بناء مطار في منطقة محمية يثير الجدل في ألبانيا
على السواحل الألبانية، وفي منظر مذهل لإحدى البحيرات، تتنقل آلاف الطيور المائية في موئلها ذي اللون الأزرق السماوي، بينما ينكب عمال في منطقة مجاورة، على أعمال حفر في موقع مخصص لإقامة مطار.
وتحتج منظمات بيئية غير حكومية على خطة السلطات في بناء ثالث مطار في ألبانيا على شواطئ البحر الأدرياتيكي. وسيمثل مطار فلورا الذي تقول المنظمات إنه يقام في منطقة محمية، "تهديدا خطرا" على مجموعات طيور النحام الوردي والبجع البلقاني وأنواع مهاجرة أخرى تتخذ من هذه المنطقة موئلا.
وفي حديث لـ"الفرنسية"، يقول زيديون فورسبي من المنظمة الألبانية غير الحكومية لحماية البيئة الطبيعية "بي بي إن آي أيه" إن "هذا المشروع يتعارض مع قوانين الطبيعة"، مشيرا إلى أن "بناء بنية تحتية شاسعة كهذه في منطقة معروفة عالميا بتنوعها البيولوجي الاستثنائي، يعني سد الطريق أمام الطيور والتسبب في مشكلات كبيرة للسكان المحليين وأخرى على المستوى العالمي".
وتعبر ملايين الطيور سنويا بحيرتي نارتا وكارافاستا، في هجرة أساسية بين شمال أوروبا والقارة الإفريقية.
ويشير علماء البيئة إلى أن المطار سيقلص بصورة كبيرة موائل الحيوانات والنباتات، فيما ستضر حركة الطائرات بهجرة الحيوانات وتكاثرها وستسيء بشكل دائم إلى النظام الإيكولوجي المذهل. ويقول نيكو دوماني المختص في التنوع البيولوجي لوكالة فرانس برس "بدأنا نلاحظ قلقا يظهر على عدد من الأنواع".
وتعد بحيرة نارتا الواقعة على بعد ساعتين ونصف الساعة بالسيارة جنوب تيرانا ومستنقعاتها، موئلا لأكثر من 200 نوع من الطيور، 33 منها مدرجة في القائمة الحمراء للنباتات والحيوانات الألبانية المهددة بالانقراض.
وراهنا، لا يعكر صفو المكان سوى خرير المياه ونعيق طيور أبوالمغازل السوداء وغيرها من الطيور الجميلة. ويمثل المكان مصبا لفيوسيا، أحد آخر الأنهر البرية في أوروبا والمصنف من السلطات متنزها وطنيا.
لكن على بعد خمسة كيلومترات إلى الشمال، تحفر آلات البناء خنادق لإقامة مطار "فلورا" الدولي الذي سيشكل محطة ساحلية كبيرة في المنطقة.
وتنفي الحكومة أن المطار المستقبلي يقام في المنطقة المحمية فيوسا-نارتا، مؤكدة أنها استشارت أفضل خبراء البيئة.