة في الوقت نفسه على أن "كل أهداف العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا ستتحقق".
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب إلى الأمة، أمس، من خطر اندلاع حرب أهلية بعد تمرد يفجيني بريجوجين قائد مجموعة فاغنر على القيادة الروسية وبدء قواته الزحف في اتجاه موسكو.
وعصر أمس، أعلنت سلطات منطقة ليبيتسك أن مقاتلين من مجموعة فاغنر دخلوا هذه المنطقة الواقعة على بعد نحو 400 كيلومتر جنوب موسكو، لتؤكد بذلك تقدم هؤلاء المتمردين نحو العاصمة الروسية. وقال حاكم المنطقة إيجور أرتامونوف على تطبيق تيليجرام إن عناصر فاغنر يتحركون على أراضي منطقة ليبيتسك".
وحاول الكرملين طمأنة الروس، مؤكدا أن الرئيس بوتين يواصل العمل من مكتبه في العاصمة، نافيا معلومات أفادت بأن بوتين غادر موسكو بسبب التمرد.
وعززت السلطات الإجراءات الأمنية في موسكو، وأظهرت صور على الشبكات الاجتماعية ومواقع إخبارية مركبات عسكرية تسير في موسكو قرب وزارة الدفاع وأخرى متوقفة أمام مجلس النواب، على مسافة عشرات الأمتار من الكرملين.
وتوالت الأحداث بسرعة فائقة في روسيا ابتداء من البارحة الأولى، حين أعلن قائد مجموعة فاغنر أن قواته انسحبت من جبهات القتال في أوكرانيا وبدأت الزحف نحو موسكو، مؤكدا أن مقاتليه سيطروا على مقر الجيش الروسي في مدينة روستوف (جنوب) من دون إطلاق رصاصة واحدة. وأقر بوتين في خطابه إلى الأمة بأن الوضع في روستوف صعب.
بالمقابل، أعلن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، حليف الرئيس بوتين، أنه أرسل وحدات من قواته إلى "مناطق التوتر" في روسيا لمساعدة الكرملين في قمع التمرد.
بدوره، قال حاكم منطقة فورونيج الواقعة في جنوب روسيا إن الجيش الروسي يتخذ الإجراءات اللازمة من أجل التصدي لمحاولة مجموعة فاغنر.
كذلك، فرضت منطقة كالوجا الواقعة جنوب موسكو قيودا على التنقل، كما أعلن حاكمها أمس.
وفي خطابه، وصف بوتين تمرد فاغنر بأنه طعنة في الظهر، متهما بريجوجين بخيانة روسيا تلبية لطموحات شخصية.
وقال الرئيس الروسي، إنها طعنة في ظهر بلدنا وشعبنا. ما نواجهه ليس إلا خيانة. خيانة سببها طموحات ومصالح شخصية لبريجوجين، والمتمردون سيعاقبون حتما. وسارع بريجوجين إلى الرد، قائلا إن بوتين أخطأ بشدة باتهام فاغنر بالخيانة ومؤكدا أن قواته لن تستسلم.
ودعا رئيسا مجلسي البرلمان الروسي إلى دعم الرئيس.
بدورهم، أعرب المسؤولون المعينون في المناطق الأوكرانية الواقعة تحت سيطرة روسيا، عن دعمهم لبوتين. وأعلنت النيابة العامة الروسية فتح تحقيق في تمرد مسلح ضد المجموعة التي تضم 25 ألف رجل بحسب قائدها.
وفجر بريجوجين قنبلته البارحة الأولى في سلسلة رسائل صوتية أكد فيها أن الجيش الروسي قصف مواقع خلفية لقواته ما أسفر عن مقتل عدد كبير جدا من مقاتليه.
وقال مؤسس فاغنر بنبرة ملؤها الغضب، لقد شنوا ضربات، ضربات صاروخية على معسكراتنا الخلفية. قتل عدد هائل من مقاتلينا"، متوعدا بالرد على هذا القصف الذي أكد أن سيرجي شويجو وزير الدفاع الروسي هو الذي أصدر الأمر بتنفيذه.
لكن وزارة الدفاع الروسية ردت في بيان بأن الرسائل ومقاطع الفيديو التي نشرها بريجوجين على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ضربات مفترضة شنتها وزارة الدفاع الروسية على قواعد خلفية لمجموعة فاغنر، لا تتفق مع الواقع وتشكل استفزازا.
 

سمات

الأكثر قراءة