التضخم يدفع الباكستانيين للإحجام عن شراء الأضاحي .. 3200 يورو ثمن الجمل الواحد

التضخم يدفع الباكستانيين للإحجام عن شراء الأضاحي .. 3200 يورو ثمن الجمل الواحد
التضخم يدفع الباكستانيين للإحجام عن شراء الأضاحي .. 3200 يورو ثمن الجمل الواحد

وقف الفتى أمان الله خان على رؤوس أصابع قدميه لرسم أنماط الحنة على الإبل المزينة بالخيطان والكرات الملونة في سوق بإسلام آباد، لجذب زبائن يعانون هذه السنة في ظل التضخم المرتفع لتحمّل كلفة تقليد تقديم الأضاحي في باكستان.
على مدى أسبوعين، استقطبت أسواق الماشية في العاصمة الباكستانية ومدينة روالبندي المجاورة، مئات المزارعين ومربّي الإبل الساعين لبيع حيواناتهم قبل عيد الأضحى الذي تحييه باكستان اعتبارا من الخميس.
لكن ارتفاع مستوى التضخم الى مستوى قياسي بلغ 38 في المائة في مايو، قلص عدد المقبلين على السوق هذا العام.
أحضر زكريا، قريب خان، 18 جملا لكنه لم ينجح سوى في بيع واحد منها حتى صباح يوم العيد، بعدما حقق مبيعات جيدة في 2022.
وقال زكريا البالغ 21 عاما لوكالة برس "انعدمت القدرة الشرائية للناس. باتوا لا يأتون الى السوق، وأولئك الذين يحضرون يفضلون المغادرة من دون أن يشتروا بسبب الأسعار المرتفعة".
تشكل الإبل جزءا من الأضاحي المفضّلة للباكستانيين خلال العيد، إذ يمكن توزيع لحمها على عدد أكبر من المحتاجين مقارنة بالعجول أو الخرفان.
لكن هذا التقليد الذي يعود الى قرون خلت، بات صعب المنال للعديد من أبناء الطبقة الوسطى بسبب ارتفاع الأسعار.
وتساءل علي أكبر (46 عاما) الذي كان يبحث عن إبل بسعر مقبول "مدخولنا هو ذاته، الا أن الأسعار باتت أعلى. من أين يمكننا توفير هذا المبلغ؟".
ويمكن لسعر الجمل الواحد أن يصل الى مليون روبية (3200 يورو).
وفي مسعى لاستقطاب الشراة، تعهد زكريا لأحدهم بأن يبيعه الإبل بسعر 700 ألف روبية فقط. لكن الرجل، وهو تاجر يبلغ 56 عاما، فضّل الابتعاد والتوجه الى حظيرة العجول الأقل كلفة.
يضم سوق إسلام آباد أكثر من 250 جملا والآلاف من الأبقار والعجول والأغنام والخراف. ويصل سعر العجل الى 500 ألف روبية (1600 يورو)، بينما يراوح سعر الأغنام ما بين 50 و150 ألفا.
وإضافة الى التضخم ومحدودية البيع، يواجه بائعو الماشية مشكلات أخرى تتعلق بالضرائب المفروضة عليهم في السوق، وزيادة أسعار العلف وكلفة استئجار الشاحنات لنقل الحيوانات.
قال زكريا بأسى "سأخسر ملايين الروبيات هذا العام".
سيعود العديد من التجار الى مناطقهم بخيبة أمل كبيرة هذا العام، مثل المزارع بخت زمان الآتي من شمال غرب باكستان مع عشرة جمال لم يبع منها سوى واحد، وبسعر 500 ألف روبية فقط.
وقال حق نواز الذي كان يزور السوق بحثا عن شراء أضحية "قيمة الروبية الباكستانية انهارت... من سيشتري حيوانات باهظة الثمن؟".

سمات

الأكثر قراءة