الحج والتحدي

نجاح موسم الحج يبعث في النفوس البهجة والفرح والتهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله على النجاح الكبير بعد عودة أعداد الحجاج إلى أرقام الملايين، أكثر من 1.8 مليون حاج لعام 1444 قضوا مناسكهم بسلام آمنين ولله الحمد والتهنئة موصولة لجميع المسؤولين، لوزير الحج وزملائه الوزراء وفرق عملهم والمتطوعين من القطاعات المدنية والعسكرية كافة التي سخرت كل إمكاناتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
لقد أصبحت إدارة الحشود من التخصصات التي تجيد التعامل معها الإدارة السعودية وهي في سعي حثيث لتطويرها والتعامل مع ما يستجد من ملاحظات قد تحدث في مثل هذه المناسبات. ولعل قضية النفايات من القضايا المهمة التي تحتاج إلى التفكير في معالجتها وهي في تقديري من شقين: الأول أهمية توعية الحجاج قبل وصولهم وعند الوصول وأداء النسك بوضع النفايات في أماكنها المخصصة، والآخر تحسين وضبط وترشيد المبادرات الخيرية التي تقدمها الجمعيات وغيرها للحجاج من أطعمة ومشروبات خاصة المياه، فالمشاهد المصورة في طرقات المشاعر تخبر عن كثير مما يجب العمل عليه، فحبذا العمل على هذا الجزء ولا شك عندي أنه من أولويات أجندات الجهات المختصة، كما أن الجهود التي تقوم بها وزارة الحج والوزارات الأخرى بحاجة لتسليط الضوء أكثر عليها خصوصا التجارب الجديدة التي تتطلع إلى تحسين وتسهيل أداء المناسك على الحجاج مثل طلاء الأسفلت باللون الأبيض لتخفيف الحرارة وغيرها من برامج فنحن نترقب نجاح مثل هذه المبادرات الطموحة.
صدر البيان الختامي لمنظمة التعاون الإسلامي في اجتماعها الطارئ بشأن حادثة حرق نسخة من المصحف الشريف في مملكة السويد، ورغم أن البيان كان شاملا ومفصلا، مذكرا بقرارات سابقة لمواجهة مثل هذه الجرائم إلا أنه لم يكن حازما في الإجراء الذي ستتخذه دول المنظمة في حالة تكرار “الترخيص الرسمي” لمثل هذه الجرائم.
جاء في الفقرة 2 من البيان: “تدعو الأمين العام إلى توجيه رسالة باسم الدول الأعضاء إلى الحكومة السويدية والنظر في إمكانية إرسال وفد إلى السويد ومفوضية الاتحاد الأوروبي للإعراب عن إدانة حادثة حرق نسخة من المصحف الشريف ودعوتها إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم تكرار ذلك العمل الإجرامي تحت ذريعة حرية التعبير”.
لقد سارعت حكومة استكهولم إلى إصدار بيان إدانة للجريمة تم توقيته مع اجتماع المنظمة ما يشير إلى محاولة امتصاص واحتواء موقف موحد محتمل، لو تم التلويح به لكان خطا أحمر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي