المسؤولية الأمنية والاحتيال المالي
تصريح مصدر مسؤول في النيابة العامة أنها "باشرت التحقيق مع تنظيم إجرامي مكون من 12 متهما بينهم مواطنون ومقيمون بتهمة الاحتيال المالي".
يعيد فتح ملف الاحتيال المالي ويكشف خطورته، بل إنه عند قراءته بتأن يحدد الثغرات التي أمكنت لهذا التنظيم من تنفيذ جرائمه.
من أهم نقاط التصريح:
* قيامهم بفتح حسابات بنكية في عدد من البنوك السعودية وتلقيهم مبالغ مالية وتحويلها إلى خارج المملكة.
* بعض المتهمين قاموا بنشر سيرهم الذاتية على أحد برامج التواصل الاجتماعي للبحث عن وظائف وتلقوا عروضا من شركات أجنبية للعمل عن بعد وذلك مقابل راتب شهري زهيد.
* تم إرسال الأجهزة الإلكترونية لهم عن طريق متهمين آخرين، مستغلين أسماء مزودي شركة اتصالات معروفة، وتثبيت الأجهزة بإحكام داخل المنازل، ومتابعة تشغيلها وإخفاء بيانات التتبع.
* بتفتيش مساكن المتهمين عثر على عدد من الأجهزة الإلكترونية المخصصة لتمرير المكالمات وشرائح اتصال وأجهزة جوال مخصصة لتفعيل الشرائح.
لقد أصبحت جرائم الاحتيال المالي منظمة وعابرة للحدود بالتشغيل عن بعد لضعفاء نفوس أو سذج قد ـ أقول قد ـ لا يعلمون ماذا يدبر لهم. وهذا يعيد فتح ملف تسيب شرائح الاتصالات ومسؤولية شركات الاتصالات وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ومدى جدوى الإجراءات التي اتخذتها الأخيرة "التبليغ من خلال رقم معين لا يعرف نتائجه".
والخطر الجديد الذي كشفه هذا التصريح قدرة هذه العصابة على تثبيت الأجهزة داخل المنازل وتشغيلها، وأعتقد أن هذا لم يكن لينجح لولا أن شركات الاتصالات أوكلت هذه المهام لشركات ومؤسسات متعددة لخفض التكاليف والتخفيف من متابعة العمل على إداراتها التنفيذية، فهل خفض التكلفة يستحق مقابل خطورة محتملة حيث تمكن التنظيم الإجرامي من التزوير وارتداء "تي شيرت" شركة اتصالات.
لا شك أن على الإدارات التنفيذية في شركات الاتصالات مسؤولية أمنية تجاه المجتمع والعملاء مثلما هي المسؤولية على البنوك في فتح الحسابات، وأعيد طرح أسئلة سبق طرحها هل لدى هذه المنشآت أقسام للبحث والتحري وسرعة الاستجابة "المناسبة" بقدرات مميزة؟!
وفي الوقت الذي أقدم فيه الشكر للنيابة العامة والأجهزة الأمنية على جهودها المتميزة لا بد من التوقف عند أولويات البنوك وشركات الاتصالات بإعادة فحص إجراءاتها ووضع الأمني في الأولوية، لا يعقل أن يكون تحقيق مزيد من الأرباح مقدما على أمن وحقوق أفراد المجتمع، أما المنصات التي تستغل سواء بالتوظيف الوهمي الذي يصطاد من خلال السذج فلو تم تحذيرها بشكل رسمي بالحجب لسارعت إلى تصحيح أوضاعها.