فيلم «تاج» .. سوبر هيرو على الطريقة المصرية

فيلم «تاج» .. سوبر هيرو على الطريقة المصرية
بوستر العمل.
فيلم «تاج» .. سوبر هيرو على الطريقة المصرية
مشهد من الفيلم.
فيلم «تاج» .. سوبر هيرو على الطريقة المصرية
مشهد من العمل.

اعتدنا على متابعة أفلام البطل الخارق أو السوبر هيرو على الطريقة الهوليوودية، وقد نجحت هذه الصيغة في حجز مكانتها لدى جمهور السينما وعشاقها، ونادرا ما يفشل أي عمل يتحدث عن مغامرات هذه الشخصيات الخارقة رغم ما يتناوله من خيال يلامس حد الخرافة. وبعد عقود نجحت هذه الصيغة من الأفلام في استقطاب صناع السينما العربية عامة والمصرية خاصة، وها هو فيلم "تاج" يدخل حلبة المنافسة من خلال تقديم شخصية تمتلك قدرة خارقة على التصرف والتنقل، وتواجه بها الشر محاولة إصلاح ما أفسده الأشرار. وسجل الدخول الأول لهذه الأعمال للنجم تامر حسني، الذي ألف وكتب وأنتج، وشارك في بطولة الفيلم مع نخبة كبيرة من الفنانين والنجوم.
فيلم "تاج" يأخذنا إلى مكان مختلف وضمن تصنيف لم تعتد عليه بورصة الأفلام العربية، ليكون خطوة أولى في عالم الأبطال الخارقين قد تتبعها خطوات كثيرة، خاصة أنها حصدت نسبة مشاهدة عالية وثناء لا بأس به.
الصراع بين الخير والشر والحب
غالبا ما تطرح هذه النوعية من الأفلام مفهوم العلاقة بين الخير والشر، وكيفية استخدام القوة الخارقة لخدمة البشرية وحمايتها من الفناء، وفيلم "تاج" ليس بعيدا عن هذه الجدلية حيث تدور أحداثه في إطار كوميدي فانتازي، حول تاج الذي يعمل في إحدى المدارس الخاصة بعد خروجه من دار لرعاية الأيتام، وهناك يتعرف على دينا الشربيني، وتنشأ بينهما قصة حب، وفي تلك الأثناء يكتشف أنه يمتلك قوة خارقة، ويحاول استخدامها في مساعدة الناس، لكن يفاجأ أنه له أخ توأم يدعى هارون، وتنشأ بينهما عداوة وخلاف كبير بسبب اختلافهما ويحاولان محاربة بعضهما، أحدهما لنصرة الخير والآخر من أجل مصالحه الشخصية. يمر التوأم تاج وهارون بعديد من الأزمات، ويتسبب امتلاكهما قدرات خارقة في الوقوع في عديد من المفارقات والمشكلات التي لا تخلو من الطرافة والمواقف المضحكة.
ازدواجية الأداء
يعترف الفنان تامر حسني، بأن هذا العمل أرهقه وكان من أصعب الأفلام التي قدمها، لما يتطلبه من سرعة في الحركة ومخاطرة في القيام بأمور غير عادية تجعله يستطيع التنقل من مكان إلى آخر بسهولة، خاصة أنه يقدم شخصيتين متناقضتين، تاج الخير وهارون الشر، وتطلب منه الصراع بين الخير والشر كثيرا من الجهد والتعب، فشخصية سوبر هيرو لها مواصفات محددة يجب الالتزام بها والتعامل معها ضمن أطر المعالجة الدرامية للقصة، وبطريقة تجذب المشاهد وتجعله يصدق امتلاك هذه الشخصية القوة الخارقة وقدرتها على إصلاح ما يفسده الأشرار، وذلك في إطار يحمل مزيجا بين الأكشن والتشويق والخيال. وعبر حسني عن صعوبة التحضيرات والتمارين التي سبقت الفيلم والتي استعان بها بالكابتن نور خطاب صديق عمره، مؤكدا أنه "بجد أصعب فيلم بعمله في حياتي".
المشاهد الخطرة والنقد
تعتمد أفلام السوبر هيرو على كثير من المشاهد الخطرة التي في الأغلب ما تتم فيها الاستعانة بدوبلير يقوم بتنفيذ المشاهد الخطرة والصعبة بدل البطل خوفا من حدوث أي إصابة توقفه عن العمل، غير أنه في فيلم "تاج" أصر النجم تامر حسني على أداء جميع مشاهده بنفسه على الرغم من تحذيرات المخرجة سارة وفيق، ورفض استخدام الدوبلير، ولعله أراد أن يشعر بصعوبة المشهد ويقتنع به، وبالتالي يصبح تصديق الجمهور المتلقي له أسرع.
وكأي عمل فني وضع فيلم "تاج" تحت مجهر النقاد، وجاءت التعليقات بمجملها مؤيدة لدخول هذه النوعية من الأفلام سوق الإنتاج العربي، عادة أنها خطوة على طريق صناعة فئة جديدة من أفلام الأكشن، بينما تحدثت التعليقات السلبية عن مستوى الفيلم، حيث نال النقد من الحوار وسطحية القصة وتشعب الأفكار وتعدد القضايا التي أراد الكاتب معالجتها. هذا ويذكر أن الفيلم قد نفذ تصويره في فترة ثلاثة أشهر، ما عده البعض أنه نفذ بسرعة وكان من المفروض أن يستغرق وقتا أطول لتنسيق المشاهد وترابط الأفكار التي ينوي معالجتها.
الاتهام بالسرقة
أثار اتهام الفنان أحمد تهامي، تامر حسني بسرقة قصة الفيلم كثيرا من ردود الفعل على مؤشر البحث "جوجل" ومواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن شن التهامي هجوما على صناع الفيلم، وقال إن فكرة الفيلم ملك له وهي مسجلة في المصنفات والشهر العقاري.
وكتب التهامي في منشور له عبر صفحته على "فيسبوك" كلاما أكد فيه حقوق الملكية لفكرة فيلم عن التوأم الخارق، وأنه كتب القصة منذ أكثر من عشرة أعوام ولا يزال ينتظر أن تستجيب إحدى شركات الإنتاج على عرضه بتقديم هذه النوعية الجديدة من الأفلام العربية. معربا عن إعجابه بما يقدمه تامر حسني، فهو صديقه وصاحبه وعشرة عمر، وقد لا تكون لديه أي فكرة عن الموضوع، متمنيا أن تصل إليه الرسالة لأنه لا يرضى بهذا التصرف إطلاقا. ثم عاد وقدم اعتذاره عن المنشور من حسني وأسرة الفيلم، مؤكدا أنه لا يقصد الإساءة لكنه فوجئ بفكرته تنفذ تحت اسم شخص آخر. من جهته، التزم تامر حسني الصمت، ولم يعلق على أزمته مع أحمد التهامي، ولم يتواصل معه.
الحس الكوميدي والرومانسية
يعتمد الفنان تامر حسني على الحس الكوميدي في جميع أفلامه السينمائية، حيث ظهرت في البرومو الرسمي للعمل مواقف كوميدية لشخصيته في الفيلم، خاصة المشاهد التي جمعته بالفنان عمرو عبد الجليل، وصديقته ضمن أحداث الفيلم الفنانة دينا الشربيني، واعتمد حسني على هذا النمط من الأفلام ما أدخله دائرة المنافسة، وجعل أعماله تتصدر عناوين البحث وتلقى نجاحات متتالية.
هذا ولا يتخلى الفنان تامر حسني، عن الشق الرومانسي في جميع أفلامه، وتشكل الرومانسية العنصر الأبرز الذي يعتمد عليه، فهو دائما ينجح في جذب جمهوره ومتابعيه بقصص الحب التي يعيشها في أفلامه. وفي فيلم "تاج" تجمعه مع الفنانة دينا الشربيني قصة حب تتماشى مع أحداث العمل. وعرف عن تامر حسني منذ بداية ولوجه عالم السينما بأنه الشاب الرومانسي، ونجح في جمع عديد من الصفات في الشخصيات التي جسدها من دون إغفال الشق الرومانسي، الذي جعله فتى أحلام كثير من مراهقات هذا الجيل.
هرمون السعادة
كما في كل عمل، يختار تامر حسني مجموعة من الأغاني الجميلة ذات الإيقاع كوسيلة للترويج يطرحها في السوق قبل عرض الفيلم في صالات السينما، واختار مع فيلم "تاج" أغنية "هرمون السعادة" التي طرحها قبل ثمانية أيام من عرض الفيلم، وحققت نجاحا كبيرا، وهي من كلمات أحمد جابر وألحان علي الخواجة وتوزيع حاتم محسن، وحققت 16 مليون مشاهدة على يوتيوب، فضلا عن متابعتها على مختلف المنصات السمعية والإلكترونية. ويحرص تامر حسني، دائما، على تقديم كثير من الأغاني في أفلامه كسياسة يعتمدها لإنجاح العمل وحجزه مكانة لدى الجمهور قبل نزوله صالات العرض. كما استفاد حسني من تصدر اسمه محرك البحث جوجل بسبب طلاقه من بسمة بوسيل، وعرض برومو الفيلم بمشاركة عدد كبير من نجوم العمل، من بينهم الفنان محمد لطفي، دينا الشربيني، ماجد الكدواني، سوسن بدر، شيرين، حجاج عبد العظيم، ولاء مرسي، وهالة فاخر، إضافة إلى ضيوف الشرف على رأسهم الفنان إياد نصار، محمد عبدالرحمن، عصام السقا، ومجموعة أخرى من الفنانين.
الإيرادات
يحظى فيلم «تاج» بطولة تامر حسني باهتمام قطاع كبير من الجمهور، ويتصدر الترند بسبب المنافسة الشرسة التي شهدها مع بداية عرضه في عيد الآضحى الماضي. ووصلت إيرادات الفيلم إلى 31 مليونا و600 ألف جنيه في شباك تذاكر داخل مصر، ومن المتوقع أن يرتفع المبلغ بصورة تصاعدية مع الإقبال الشديد الذي يشهده العمل في مختلف الدول التي يتم عرضه فيها.

سمات

الأكثر قراءة