بريطانيا تعتمد تخطيط إنشاء أكبر موقع لبطاريات تخزين الطاقة في العالم
تجري شركة كارلتون باور ليمتد "محادثات متقدمة" مع شركات أخرى لتمويل وبناء وتشغيل مشروع إقامة أكبر موقع لبطاريات تخزين الطاقة على مستوى العالم، في بريطانيا باستثمارات بلغت 750 مليون جنيه استرليني (962 مليون دولار).
ووفقا لـ"الألمانية"، ذكرت كارلتون باور لإنتاج الكهرباء في بيان، أنها حصلت على موافقة السلطات المحلية على تخطيط للمشروع الذي يستهدف تخزين ما يصل إلى جيجا واط من الكهرباء، ومن المتوقع دخوله مرحلة التشغيل في نهاية 2025.
وذكرت وكالة "بلومبيرج"، أنه من المتوقع بدء أعمال البناء في المشروع الذي يقام في منطقة ترافورد للطاقة منخفضة الكربون بالقرب من مدينة مانشستر أوائل العام المقبل.
ويعد تخزين الكهرباء إحدى العقبات الرئيسة أمام الوصول إلى التوسع في استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لإنتاج الكهرباء، بسبب صعوبة التوفيق بين وقت ذروة إنتاج الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية وذروة الاستهلاك.
وقال كريس ماكيرو رئيس قطاع تطوير أنظمة بطاريات تخزين الطاقة في أوروبا في شركة كارلتون باور، إن مشروع موقع التخزين الجديد سيلعب دورا رئيسا في زيادة مرونة نظام إمدادادت الطاقة في شمال غرب بريطانيا.
ودفعت مشكلات ومخاوف بشأن استدامة الطاقة، كثيرين للتفكير بشأن مستقبل إمداداتها وضمان استدامتها ودفعتهم إلى البحث عن حلول للأزمة ربما يكمن أحد سبلها في تخزين الطاقة.
يمكن للبطاريات المساعدة في تحسين أداء شبكات الكهرباء، وتوفير مزيد من الطاقة حين يفوق الطلب المعروض وتخزين الطاقة الزائدة.
وتقوم الشركات العاملة في هذا القطاع ببيع الطاقة لشبكات الكهرباء حين ترتفع الأسعار وشحن البطاريات حين تنخفض.
حتى بعد أن زادت التقلبات في سوق الطاقة في أوروبا، استفادت الشركات بقوة من هذا الوضع.
ووفقا لمجموعة "مودو إنرجي" البحثية التي تتتبع أداء بطاريات التخزين، فإن بطاريات تخزين الطاقة باتت تجني تقريبا ثلاثة أمثال المال الذي كانت تحققه في مؤشر على نشاط فائق للسوق.
الدور الأكثر أهمية لبطاريات التخزين ربما لا يقتصر على تخزين الكهرباء المولدة من المصادر التقليدية، بل يمتد إلى المصادر المتجددة حيث تلعب البطاريات دورا مهما بقدرتها على تخزين الإمدادات غير المنتظمة من الرياح والطاقة الشمسية والمساهمة في تخفيف أي اختلال بين العرض والطلب.
وثار سؤال كبير في أوروبا بشأن مدى استدامة مصادر الطاقة المتجددة، فببساطة الشمس لا تشرق دائما والرياح لا تهب على الدوام.
ففي 2021، انخفضت قوة الرياح عن مستواها الاعتيادي في أنحاء القارة العجوز ما أدى إلى أن تولد توربينات الرياح كهرباء أقل ما أثار أزمة فعلية ودفع أسعار الكهرباء للصعود وأجبر شركات المرافق على شراء مزيد من الفحم والغاز الطبيعي الأكثر تكلفة. بالطبع يمثل ذلك تحديا للتكتل الذي يسعى لتعزيز الطاقة المتجددة وتحقيق أهدافه المناخية، إذ أدى ضعف الرياح إلى أن تستخدم بريطانيا وألمانيا والدنمارك، وهي أكبر الدول الأوروبية إنتاجا للكهرباء من الرياح، 14 في المائة فقط من السعة القائمة في الربع الثالث من العام الماضي، في الوقت الذي وصلت فيه أسعار الغاز إلى مستويات قياسية.