أسعار النفط تقترب من 83 دولارا للبرميل .. الأسواق تحسب احتمالات ارتفاع الفائدة
عززت أسعار النفط مكاسبها قرب 83 دولارا للبرميل، أمس، قبيل اجتماعات البنوك المركزية المقرر عقدها في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يحسب المتداولون فرص ارتفاع أسعار الفائدة في المستقبل.
ويقول لـ «الاقتصادية» محللون نفطيون، إن رفع "الفيدرالي" سعر الفائدة مرة أخرى هذا الأسبوع قد يؤدي إلى بعض تقلب الأسعار على المدى القصير، متوقعين تشديد ظروف السوق بشأن تخفيضات "أوبك" للإمدادات وزيادة تكهنات السوق بمزيد من التحفيز في الصين لمواصلة دفع الأسعار إلى الأعلى خلال الربع الثالث من العام الجاري.
ورجح المحللون، أن تتحول أسعار النفط في الاتجاه الصعودي، نظرا للتضييق على الأساسيات، لافتين إلى أن المخاوف من زيادة أسعار الفائدة واحتمال حدوث ركود نتيجة لهذه الارتفاعات أديا إلى حذر تجار النفط لقراءة مستقبل الطلب بعد إعلان اتجاهات السياسة النقدية الأمريكية.
ونوه المحللون، إلى أن التوقعات تشير إلى رفع آخر سيتم الإعلان عنه في الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي سيعقد، اليوم وغدا، حيث من المرجح أن يكون هناك مزيد من الزيادات في وقت لاحق من العام.
وفي هذا الإطار، يقول روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، إن التفاؤل لا يزال قويا في السوق النفطية، حيث يتوقع عديد من المتداولين قيام الحكومة الصينية بإدخال إجراءات تحفيزية لتسريع معدل النمو في البلاد، معتبرا أن هذا من شأنه أن يعزز الطلب القوي بالفعل على النفط في الصين لمواجهة تأثير مخاوف الركود.
ولفت إلى أن الإيجابية في أسعار النفط تعود بقوة، حيث يتوقع بنك جولدمان ساكس، أن ترتفع أسعار النفط إلى 86 دولارا للبرميل في نهاية العام الجاري من 80 دولارا حاليا، حيث سيؤدي الارتفاع القياسي في الطلب على النفط وانخفاض العرض إلى عجز كبير في السوق.
من جانبه، يقول ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، إن قيود العرض من جانب تحالف "أوبك+" تسير بنجاح وانضباط كبيرين بهدف تحفيز الأسعار وإنعاش الاستثمار، مشيرا إلى تأكيد بنوك استثمارية دولية أنه من المتوقع حدوث عجز إلى حد ما في النصف الثاني من العام بما يقارب مليوني برميل يوميا في الربع الثالث، مع وصول الطلب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق.
وذكر أن تقديرات نمو الطلب تسير على مستوى قياسي مرتفع هذا الصيف، حيث إن العرض يتقلص، موضحا أن تخفيضات الإنتاج والصادرات من "أوبك+" وتباطؤ نمو إنتاج النفط الأمريكي أيضا تلعب دورا في حدوث عجز كبير في الربع الثالث من هذا العام الجاري.
من ناحيته، يقول ماثيو جونسون المحلل في شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات، إن أسعار النفط تتلقى تعزيزا من توقعات أن يتباطأ نمو المعروض من الخام الأمريكي بشكل كبير نتيجة انخفاض إجمالي عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة إلى 669 الأسبوع الماضي، وفقا لبيانات بيكر هيوز.
وذكر أنه في الأسبوع الماضي أيضا أشار كل من عملاق خدمات حقول النفط هاليبورتن وبيكر هيوز، إلى انخفاض الطلب على الحفر في سوق أمريكا الشمالية.
بدورها، تقول تيتي أولاور مدير التسويق في شركة "سيتا" النيجيرية لتجارة النفط، إن أسعار النفط تحصد المكاسب مع تقلبات مؤقتة من وقت إلى آخر، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هناك بالفعل دليلا على انخفاض المعروض من "أوبك+".
ونوهت إلى إظهار صادرات النفط الخام الروسية علامات تراجع للأسبوع الثاني على التوالي، ويقدر بأنها انخفضت إلى أدنى مستوى لها في ستة أشهر في الأسابيع الأربعة في الأسبوع الماضي، لافتا إلى استعداد روسيا لخفض 500 ألف برميل يوميا من صادراتها النفطية في آب (أغسطس)، حيث تشير خطط الشحن حتى الآن، إلى أن روسيا يمكن أن تفي بجزء على الأقل من تعهدها بخفض صادرات النفط الشهر المقبل.
من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار النفط بنحو 2 في المائة، أمس، لتقترب من أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر نتيجة شح الإمدادات، وزيادة الطلب على الوقود في الولايات المتحدة، وكذلك الآمال المعقودة على إجراءات التحفيز الصينية. وبحسب "رويترز"، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.67 دولار أو 2.1 في المائة لتبلغ عند التسوية 82.74 دولار للبرميل أمس، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.67 دولار أو 2.1 في المائة ليصل إلى 78.74 دولار بعد التسوية.
وهذا أعلى إغلاق يسجله خام برنت منذ 19 أبريل، وخام غرب تكساس الوسيط منذ 24 أبريل.
ويأخذ المستثمرون في الحسبان رفع الفائدة ربع نقطة مئوية في البنك المركزي الأمريكي والمركزي الأوروبي هذا الأسبوع.
كما تترقب أطراف السوق أيضا أن تطبق الصين إجراءات تحفيز لدعم اقتصادها المتعثر، الأمر الذي سينعش على الأرجح الطلب على النفط في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وفيما يتعلق بالإمدادات قال سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي، الجمعة: إن تحركات "أوبك+" لدعم سوق النفط كافية في الوقت الراهن، مضيفا أن المجموعة متأهبة لاتخاذ مزيد من الخطوات عند الضرورة.
وارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 81.99 دولار للبرميل، الجمعة، مقابل 81.28 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق، وإن السلة خسرت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 82.06 دولار للبرميل.